خامنئي يمنع استيراد لقاحات من أميركا وبريطانيا وفرنسا

التفشّي الوبائي يفرض "الطوارئ الصحية" في لندن

02 : 00

لندن بدت شبه خالية أمس بسبب الموجة الوبائية الخطرة (أ ف ب)

بعدما باتت مستشفياتها على وشك بلوغ أقصى طاقاتها الاستيعابية، أعلنت مدينة لندن أمس "الطوارئ الصحية" لتعبئة الأجهزة العامة في مواجهة انتشار "خارج عن السيطرة" للفيروس التاجي، فيما تأمل السلطات البريطانية في محاربته بترسانة من اللقاحات.

وجعلت بريطانيا، الدولة الأكثر تضرّراً بالوباء في أوروبا مع حوالى 80 ألف وفاة بينها 1325 أُعلنت الجمعة، من عملية التلقيح الشامل لسكّانها أحد أبرز أسلحتها في المعركة ضدّ الوباء، وأعطت "الضوء الأخضر" للقاح ثالث، هو "موديرنا" الأميركي.

وفي لندن، يخضع سكّان المدينة التي تُعدّ 9 ملايين نسمة منذ 20 كانون الأوّل لإغلاق تمّ تشديده وتوسيعه ليشمل كلّ أنحاء انكلترا الأربعاء. وبحسب أجهزة العاصمة، فإنّ عدد الإصابات تجاوز 1000 إصابة لكلّ 100 ألف نسمة في المدينة حيث يُعالج 7034 شخصاً من إصابتهم بـ"كوفيد-19".

أميركيّاً، وصف الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن آلية توزيع اللقاحات التي وضعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بأنها "مهزلة". وقال بايدن من مقرّه في مدينة ويلمينغتون في ولاية ديلاوير: "اللقاحات تُعطينا الأمل، لكن آلية التوزيع كانت مهزلة"، مضيفاً أن عملية توزيع اللقاح "ستكون أكبر تحد عملاني يُمكن أن نُواجهه كأمة"، في وقت سجّلت فيه البلاد عدداً قياسيّاً جديداً للوفيات خلال 24 ساعة مع نحو 4000 وفاة.

تزامناً، عزّزت أوروبا حملات التلقيح بمضاعفة طلبيّاتها من جرعات "فايزر - بايونتيك". وإزاء الإنتقادات الموجّهة لبطء حملات التلقيح في "القارة العجوز"، تتهيّأ أوروبا للتصريح للقاح "أسترازينيكا - أكسفورد"، ليُصبح الثالث من نوعه الذي يُعطى الضوء الأخضر بعد "فايزر - بايونتك" و"موديرنا".

وتحت ضغط دولها الأعضاء، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبّية أن قرارها في شأن التصريح للقاح "أسترازينيكا - أكسفورد" يُمكن أن يصدر أواخر كانون الثاني، في وقت كشفت المفوضية الأوروبّية أنّها طلبت 200 مليون جرعة إضافية من لقاح "فايزر - بايونتيك"، بموجب اتفاق يلحظ إمكان زيادة هذا الرقم إلى 300 مليون جرعة، ما يرفع إجمالي الجرعات التي طلبتها إلى 600 مليون. وسيبدأ تسليم هذه الجرعات في الفصل الثاني من العام 2021.

وفي غضون ذلك، أعلنت منظّمة الصحّة العالميّة أنّ الدول الأكثر فقراً ستبدأ تلقّي أولى اللقاحات بين نهاية كانون الثاني الحالي ومنتصف شباط المقبل. كما دعت المنظّمة الدولية إلى مزيد من التضامن في شأن اللقاحات، وطالبت الدول الغنية بالتوقف عن إبرام "اتفاقات ثنائية" مع شركات الأدوية.

وأوضح المدير العام للمنظّمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي أنّه طلب من مصنّعي الأدوية إعطاء الأولوية لتوزيع اللقاحات بموجب آلية "كوفاكس"، التي وضعتها منظّمة الصحة العالمية وشركاؤها. وحضّ الدول والمصنّعين على "التوقف عن إبرام اتفاقات ثنائية على حساب آلية كوفاكس".

توازياً، أعلن مختبر "بايونتيك" أن دراسة تمهيدية أظهرت أن لقاح "فايزر - بايونتيك" يتمتّع بفعالية ضدّ تحوّر أساسي لسلالتَيْن لفيروس "كورونا" رصدتا في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، اعتبر خبراء أنه أشدّ عدوى من الفيروس الأساسي. علماً أنّه تمّ أيضاً اكتشاف تحوّر فيروسي جديد في فرنسا أمس.

وفي أميركا اللاتينية، أعلنت الصحة البرازيلية أنّ حصيلة الوفيات الناجمة عن الجائحة تخطّت الخميس عتبة الـ200 ألف وفاة، في وقت سجّلت فيه البلاد أعلى حصيلة إصابات يومية بلغت 87843 إصابة. وفي المدن الكبرى مثل ساو باولو وريو دي جانيرو وبيلو هوريزونتي، يزيد معدّل إشغال الأسرّة في أقسام العناية المركّزة في المستشفيات على 90 في المئة.

أمّا في الصين، فقد عزلت السلطات الشيوعيّة مدينتَيْن إلى الجنوب من بكين وقطعت الطرق البرية المؤدية إليهما مانعة ملايين المواطنين من مغادرتهما، فيما تسعى إلى وقف أكبر تفش للفيروس في 6 أشهر.

وفي الشرق الأوسط، حظر مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي استيراد لقاحات مضادة لـ"كورونا" مصنّعة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، معتبراً أن "لا ثقة بها". وردّاً على موقف خامئني، شدّد مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين خلال مؤتمر صحافي على أن المنظمة سبق أن دعت إلى "عدم تسييس الفيروس"، مضيفاً: "رجاءً، لا تُسيّسوا اللقاح أيضاً".

أمّا في إسرائيل، فقد وافق الكنيست على تمديد إجراءات الإغلاق في سائر أنحاء الدولة العبرية حتّى 21 كانون الثاني وعلى فرض قيود جديدة، في ضوء ارتفاع الإصابات. بالتزامن، تُواصل السلطات الإسرائيليّة حملة التطعيم الوطنيّة التي بدأت في 19 كانون الأوّل. وأفادت السلطات بأنّ مليونَيْ شخص سيحصلون على حقنة مزدوجة من اللقاح بحلول نهاية كانون الثاني في إسرائيل.