فادي سمعان

الدهيني لـ "نداء الوطن": الأنصار الأقرب إلى اللقب والإعتماد الكلّي على الناشئين سيفٌ ذو حدّين

9 كانون الثاني 2021

02 : 00

ابراهيم دهيني

رأى اللاعب اللبناني الدولي السابق لكرة القدم والمحلّل الرياضيّ الحالي إبراهيم الدهيني في حديث لصحيفتنا أنّ معظم الدوريّات حول العالم تأثرت بوباء "كورونا"، ومن الطبيعي أن ينسحب ذلك أيضاً على مستوى اللعبة في لبنان، معتبراً أنّ الأندية المحلية عانت بشكل كبير، خصوصاً في ظلّ غياب العنصر الأجنبي الذي شكّل مشكلة رئيسية للأندية التي كانت تعوّل في السابق عليهم، إمّا للمنافسة على لقب الدوري، أو للبقاء ضمن الدرجة الأولى بالنسبة للفرق الأخرى.

أضاف: "غيابُ اللاعب الأجنبيّ أدى الى الدفع بمعظم الأندية الى الاعتماد على جيل الشباب والناشئين، لكن هذه السياسة التي اعتُمدت كانت خاطئة، إذ إنّ زجّ اللاعبين الناشئين دفعة واحدة على أرض الملعب لم يكن في محله، بل كان يتطلبُ وقتاً أطول، إضافة الى أنهم ما زالوا بحاجة الى عوامل الخبرة واللياقة البدنية وثقافة اللقاءات، كما يحتاجون الى مزيد من الوقت لكي يندمجوا ويتأقلموا مع زملائهم المخضرمين في الفريق، ولذا جاء مستوى الدوريّ حتى الآن دون الوسط مع بعض الاستثناءات".

ولفت الدهيني الى انّ الإستغناء عن اللاعبين الاجانب كانت له إيجابياته وسلبياته، فمن الناحية الايجابية سمحَ للاندية بمنح الفرصة للفئات العمرية، وهو أمر كان مفقوداً في السابق، اما من الناحية السلبية فإنّ وجود اللاعب الأجنبيّ كان يُعطي نظيره اللبناني ثقافة كروية جديدة بالإضافة الى إكتساب الخبرة منه، وهذا ما هو حاصل اليوم مثلاً في الدوريّ السعوديّ الذي باتت فرقه تضمّ سبعة أو ثمانية لاعبين أجانب، مما يرفع مستوى اللاعب المحلّي تلقائياً. وبالنسبة للناشئين، شدّد على أنّ الإتكال عليهم وحدهم سيفٌ ذو حدّين، فهناك فرق إعتمدت على الناشئين بشكل كلّي هذا الموسم فلم تقدّم أيّ شيء على المستوى الفني العام البدني والتكتيكي، والسلام زغرتا صاحب المركز الأخير في الترتيب أحد هذه الفرق. وواصل: "من الواضح أنّ الفريق الزغرتاوي إعتمد منذ البداية على الناشئين بغياب عامل الخبرة، ما أدى الى نتائج هزيلة وفادحة، كما انّ هناك فرقاً أخرى مهدّدة بالهبوط تملك حصّة كبيرة من الناشئين المهمّين، وبالنتيجة هذه الأندية تحصدُ عمل وحكمة إدارييها.

وحول نظام البطولة من مرحلة واحدة ثم دور "الستة"، اكد الدهيني أنه غير عادل لأنّ الأندية التي تملك النفس الطويل هي التي ستنافسُ على اللقب، ولا مشكلة لديها لأنها تملك الإحتياط اللازم والقدرة على الإستمرار، وهي بذلك تتفوّق على الفرق الأخرى، مشيراً الى أنّ الاتحاد إعتمد هذا النظام بسبب جائحة "كورونا" الاستثنائية وليس لأيّ أمر آخر.

وحول المنافسة على البطولة، أكد أنها ستكون قوية جداً في ظلّ هذه المستويات التي قُدّمتْ لغاية الآن، علماً أنّ الانصار يملكُ عدداً كبيراً من اللاعبين أصحاب الفنيات الكبيرة والرائعة داخل الملعب وعلى مقاعد الاحتياط، وهو مرشّح بقوة للتتويج، علماً أنه مبتعدٌ بفارق نقطتين حالياً عن أقرب منافسيه فريق النجمة، لكن هناك 5 مباريات متبقية، وستكون خلالها المنافسة مستعرة مع النجمة الذي كانت بدايته متعثرة، لكنّ الجهاز الفني بقيادة موسى حجيج أعاد الفريق الى السكة الصحيحة ووضعه على طريق اللقب.

وختم الدهيني: "على رغم انّ الصراع سيكون محصوراً بين قطبَي الكرة اللبنانية الأنصار والنجمة، الا أنّ شباب الساحل يبقى الحصان الأسود في الدوريّ بقيادة المدرّب القدير محمود حمود الذي يملك واحداً من أفضل خطوط الدفاع هذا الموسم، وباستطاعته صنع المفاجأة شرط إستعادة لاعبيه الغائبين والمُصابين، أما الإخاء الأهلي عاليه المتصدّر السابق فتراجع أداؤه بشكلٍ دراماتيكيّ في المباريات الأربع الأخيرة، وربما يعود ذلك الى فترة التوقف القسري للدوريّ بسبب الإقفال العام في البلاد".


MISS 3