اهتمام متجدّد بالخطّ المغولي التقليدي

02 : 00

تشهد الأبجدية المغولية، وهي من الخطوط النادرة التي تُقرأ عمودياً، اهتماماً متجدّداً في منغوليا بعدما شارفت على الاندثار في منشئها، وذلك ردّاً على سياسة تعليمية جديدة انتهجتها الجارة الصينية.

في أحد صفوف أولان باتور، يقلب التلاميذ دفاترهم 90 درجة وقت الانتقال من اللغة المغولية إلى الكيريلية المعتمدة إبّان الحقبة السوفياتية في الثلاثينات. ويكتب المدرّس الحروف على اللوح من الأعلى إلى الأسفل ومن اليسار إلى اليمين، أمام مجموعة من الكبار والصغار الراغبين في تعلّم أبجدية تعود أقلّه إلى عهد جنكيز خان، مؤسس إمبراطورية المغول، في القرن الثاني عشر. وأثار هذا الإصلاح احتجاجات في بداية العام الدراسي في المنطقة التي يقطنها نحو 4,5 ملايين شخص من المغول (أقلّ من 20% من إجمالي سكّان الصين).

يصدح شعار "فلندافع عن لغتنا" في الساحة الرئيسة للعاصمة المنغولية حيث احتشد نحو مئة متظاهر. وعقب تلك الاحتجاجات، قرّر المدرّس باتبيليغ لخاغفاباتار تقديم هذه الحصص بالمجّان. يقول لخاغفاباتار: "نعيش في عصر التغيّرات السريعة والعولمة ولا وقت كي يفكّر الناس بمسائل الهويّة لكن الطلّاب يعيرون اليوم اهتماماً أكبر للقيم الوطنية ويريدون الدفاع عن حروف استخدمها شعبنا منذ أكثر من ألف سنة". وتؤيّد الحكومة اعتماد خطّ الكتابة التقليدي المعروف بـ"هودوم" الذي طواه النسيان في عهد النظام الموالي للسوفيات الذي انهار مطلع التسعينات. غير أن أسلوب الكتابة هذا بقي حكراً على علماء الألسنيات وقلّة قليلة ممن تقدّم بهم العمر. ولا تزال الكيريلية تغطّي إلى حدّ بعيد اللافتات المنتشرة في شوارع العاصمة. لكنّ التلفزيون الرسمي بات يعتمد الكتابتين وتعهّدت الحكومة بتوفير كلّ المستندات الرسمية باللغتين اعتباراً من 2025.

لكنّ العودة إلى الأبجدية القديمة بحروفها الخمسة والثلاثين ليست بالأمر السهل، فقد أدّى التحوّل إلى الكيريلية إلى تعديلات نحوية، كدمج الأسماء وحروف الجرّ الواجب فصلها في الهودوم. وفي عصر الهاتف المحمول، تتطلّب الكتابة العمودية تطبيقات خاصة.

وقد أنشأ مطوّر البرامج أولزي-أورشيخ داشخو شبكة على نسق "فيسبوك" تتيح تحميل نصوص مكتوبة بهذه الطريقة. يقول داشخو: "إذا استطعنا نقل خطّنا إلى المنصّات الرقمية، نحافظ على لغتنا التقليدية للأجيال المقبلة".


MISS 3