تصفية عنصرَيْن من "الحرس الثوري" بضربة جوّية في سوريا

العراق على صفيح ساخن: "الوطنيون" في مواجهة "الولائيين"!

02 : 00

الكاظمي خلال جولته في شوارع بغداد الجمعة (تويتر)

طفح كيل السلطات العراقيّة من ممارسات الميليشيات المدعومة من طهران، إذ لم يعد منطق "الدويلة" وتصفية الحسابات الداخليّة والإقليميّة بإمكانه "التعايش" سلميّاً مع منطق الدولة وفرض النظام وتطبيق القوانين. والقشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير تمثّلت بتهديد القيادي في "كتائب حزب الله" أبو علي العسكري لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بأنّ "الإستخبارات الأميركيّة لن تحميه"، واصفاً إيّاه بـ"الغادر"، ما دفع الأجهزة المعنيّة إلى إصدار أمر باعتقال أبو علي العسكري، في وقت زار فيه وفد عراقي رفيع المستوى طهران حاملاً رسالة سياسيّة من بغداد تُطالب بضبط الفصائل "الولائيّة"، أي تلك التي تدور في فلك الجمهوريّة الإسلاميّة.

وبينما حذّرت القوّات المسلّحة العراقيّة من أن هناك مليوناً و800 ألف عنصر عسكري ضمن القوّات الحكوميّة، يأتمرون بأوامر مباشرة من الكاظمي في فرض الأمن وملاحقة العناصر الخارجة عن القانون، يبدو أن المواجهة باتت مفتوحة بين "الوطنيين" الذين يقفون خلف الجيش والأجهزة الأمنيّة الشرعيّة، و"الولائيين" الذين باتت أدوارهم تقتصر على إطلاق الصواريخ على البعثات الديبلوماسيّة واغتيال النخب السياسيّة والصحافيّة المعارضة وترهيبهم، بحسب ما يتّهمهم خصومهم في "بلاد الرافدين".

وكان لافتاً في الآونة الأخيرة تمكّن القوّات المسلّحة الشرعيّة من إجبار عناصر تابعين لميليشيا "عصائب أهل الحق" على الإنسحاب من شوارع بغداد، حتّى من دون وقوع مواجهات تُذكر، بعد وقت من إعلان الكاظمي استعداد القوّات الحكوميّة للمواجهة إذا اقتضى الأمر. كما كانت بارزة الجولة الليليّة للكاظمي في شوارع بغداد يوم الجمعة الماضي، في "رسالة ميدانيّة" منه لطمأنة الشارع العراقي بعودة الهدوء وميل الكفة لصالح الدولة من خلال جدّية قوّاتها الأمنية.

وأمام إصرار الكاظمي على تقويض سطوة الميليشيات، رفض الاستجابة لمطالب قيادييها بإطلاق سراح عناصر معتقلين بتهمة إطلاق صواريخ على "المنطقة الخضراء"، وتحديداً على السفارة الأميركيّة، في حين تقاطعت مصادر على التأكيد أن زيارة الوفد العراقي إلى طهران حصلت بعدما بدأ صبر بغداد ينفد أمام تصرّفات الميليشيات الأخيرة، مؤكدةً أن إيران ستكون أوّل الخاسرين في حال وقوع صدامات مسلّحة بين الجانبَيْن.

وعلى جبهة أخرى، حذّر المتحدّث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجيّة في البرلمان الإيراني أبو الفضل عَمّويي من أن بلاده ستعتبر وصول غوّاصة إسرائيليّة إلى مياه الخليج "عملاً عدائيّاً"، و"من حقّنا الثأر حينئذ". وخاطب الإسرائيليين خلال مقابلة مع قناة "الجزيرة" قائلاً إنّه يوجّه رسالة واضحة لهم، مفادها أن عليهم أن يكونوا حذرين، وأنّه إذا وصلت غوّاصة إسرائيليّة إلى مياه الخليج "فستكون هدفاً رائعاً بالنسبة إلينا".

بدوره، دعا قائد القوّات البحريّة في "الحرس الثوري" الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري، قوّاته، إلى اليقظة والإستعداد، مؤكداً خلال تفقّده القوّات في جزيرتَيْ طنب الكبرى وطنب الصغرى المتنازع عليهما مع الإمارات، جاهزيّتها للدفاع عن أمن إيران، بينما لم يستبعد الناطق العسكري الإسرائيلي هيداي زيلبرمان أن تلجأ إيران إلى مهاجمة إسرائيل من العراق أو اليمن، كاشفاً أن طهران تعمل على تطوير طائرات مسيّرة وصواريخ ذكيّة في تلك الدولتَيْن.

أمّا على الساحة السوريّة، فقد أفاد "المرصد السوري" بأنّ عنصرَيْن من "الحرس الثوري" قُتِلا بغارة نفّذتها طائرة مسيرة "مجهولة الهويّة" استهدفت صباح الأحد سيّارة تابعة لهما قرب الميادين في ريف دير الزور الشرقي. وأوضح المرصد إلى أن السيّارة استُهدفت أثناء خروجها من مبنى مسبق الصنع عند أطراف مدينة الميادين في شرق سوريا.


MISS 3