مايا الخوري

طوني بارود: بعد 4 آب أصبحنا مخدّرين لا نعرف كيف نغضب أو نحزن

14 كانون الثاني 2021

02 : 00

رغم الظروف القاسية التي طبعت عام 2020، إستطاع الإعلامي طوني بارود أن يتخطاها بسلاسة وسلام، مودّعاً إياها ببرنامج جديد هو"حلوة جمعتنا" عبر إنستغرام "Lebanese directory"، حيث يحاور شخصيات لبنانية ويتواصل مع اللبنانيين مقيمين ومغتربين. عن نشاطه الإنساني والمهني في ظل كوفيد - 19 ورأيه بانفجار 4 آب، يتحدث إلى "نداء الوطن".

رغم قساوة عام 2020 إقتصادياً وأمنياً وإجتماعياً على جميع اللبنانيين، عزّز أسلوب حياته صموده، ليتماشى مع الظروف التي يمرّ فيها لبنان. ويقول إنه عادة ما يتساءل الإنسان عن أسباب ظروفه الخاصة القاسية، إنما هذه المرة يتقاسم جميع الناس المرارة نفسها، لذا يجب التماشي معها مهما بلغت قساوتها شاكراً الله على نعم حياته، فاستطاع الصمود والإستمرار.

ما يخفف وطأة هذه الظروف على بارود، هو نمط حياته في الأساس، حيث يعيش بين الناس بتواضع، لذا تأقلم مع الواقع فمرّ هذا العام بسلاسة. ويضيف: "في ظروف مماثلة، من الضروري جداً أن نعيش بقناعة وسلام، خصوصاً أن عدم تأقلمي معها، سينعكس سلباً على محيطي العائلي، أي ولديْ ووالدتي. نحن نأمل بغد أفضل لنستمرّ، لأننا لا نستطيع حبس أنفسنا في عام 2020 أو في الماضي".

هل استطعــت تحقيق أي إنجاز في هذا العام؟ يجيب: "صحيح أنني مقرّب جداً من ولديّ، لكنني إستطعت التفرّغ أكثر لهما، والتعرّف أكثر إلى أفكارهما ومشاعرهما، والمراحل التي يمرّان بها في حياتهما. إستفدت كثيراً على الصعيد العائلي وقضيت وقتاً أطول معهما".

وعن صدى إنفجار 4 آب الذي لا يزال يتردّد في مخيّلتنا وفي يومياتنا، فيعترف بأنه لم يتجاوزه بعد، وقد شارك بمبادرات لمساعدة الناس إجتماعياً وإنسانياً، ويقول: "إنه أمر صعب جداً. أصبحنا مخدّرين لدرجة أننا لا نعرف كيفية الإنفعال والتعبير عن الغضب والحزن في داخلنا. إنما يجب الوقوف مجدداً والصمود من أجل الذين بقوا، ومن أجل الذين غادروا وهم يعيشون في داخلنا. بيروت ستبقى، لن تُفنى. الحياة ستستمر. صحيح أن التداعيات صعبة ولن يكون الوقت كفيلاً للنسيان إنما يجب أن نستمرّ".





وعمّن يحمّل مسؤولية الواقع الذي يعيشه اللبنانيون، يقول: "أحمّل الشعب اللبناني مسؤولية ما وصلنا إليه، هناك قوانين ومحرّمات توجب إحترامها في أي علاقة بين طرفين من أجل إستمرارها بشكل صحيّ. لكن الشعب ينادي بالمحاسبة وينفعل ويصرخ من أجل إحترام حقوقه، لكن وقت الحساب، لا يُحاسب، ولا يحقق التغيير. وبالتالي فإنّ هؤلاء المسؤولين الذين يسمح لهم الشعب بأن يسرحوا ويمرحوا من دون رادع، لا يتحمّلون المسؤولية طالما أن الشعب لا يحاسب فعلياً، لذا لا يأخذون صراخه ومطالباته على محمل الجدّ. نحن الذين إنتخبنا، واخترنا مسؤولينا، وتبعنا المسؤولين والأحزاب ودعمناهم بكل طاقتنا، لذا نتحمّل بأنفسنا المسؤولية".

أمّا على صعيد كوفيد - 19، فيعتبر بارود أنه رسالة إنسانية تؤكد المساواة بين الناس، فلا أفضلية لإنسان، طالما أن المال والأرزاق والحسابات المصرفيّة لا تنفع أبداً أمام هذا الفيروس. ويضيف: "إنها مرحلة إعادة الحسابات الشخصية، فهذا الفيروس الصغير قلب الموازين. حبس الناس في بيوتهم وأوقف الإقتصاد ولا يمكن مواجهته، فبات الأهم هو الإستمرار على قيد الحياة".

ويوجّه رسالة إلى اللبنانيين "بضرورة التمتع بثقافة التباعد الإجتماعي ووضع الكمامة، وأخذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية أنفسنا. فـ"كورونا" ليست مزحة، لذا كفى إستهتاراً. بعضهم يظنّ أنه مجرّد رشح وهذا قمة في الجهل لأنه يعرّض أحبّاءنا للخطر والموت، خصوصاً أن أحداً لا يعلم كيف سيتفاعل الجسم إثر الإصابة به، ونسبة المناعة لمواجهته، وتداعيات الإصابة به في المستقبل". مؤكداً أنه سيتلقى اللقاح عندما يحضر إلى لبنان.

"حلوة جمعتنا" برنامج بارود الجديد عبر صفحة "Lebanese directory" على إنستغرام يطل مباشرة يومي الخميس والأحد الساعة 19:00 بتوقيت لبنان. "إستضفت جورج خبّاز، طلال الجردي، وليد الحلاني وسعادة سفير لبنان في كندا فادي زيادة، نقولا أسطا، أسعد رشدان وأشخاصاً يتحدثون عن خبرتهم في الحياة. ويحظى هذا البرنامج بتفاعل كبير من الجمهور. كما أننا في مناسبة رأس السنة قدّمنا 500 ألف ليرة إلى 20 شخصاً تواصلوا معنا، كبادرة محبّة تجاه جمهور يخصص لي وقتاً وإهتماماً".

وعن تفاصيل هذا الموقع، يجيب: "أسست الصديقة الوطنية كوليت خوري هذا البلاتفورم لجمع شمل اللبنانيين حول العالم، فيدخل اللبناني المقيم أو المغترب إلى هذه الصفحة ويسجّل اسمه ومعلومات حول مهنته، ليتعارف ويتواصل مع لبنانيين آخرين هنا وفي الخارج، ما يتيح أمامهم إيجاد فرص عمل جديدة. يشكّل هذا الموقع حركة ونبض اللبنانيين حول العالم، والتفاعل عبر منصته جميل جداً". ويضيف: "بعد 28 عاماً من الخبرة الإعلامية، كوّنت ثقة لدى الجمهور من خلال البرامج الإنسانية والوطنية التي تهدف إلى جمع اللبنانيين إنسانياً ووطنياً".

وهل نتجه مستقبلاً نحو منصّات إلكترونية بدلاً من البرامج التلفزيونية التقليدية؟ برأيه سيبقى للتلفزيون دوره، خصوصاً أنه لا يمكن تنفيذ برامج المنصّات الإلكترونية بإنتاج مماثل. تكمّل "السوشيل ميديا" التلفزيون حيث يمكن عرض مقاطع من برنامج ما، كما أن لها أسلوبها العفوي المختلف عن التلفزيون الذي يحتاج إلى تجهيزات معيّنة وإنتاج خاص. من جهة أخرى يمكن تطوير برامج "البلاتفورم" لعرضها على الشاشة".

في وداع عام 2020، قدّمت 17 ساعة متواصلة عبر MTV، كيف تقيّم هذه التجربة؟ يجيب: "إنها تتطلب خبرة طويلة في النقل المباشر، فضلاً عن حبّ وشغف وإرادة لامتناهية للتواصل المباشر مع الجمهور، خصوصاً إذا هدف إلى بثّ روح إيجابية وتحقيق فوز المشاهدين".

وعن إستمرار مركز "الينبوع" رغم هذه الظروف، فيقول: "نستمرّ بصعوبة. على الصعيد الشخصي أتلقّى مساعدة لإستكمال مبادرتي في توزيع الطعام أسبوعياً على عائلات محتاجة. إن الأصعب بالنسبة إلى ذوي الإحتياجات الخاصة عدم قدرتهم على الذهاب حالياً إلى المركز في ظل الظروف الصحية الراهنة، والتواصل مع بعضهم البعض لتحسين حالهم النفسية، ما يزعجهم فعلاً. فهم أشخاص محبّون جداً ومتفاعلون مع محيطهم ومنتجون.

وعن مصير برنامج "كمشتك"، يكشف أنه صوّر بضع حلقات إلا أنه توقّف بسبب إنتشار "كورونا" وخشية الضيوف والجمهور من الإختلاط.