النمسا تطرد جاسوساً تركيّاً أُرسِل لاغتيال سياسيين

أردوغان يتودّد للأوروبّيين من جديد

02 : 00

أردوغان مخاطباً سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة أمس (أ ف ب)

أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس رغبته في تحسين علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، معرباً عن أمله في أن يكون لدى التكتل "الإرادة نفسها"، وذلك في أعقاب عام من التوتّرات الجيوسياسية المتعلّقة بالسياسة الخارجية التركية "التدخليّة" في المنطقة، التي تسبّبت بضرب علاقات أنقرة بشكل خاص مع أثينا وباريس.

وخفّف الزعيم التركي "الشعبوي" من لهجته القاسية المعتادة في خطاباته، واستخدم نبرة تصالحية خلال لقاء متلفز مع سفراء الاتحاد الأوروبي في المجمّع الرئاسي في أنقرة، حيث قال: "نحن مستعدّون لإعادة علاقاتنا إلى مسارها"، وتابع: "نتوقّع من أصدقائنا الأوروبّيين أن يظهروا نفس الإرادة"، معتبراً أنّه "في أيدينا جعل العام 2021 ناجحاً في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي".

وبعدما أعلنت تركيا واليونان، العضوان في "حلف شمال الأطلسي"، أنّهما ستستأنفان في 25 كانون الثاني المباحثات الاستطلاعية بهدف تسوية النزاع بينهما حول التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، قال أردوغان: "نعتقد أن المحادثات الاستكشافية ستكون بادرة حقبة جديدة".

كما أكد أنه منفتح على علاقات أفضل مع باريس بعد أشهر من الخلافات السياسية والثقافية والشخصية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشدّداً في هذا الصدد على أنّه "نُريد إنقاذ علاقاتنا مع فرنسا من التوترات".

وحول مساعي بلاده للإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال أردوغان: "يُمكن التغلّب على حالة عدم اليقين المتزايدة مع حصول "بريكست"، عبر تبوؤ تركيا مكانها الذي تستحقه في أسرة الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً: "لم نتخلَّ أبداً عن هدف العضوية الكاملة رغم ازدواجية المعايير والظلم".

وبدأ أردوغان في التخفيف من حدّة لهجته بعد أن قرّر قادة الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي توسيع لائحة الأهداف التركية الخاضعة لعقوبات بسبب "الإجراءات أحادية الجانب" لأنقرة في المياه المتنازع عليها في شرق المتوسّط.

وفي هذا الإطار، كشف وزير الشؤون الأوروبّية الفرنسي كليمان بيون من بروكسل أن عقوبات الاتحاد الأوروبي المستهدفة ضدّ الأفراد الأتراك ستستمرّ في الأيّام والأسابيع المقبلة، معتبراً أن "حزم الاتحاد الأوروبي يؤتي ثماره". وأضاف: "نحن نسمع الإشارات والبيانات من تركيا... دعونا نرَ ما إذا كانت تؤتي ثمارها. لقد مررنا بالفعل بحلقات مماثلة".

وباتت أنقرة ومسؤولو الاتحاد الأوروبي على وشك إطلاق جولة نادرة من الديبلوماسية المكوكية التي يُمكن أن تُعيد علاقاتهما إلى مسار أكثر تعاوناً نوعاً ما. فسيزور وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بروكسل في 21 كانون الثاني، بينما من المتوقّع أن تصل رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى تركيا بحلول نهاية الشهر.

وفي غضون ذلك، طردت السلطات النمسوية الإيطالي من أصل تركي فياض أوزتورك الذي كشف أنه تلقى أوامر باغتيال شخصيات تنتقد أنقرة، فيما من المقرّر أن تجرى محاكمته في 4 شباط، وفق ما ذكرت محاميته فيرونيكا أويفاروسي التي أوضحت لوكالة "فرانس برس" أن "السلطات اعتبرته خطراً وشيكاً على الأمن العام وقد اقتيد إلى الحدود الإيطالية قبل عيد الميلاد".

وذهب أوزتورك (53 عاماً) والمُقيم في إيطاليا، إلى أجهزة الإستخبارات النمسوية ليُخبرها أن عليه اغتيال، بطلب من تركيا، 3 شخصيات نمسوية تنتقد سياسات أردوغان، بحسب ما ذكرت النائبة بريفان أصلان، إحدى المستهدفات، في تشرين الأوّل.

وأوردت الصحف المحلّية أنه أبلغ المحقّقين النمسويين بأنّه أدلى بشهادة زور أمام القضاء التركي، ما أدّى إلى إدانة موظّف في القنصلية الأميركية في اسطنبول في حزيران.