إيران تُجري "مناورات صاروخيّة كبرى"

واشنطن تُصنّف الحوثيين "جماعة إرهابيّة"

02 : 00

الحوثيّون يُعتبرون أحد أبرز أذرع إيران في المنطقة (أ ف ب)

في خطوة لافتة ستكون لها تداعيات كبيرة على اليمن والمنطقة، وقبل 10 أيّام فقط من انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده ستُصنّف المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران على لائحتها السوداء للجماعات الإرهابية، في قرار سارعت الحكومة اليمنية والسعوديّة والإمارات والبحرين إلى الترحيب به. وإذ أوضح بومبيو في بيان أن القرار يهدف إلى "تعزيز الردع ضدّ النشاطات الضارّة التي يقوم بها النظام الإيراني" الداعم للحوثيين في مواجهة حكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، أكد أن القرار اتُّخذ من أجل "محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابيّة، بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تُهدّد السكّان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري".

وتضمّ اللائحة السوداء الأميركية 3 قياديين حوثيين، بينهم زعيمهم عبد الملك الحوثي. وبينما حذّرت منظّمات عدّة من أن هذا القرار قد يشلّ عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، أشار بومبيو إلى أن "الولايات المتحدة تُقرّ بأنّ هناك مخاوف في شأن وطأة هذه التصنيفات على الوضع الإنساني في اليمن"، مؤكداً اعتزام واشنطن على "اتخاذ تدابير للحدّ من انعكاساتها على بعض النشاطات والإمدادات الإنسانية".

وستدخل العقوبات المترتبة على التصنيف حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني، أي قبل يوم من تولّي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه، إلّا إذا عرقل الكونغرس الأميركي ذلك. وبموجب القانون الأميركي، أمام الكونغرس 7 أيّام لمراجعة ورفض تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابيّة"، إذا أراد ذلك. لكن هذا يبدو غير مرجّح مع عدم انعقاد مجلس الشيوخ وتركيز مجلس النوّاب على إجراءات إقالة ترامب.

وأعربت الرياض من جهتها عن تطلّعها في "أن يُسهم ذلك التصنيف في وضع حدّ لأعمال ميليشيا الحوثي الإرهابية وداعميها، بحيث إن من شأن ذلك تحييد خطر تلك الميليشيات، وإيقاف تزويد هذه المنظّمة الإرهابية بالصواريخ والطائرات من دون طيار والأسلحة النوعية والأموال لتمويل مجهودها الحربي واستهداف الشعب اليمني وتهديد الملاحة الدولية ودول الجوار". كما اعتبرت أن التصنيف سيؤدّي أيضاً إلى "دعم وإنجاح الجهود السياسية القائمة، وسيُجبر قادة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على العودة بشكل جاد إلى طاولة المشاورات السياسية".

أمّا الأمم المتّحدة، فقد رأت على لسان المتحدّث باسمها ستيفان دوجاريك أن قرار الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين "إرهابيين" من شأنه "التسبّب بتداعيات انسانية وسياسية خطرة"، بينما كتب القيادي في "أنصار الله" محمد علي الحوثي في تغريدة على "تويتر": "سياسة إدارة ترامب إرهابية وتصرّفاتها إرهابية، وما تقدم عليه من سياسات تُعبّر عن أزمة في التفكير، وهو تصرّف مُدان ونحتفظ بحقّ الردّ".

وعلى صعيد آخر، شدّدت إيران على ضرورة عدم تسييس مسألة احتجازها لناقلة النفط الكورية الجنوبية، داعيةً الولايات المتحدة وفرنسا إلى عدم التدخّل في هذه القضية، إذ كانت واشنطن وباريس قد دعتا إلى الإفراج عن الناقلة بشكل "فوري"، في حين التقى نائب وزيرة خارجية كوريا الجنوبية تشوي جونغ كون وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، غداة لقائه نائبه عباس عراقجي.

واعتبر ظريف أن مسألة الأرصدة المجمّدة في كوريا الجنوبية هي "العائق الأكبر" في العلاقات بين البلدَيْن في الوقت الراهن، داعياً إلى اتخاذ إجراءات لإزالتها "في أقرب وقت ممكن"، وفق بيان للخارجية الإيرانية. وفي ما يتعلّق بالناقلة، تحجّج ظريف بـ"المسار القضائي" بحيث أكد أنه "بطبيعة الحال، لا إمكانية للحكومة بالتدخّل في المسار القضائي المتعلّق بها"، مجدّداً موقف بلاده بأنّ توقيف السفينة كان عبارة عن "مسألة فنية" يتمّ التعامل معها "في إطار قانوني وقضائي". كما التقى تشوي حاكم المصرف المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، الذي رأى أن تجميد الأصول الإيرانية "غير مقبول".

توازياً، أعلن الجيش الإيراني أنه سيجري "مناورات صاروخية كبرى" في بحر عُمان اليوم. وذكر التلفزيون الإيراني أنّ المناورات ستستمرّ يومَيْن في بحر عُمان، انطلاقاً من منطقة "كنارك" في محافظة سيستان وبلوشستان، وسيتمّ فيها استخدام بارجتَيْ "مكران" و"زرة"، اللتين تحملان "منصّات لإطلاق الصواريخ". وأطلق الجيش الإيراني الأسبوع الماضي "أكبر مناورات للطائرات المسيرة" في محافظة سمنان، شمال شرقي البلاد، بمشاركة مئات الطائرات التابعة للقوّات البرّية والجوّية والبحريّة والدفاع الجوّي للجيش.


MISS 3