إستبعد خطر عزله استناداً إلى التعديل الـ25

ترامب يدعو إلى "السلام والهدوء"

02 : 00

ترامب ملقياً كلمة خلال زيارة لتفقّد استكمال الجدار الحدودي في ألامو بتكساس أمس (أ ف ب)

حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدئة "الأجواء السياسيّة" المضطربة، في أوّل ظهور علني له أمس بعد "غزوة الكابيتول"، بحيث دعا إلى "السلام والهدوء" في الولايات المتحدة، فيما نفى مسؤوليّته عن اقتحام مناصرين له مقرّ الكونغرس الأسبوع الماضي. وإذ قال ترامب خلال زيارة إلى ألامو في تكساس لتفقّد استكمال الجدار الحدودي: "حان الوقت لكي تتعافى أمّتنا وتضمد جروحها"، اعتبر أنّ الفرص معدومة لعزله من منصبه استناداً إلى التعديل الـ25 من الدستور الأميركي، خصوصاً بعد لقاء "غسل القلوب" الذي جمعه مع نائبه مايك بنس في البيت الأبيض.

وفي هذا السياق، حذّر ترامب من أنّ هذا النصّ الدستوري "سيعود ليُطارد جو بايدن وإدارته. وكما يُقال: كُن حذراً ممّا تتمنّاه". وفيما كان قد أشار إلى أن "محاولة العزل تتسبّب بانقسام عظيم وهذا خطر بالنسبة إلى الولايات المتحدة"، أكد ضرورة محاسبة "الغوغائيين" الذين اقتحموا مبنى الكونغرس.

ورأى الرئيس الجمهوري أيضاً أنّ الحديث عن إجراءات العزل تُشكّل "استمراراً لأكبر حملة مطاردة في التاريخ... وهذا يُثير غضباً هائلاً"، مؤكداً في الوقت عينه أنّه "لا أُريد عنفاً". كما برّر ترامب خطابه أمام مناصريه في ذاك اليوم باعتباره "مناسباً تماماً"، مندّداً في الوقت عينه بـ"الخطأ الكارثي" لوسائل تواصل اجتماعي قرّرت وقف حسابه. وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض أن ترامب وافق على إعلان "حال الطوارئ" في واشنطن قبل مراسم تولية بايدن.

وكان ترامب قد التقى مساء الإثنين بنس، الذي قرّر تشكيل جبهة مشتركة معه في الوقت الحالي، ضدّ الديموقراطيين، رفضاً للدعوات إلى عزله. والرجلان اللذان عقدا أوّل لقاء بينهما منذ خلافاتهما وأعمال العنف في مبنى الكابيتول، أجريا "محادثة جيّدة" كما أعلن مسؤول أميركي، الذي كشف أن ترامب وبنس "تعهّدا مواصلة عملهما في سبيل البلاد حتّى نهاية ولايتهما".

وجاء هذا اللقاء، الذي عُقِدَ بعيداً من الكاميرات، فيما سينظر الكونغرس اليوم في نصّ اتهام ضمن "إجراءات العزل" على أن يجري تصويتاً عليه. ومن المتوقع أن يتمّ تبنّي النصّ بسهولة، إذ يدعمه عدد كبير من الديموقراطيين في مجلس النوّاب. وهذا يعني فتح إجراء عزل ثان بحق الرئيس الجمهوري.

توازياً، رجّحت وزارة العدل الأميركية أن تشمل اتهامات بحق مشاركين في اقتحام الكونغرس، "العصيان والتآمر". وذكر مدّعي عام واشنطن مايكل شروين أنّه يتوقع رفع مئات الدعاوى الجنائية على خلفية اقتحام الكابيتول، في حين أشار ستيفن دانتونو، القائم بأعمال مدير المكتب الميداني لمكتب التحقيقات الفدرالي في واشنطن، إلى فتح "أكثر من 150 ملفاً" حتّى الآن، موضحاً أنّ "هذا الأمر لا يعكس سوى رأس جبل الجليد".

وبينما أفضت الإعتقالات الأولى إلى توجيه اتهامات على غرار انتهاك حرمات والسرقة، فإنّ شروين قال: "إنّنا ننظر في قضايا جنائية كبيرة ترتبط بالعصيان والتآمر"، اللذيْن تصل عقوبة كلّ منهما إلى السجن 20 عاماً، فيما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن "أف بي آي" كان على دراية مسبقة بمخاطر اندلاع أعمال شغب في مبنى الكونغرس، فنبّه عبر مذكّرة داخلية إلى مغبّة وقوع الفوضى في السادس من الشهر الحالي.


MISS 3