جاد حداد

كيف تتعاملين مع نوبات غضب طفلك؟

9 كانون الثاني 2021

02 : 00

يثور الأولاد غضباً في أسوأ الأوقات دوماً! هل يبدأ طفلك البالغ من العمر ثلاث سنوات بالصراخ ويضرب الأرض بقدمه ويحمرّ وجهه في اللحظة التي تستعدين فيها للذهاب في رحلة عائلية أو لبدء مكالمة جماعية تحضّرين لها منذ أيام مع أقاربك، أو حين تحتاجين إلى لحظات هادئة لتنظيم أعمالك؟

اكتشفي العواطف الكامنة وراء نوبة غضبه!

ابدئي بالاعتراف بعواطف الطرف الآخر. قد لا توافقين على مشاعره، لكن يجب أن تثبتي له أنك مستعدة للإصغاء إليه.

ربما لاحظتِ على مر تجاربك مع الطفل أن المنطق لا ينفع معه حين يكون في ذروة غضبه. هذا ما يحصل مثلاً عندما يثور طفلك غضباً ويطالب بتناول الحلوى قبل موعد العشاء. قد تقولين له: "ما سبب حزنك؟ تعرف جيداً أن الحلويات ممنوعة قبل العشاء". لكن من المستبعد أن يستوعب الطفل هذه الفكرة المنطقية وسرعان ما يتصاعد غضبه لأنه يشعر بأن أحداً لا يسمعه. لذا حاولي أن تتفهمي وضعه لمساعدته على تنظيم عواطفه أو تهدئتها.

في هذا الموقف، يمكنك أن تقولي له: "أنت غاضب مني لأنني لا أسمح لك بتناول الحلوى قبل العشاء". كل ما تحتاجين إليه أحياناً هو الاعتراف بمشاعره والانسحاب. لكنك تحتاجين في مواقف أخرى إلى استعمال عبارة ثانية تناقض الأولى على الشكل التالي: "أنت غاضب مني لأنني لا أعطيك الحلوى قبل العشاء لكنك تستطيع تناولها بعد العشاء".

لن يبتسم طفلك على الأرجح ويتنازل بكل بساطة، لكنّ هذا الموقف قد يمنع تصاعد نوبة الغضب ويخفف حدة العواطف التي تنتابه في تلك اللحظات.

تجاهليه عند الحاجة!

أي سلوك يلفت النظر قابل للاستمرار! تخيّلي أن ابنك وردة في حديقة: هو يحتاج إلى الكمية المناسبة من أشعة الشمس والماء! تكون الأشواك هناك مرادفة للسلوكيات الشائكة مثل نوبات الغضب. لهذا السبب، تقضي الخطوة اللاحقة بتجاهل سلوكه الشائب.

يشعر الأهالي بالقلق من أن يكون التجاهل مرادفاً لعدم تحريك أي ساكن. لكنّ التجاهل الناشط يتطلب جهداً كبيراً في هذه المواقف. ستكون التجربة شاقة بمعنى الكلمة. توقعي أن يسوء سلوك الطفل قبل أن يتحسن، وتذكّري أنك تتجاهلين الجوانب الشائكة في تصرفاته ولا تتجاهلينه هو شخصياً. في الوقت نفسه، ركزي على نشاطات أخرى: رتّبي مظهرك أو اغسلي الأطباق أو تأملي السماء مثلاً... لكن لا تستفزيه لأي سبب. إذا تجاهلتِ ما يفعله طوال 10 دقائق ثم صرختِ في وجهه أو أعطيتِه الحلوى التي يريدها في نهاية المطاف، سيستنتج حينها أنه يستطيع متابعة الضغط عليك لوقتٍ أطول للفت انتباهك أو لتحقيق النتيجة التي يريدها. في هذه الحالة، ستواجهين هذا النوع من المواقف في مناسبات متكررة لاحقاً.

أشيدي باستعداده للتعاون!

حين يبدي طفلك استعداده للتعاون معك في أي عمل تطلبينه منه، احرصي على الإشادة بسلوكه بكل حماسة واذكري التفاصيل التي أثارت إعجابك في تصرفه. قولي له مثلاً: "أحسنتَ لأنك قررتَ الانضمام إلينا إلى مائدة العشاء بكل احترام! أنا فخورة جداً بك". إذا عاود المطالبة بتناول الحلوى قبل العشاء، تجاهلي موقفه مجدداً. وعندما يسترجع الهدوء، أشيدي به أيضاً. قد تتعبين من هذه التقلبات، لكن يجب أن تجيدي اختيار المواقف المناسبة بحسب حالاته المتبدلة إلى أن يتبنى التصرف الذي تنتظرينه منه.

تنطبق هذه الاستراتيجيات على المواقف الصعبة التي تحصل خارج المنزل أيضاً. قد تشعرين بالقلق من رأي الآخرين بأدائك كأم حين تتجاهلين غضب طفلك، فتخشين مثلاً أن يعتبروك عاجزة عن التعامل مع الأولاد. أو ربما تشعرين أحياناً بالإهانة والعجز التام لأنك لا تستطيعين السيطرة على تصرفات طفلك.

في حالات مماثلة، خذي نفساً عميقاً وتذكّري ما يلي: لستِ الأم الوحيدة التي تتعامل مع طفل سريع الغضب في الأماكن العامة. لا شك في أن أمهات أخريات من حولك اضطررن يوماً لعيش الموقف نفسه مع أولادهنّ. كي تشعري براحة إضافية، يمكنك أن تبلغي المحيطين بك بأنك تتجاهلين الطفل عمداً لمساعدته على استرجاع هدوئه.

بغض النظر عن مكان حصول نوبة الغضب، احرصي على تفهّم مشاعر الطفل أيضاً. من المبرر أن تشعري بالإحباط أو الإحراج أحياناً، لكن تذكّري أن طفلك سيتخذ الموقف المناسب في نهاية المطاف شرط ألا تؤجّجي غضبه وتستفزيه بلا جدوى!