على الرغم من العقوبات الأميركية

موسكو وأنقرة تؤكدان استمرار تعاونهما العسكري

02 : 00

لافروف مستقبلاً نظيره التركي في سوتشي أمس (أ ف ب)

بينما تختلف الدولتان في أكثر من ملف جيوسياسي حسّاس، من جنوب القوقاز مروراً بسوريا وأوكرانيا وصولاً إلى ليبيا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التعاون العسكري بين موسكو وأنقرة سيتواصل على الرغم من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الشهر على تركيا، على خلفية شرائها منظومة الدفاع الصاروخية الروسية "أس 400".

وقال لافروف في أعقاب محادثات مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في سوتشي: "أكدنا عزمنا المشترك على تطوير تعاوننا الفني والعسكري"، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُقدّر عزم تركيا على "مواصلة التعاون في هذا المجال رغم الضغوط غير الشرعية لواشنطن".

كما شدّد لافروف على أن "العقوبات الغربية" لا تؤثر على العلاقات الثنائية "المبنية على مصالحنا الوطنية"، في حين أكد تشاوش أوغلو أنّه "لن نتراجع عن إجراءاتنا بسبب العقوبات. واتفاقنا على استلام "أس 400" جاء قبل هذا القرار"، بفرض عقوبات على تركيا.

وفي تخفيف للخطاب تجاه أوروبا و"حلف شمال الأطلسي"، اعتبر وزير الخارجية التركي أن العلاقات التركية مع روسيا ليست بديلاً عن علاقاتها مع "الأطلسي" أو الاتحاد الأوروبي. لكنّه شدّد في الوقت عينه على أن تركيا لن تتراجع عن خطواتها الرامية لتعزيز صناعاتها الدفاعية بسبب العقوبات الأميركية المفروضة، معتبراً أن المشكلات لا يُمكن حلّها عن طريق العقوبات.

وقال تشاوش أوغلو: "قرار العقوبات الأميركي "كاتسا" خاطئ من الناحيتَيْن القانونية والسياسية، ولن أتطرّق إلى مسألة تأثيره على صناعاتنا الدفاعية من عدمه لأنّه بذاته قرار خاطئ، فهو اعتداء على حقوقنا السيادية"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة أبدت رغبة في التعاون عبر الحوار عقب قرار العقوبات، مؤكداً أن بلاده لا تُعارض ذلك.

وعلى صعيد آخر، وتحديداً في عين عيسى السوريّة التي تتأثّر بتجاذب المصالح الروسية والتركية في "بلاد الشام" وتعارضها، وبعدما كشفت وسائل إعلامية موالية للنظام السوري وموسكو أن "قوّات سوريا الديموقراطية" (قسد) وقّعت اتفاقاً لتسليم المنطقة للجيشَيْن الروسي والسوري، منعاً من هجوم عسكري تركي واسع النطاق، لم تشهد المنطقة حتّى اللحظة انسحاباً لوحدات "قسد" التي لم تؤكد حصول أي اتفاق مع الروس أو النظام.

وبينما تزيد تركيا الضغط على "قسد" عبر اشعالها للجبهات المحيطة بعين عيسى، حيث فشلت حتّى الساعة كلّ محاولات الفصائل السوريّة التي تدور في فلك أنقرة باقتحامها، أرسل الجانب الأميركي رسائل عدّة للوحدات الكردية في الأيام الأخيرة مفادها أن أي تعامل مع الروس أو النظام السوري، أو حتّى إفساح المجال لهما للدخول إلى عين عيسى، سيكون له أثر معاكس ومن شأنه أن يُهدّد العلاقة التي تجمع بين واشنطن و"قسد". ووعد الجانب الأميركي مسؤولي "قوّات سوريا الديموقراطية" برأب الصدع مع الجانب التركي، والتحرّك من أجل حلّ النقاط الإشكالية العالقة. وبحسب قناة "الحرة"، فقد اتجهت "قسد" لرفض إبرام أي اتفاق يقضي بانتشار قوّات النظام وروسيا في عين عيسى، إذ في حال انسحاب "قسد" من البلدة فستفقد بالتالي أوراق قوّة عدّة، أبرزها الورقة السياسية والمعنوية في المنطقة، لا سيّما أن عين عيسى تُعتبر بمثابة عاصمة سياسية وإدارية لها.