ترامب لن يحضر "مراسم تولية" بايدن والأخير يُرحّب

بيلوسي "تُطارد عدوّها الجمهوري"

02 : 00

مبنى الكابيتول "قلعة محصّنة" بالإجراءات الأمنيّة المشدّدة (أ ف ب)

يبدو أن رئيسة مجلس النوّاب الأميركي نانسي بيلوسي لم تُصفّ كامل "حساباتها الشخصيّة والسياسيّة" مع "عدوّها اللدود" الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهي تُحاول جاهدةً اليوم إعادة إحياء إجراءات العزل، التي فشلت في بلوغ أهدافها سابقاً، ولو قبل أقلّ من أسبوعَيْن من مغادرة الرئيس الجمهوري البيت الأبيض وتعهّده أخيراً بنقل سلس للسلطة، مع كلّ ما تحمله تلك الإجراءات من مخاطر وسط انقسام سياسي ومجتمعي عمودي، داخل المؤسّسات وفي الشارع، فيما رجّحت وسائل إعلام أميركيّة مباشرة مجلس النوّاب الإجراءات الأولية لعزل ترامب الإثنين، بتهمة "التورّط في جرائم كبرى بالتحريض على التمرّد"، بعدما رفض نائب الرئيس مايك بنس تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور لتنحية الرئيس من منصبه.

وإذ كشفت بيلوسي أنّها تواصلت مع رئيس أركان الجيوش الأميركية مارك ميلي لمناقشة التدابير الوقائية المتوافرة بهدف تجنّب أن يشنّ "رئيس غير متّزن هجمات عسكرية عدائية أو يستخدم رموز الإطلاق ويأمر بضربة نووية"، تعهّدت أن يتحرّك الكونغرس إذا لم يتنحَ ترامب "طوعاً وفي وقت وشيك". لكن المتحدّث باسم الجنرال مارك ميلي الكولونيل ديف باتلر أوضح أن بيلوسي "بادرت إلى الاتصال برئيس الأركان"، لافتاً إلى أنّ الأخير "ردّ على أسئلتها بالنسبة إلى شبكة القيادة النووية".

وفي المقابل، حذّر زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النوّاب كيفن ماكارثي الديموقراطيين من أن "إطلاق آلية عزل بحق الرئيس قبل 12 يوماً فقط من انتهاء ولايته سيؤدّي إلى زيادة الإنقسام في بلادنا ليس إلا"، فيما أشاد الرئيس المنتخب جو بايدن بقرار ترامب عدم حضور حفل توليته في 20 كانون الثاني، معتبراً أنّها "إحدى النقاط القليلة التي نتوافق في شأنها"، وقال "إنّ عدم حضوره أمر جيّد"، لافتاً إلى أن ترامب "شكّل إحراجاً للبلاد". لكنّ بايدن أكد أن حضور بنس أمر "مرحّب به".

كما ترك بايدن للكونغرس مسؤولية إطلاق آلية لعزل ترامب أو عدمه، الأمر الذي يُطالب به العديد من النوّاب الديموقراطيين بعد أحداث الكابيتول. ويعكس تردّد بايدن في تأييد توجّه حزبه لعزل ترامب، وزر مهمّة توحيد صفوف الأميركيين الملقاة على عاتقه، بعكس بيلوسي التي رأى مراقبون أنّها لا تضع نصب عينيها سوى "الإنتقام من ترامب".

وغداة الفوضى التي عمّت واشنطن الأربعاء، دعا ترامب إلى "المصالحة وتضميد الجراح"، مندّداً بـ"الهجوم المشين" الذي شنّه بعض مؤيّديه على مقرّ الكونغرس. وقال: "ينصبّ تركيزي الآن على ضمان انتقال هادئ ومنظّم وسلس للسلطة. هذه المرحلة تتطلّب تضميد الجراح والمصالحة"، من دون أن يقرّ صراحة بهزيمته أمام بايدن في الإنتخابات الرئاسية.

وفي سياق الإنتقال السلس للسلطة الذي وعد به ترامب، إلتقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للمرّة الأولى أنتوني بلينكن، الذي اختاره بايدن ليخلف بومبيو، وكان اجتماعهما مثمراً جدّاً وغايته "تسهيل انتقال منظّم والتأكد من حماية المصالح الأميركية في الخارج"، وفق ما أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية.

أمّا حول تداعيات الهجوم على مبنى الكونغرس، الذي أدّى إلى وفاة 5 أشخاص آخرهم عنصر في شرطة الكابيتول قضى متأثّراً بجروح أُصيب بها خلال الاشتباكات مع بعض أنصار ترامب، فقد أعلنت وزارة العدل الأميركية أنّه تمّ توجيه الاتهام إلى 15 شخصاً في أعمال العنف تلك، بينهم الشخص الذي التُقطت له صور في مكتب بيلوسي، وتمّ توقيفه صباح الجمعة، في حين أصبحت وزيرة التعليم بيتسي ديفوس ثاني وزيرة تُعلن استقالتها من إدارة ترامب، بينما دعا مشرّعون أعضاء الإدارة الحاليّة ومسؤولي البيت الأبيض إلى البقاء في مناصبهم لضمان نهاية مستقرّة للولاية الرئاسيّة.

وكان لافتاً ما كشفته وكالة "أسوشييتد برس" بأنّ شرطة الكابيتول رفضت عرضاً للمساعدة قدّمه "الحرس الوطني" قبل 3 أيّام من اقتحام الكونغرس. كما رفضت الشرطة أيضاً عرض وزارة العدل بدفع عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" بالتزامن مع الاقتحام الأربعاء، فيما أفادت وسائل إعلام أميركية بأنّ مدير شرطة الكابيتول ستيفن صند قرّر الإستقالة من منصبه.