بنس يحضر "تولية بايدن" ولا يستبعد تنحية الرئيس

ترامب "يُقاتل" لـ"خروج لائق"

02 : 00

عناصر "أنتيفا" يعتدون على مناصرين لترامب بسان دييغو (أ ف ب)

يمرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأحد أسوأ أيّامه داخل البيت الأبيض خلال ربع الساعة الأخير من ولايته "الاستثنائية" على الصعد كافة. فلقد بات الرئيس الجمهوري في موقع لا يُحسد عليه على الإطلاق، و"يُقاتل" بكلّ قواه وعلاقاته المتشعّبة لتأمين "خروج لائق وطبيعي" من البيت الأبيض، مع إصرار خصومه الديموقراطيين على "استنزافه سياسيّاً" و"ضرب صورته" بعد أحداث الكابيتول، بحيث أن بنود مساءلته يُمكن أن تُطرح على مجلس النوّاب الثلثاء أو الأربعاء، في وقت كشفت فيه تقارير إعلامية أن ترامب غاضب من نائبه مايك بنس لأنّه لم يُعرقل تصديق الكونغرس على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، في حين كرّست "غزوة الكابيتول" القطيعة بين الرئيس الجمهوري ونائبه، الذي يستعدّ لحضور حفل تولية بايدن رئيساً للولايات المتحدة وتسهيل انتقال السلطة بين الإدارتَيْن.

ولم يتحدّث ترامب وبنس مع بعضهما بعضاً منذ اقتحام بعض مؤيّدي الرئيس مبنى الكابيتول، فيما اعتبر النائب الجمهوري آدم كينزينجر خلال حديث مع شبكة "ايه بي سي" أن "أحد أقرب الأوفياء لترامب بات الآن العدوّ الأوّل في عالم الرئيس". وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حشداً صغيراً يهتف "شنق مايك بنس" خارج مبنى الكابيتول. وخلال هذه الأحداث الفوضوية، كان نائب الرئيس متحصّناً في مخبأ في مبنى الكابيتول مع عائلته، فيما ذكرت شبكة "أن بي سي" أن ترامب لم يتّصل به للإطمئنان عن سلامته.

كذلك، نقلت شبكة "سي أن أن" عن مصدر مقرّب من بنس أنّه لا يستبعد التوجّه نحو تفعيل التعديل 25 من الدستور لعزل ترامب، وأنّه قد يلجأ إليه في حال ازداد الرئيس تهوّراً، في وقت بدأت الدعوات المطالبة باستقالة ترامب تتزايد ولو بشكل خجول داخل المعسكر الجمهوري، لتجنّب إجراء عزل صعب في أوجّ أزمة سياسيّة ومجتمعيّة وصحّية واقتصاديّة تشهدها الولايات المتحدة. فبعد عضوَيْ مجلس الشيوخ الجمهوريَيْن، بن ساس وليزا موركوفسكي، رأى السيناتور بات تومي أنّ استقالة الرئيس "ستكون الحلّ الأفضل"، معتبراً أنّه منذ الإنتخابات الرئاسية التي خسرها "غرق ترامب في مستوى من الجنون لا يُمكن تصوّره على الإطلاق".

تزامناً، ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن وزير الخزانة ستيفن منوتشين سيقطع رحلته الخارجية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويعود إلى الولايات المتحدة، مؤكدةً أن العودة لا تتعلّق بأي خطّة لمتابعة إقالة ترامب استناداً إلى التعديل الـ25 للدستور الأميركي، إذ لم يُناقش منوتشين التعديل مع وزير الخارجية مايك بومبيو أو موظّفيه في وزارة الخزانة أو غيرهم من مسؤولي الإدارة.

وفي رسالة إلى الأعضاء الديموقراطيين، طالبت رئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي بمحاسبة من سمّتهم "المعتدين على الديموقراطية" في بلادها، ودعت إلى الإقرار بأنّ ما حدث "تدنيس" بتحريض من ترامب. وأوضحت بيلوسي أنها ناقشت آراء النوّاب الديموقراطيين مع المحامين الدستوريين داخل الكونغرس وخارجه للنظر في الخيارات البرلمانية والدستورية المتاحة، فيما طلبت من زملائها الديموقراطيين في المجلس الاستعداد للعودة إلى واشنطن هذا الأسبوع.

وفي غضون ذلك، علّقت شركة "آبل" تطبيق "بارلير" من متجر تطبيقاتها، معتبرةً أن خدمة شبكة التواصل الاجتماعي لم تتّخذ التدابير الكافية لمنع انتشار المنشورات التي "تُحرّض على العنف". و"بارلير" هي شبكة اجتماعية انتقل إليها كثير من مؤيّدي ترامب بعد حظرهم من منصّات مثل "تويتر". وفي خطوة مماثلة، لجأت شركة "غوغل" إلى حذف تطبيق "بارلير" من متجر تطبيقاتها "بلاي ستور". والإجراءات التي اتّخذتها "آبل" و"غوغل" تعني أن "بارلير" غير متاح للتحميل، ما دفع متابعين إلى الحديث عن "استهداف سياسي" يطال القاعدة اليمينية المحافظة دون غيرها، وعن "خطر محدق يُهدّد الحرّيات".

دوليّاً، دعا البابا فرنسيس خلال عظته بعد صلاة التبشير الملائكي قادة الولايات المتحدة والشعب الأميركي إلى "الحفاظ على حسٍّ عال بالمسؤولية لتهدئة النفوس وتعزيز المصالحة الوطنية وحماية القيم الديموقراطية المتجذّرة في المجتمع الأميركي".


MISS 3