عقوبات أميركيّة جديدة ضدّ طهران و"الحشد"

ضربة إسرائيلية موجعة لإيران في سوريا: 57 قتيلاً

02 : 00

انتشار مكثفللدبّابات الإسرائيلية في الجولان أمس(أ ف ب)

صحيح أن الدولة العبريّة كثّفت في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية للقوّات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدّة في "بلاد الشام"، في مساعيها الهادفة إلى "ضرب التموضع الإيراني في سوريا"، لكن موجة الغارات المكثّفة التي شملت المنطقة الممتدّة من مدينة دير الزور إلى بادية البوكمال عند الحدود السورية - العراقية منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء، وطالت مستودعات ومعسكراً في أطراف دير الزور، ومواقع ومستودعات أسلحة في بادية البوكمال وأخرى في بادية الميادين، تابعة لكلّ من قوّات النظام و"حزب الله" والقوّات الإيرانية والمجموعات التي تدور في فلكها، بحسب "المرصد السوري"، لم تشهد سوريا لها مثيلاً على الإطلاق، لا من حيث رقعتها الجغرافيّة ولا في حجم الدمار والخسائر البشريّة التي خلّفتها.

وفي هذا الصدد، أوقعت الغارات الإسرائيلية على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا أكثر من 57 قتيلاً من قوّات النظام ومجموعات موالية لطهران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سوريا، في وقت كشف فيه مسؤول استخباراتي أميركي رفيع المستوى لوكالة "أسوشييتد برس" أن الجولة الأخيرة من الغارات الإسرائيلية نُفّذت بناءً على بيانات استخباراتية قدّمتها الولايات المتحدة.

وإذ أوضح المسؤول الإستخباراتي أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بحث عمليّة القصف في شرق سوريا مع رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين، خلال لقاء بينهما في مطعم "كافيه ميلانو" في واشنطن الإثنين، لفت إلى أن "القصف استهدف سلسلة مستودعات استُخدمت لتخزين أسلحة إيرانية ومكوّنات مخصّصة لدعم برنامج طهران النووي"، فيما أفاد موقع "واينت" الإسرائيلي بأنّ كوهين يتواجد حاليّاً في واشنطن لوداع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتجهيز الأرضية للإتصالات مع الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب جو بايدن.

وبالعودة إلى تداعيات موجة القصف الإسرائيلي في شرق سوريا، فقد تسبّب بمقتل 14 عنصراً من قوّات النظام بالإضافة إلى 43 آخرين من المقاتلين الموالين لإيران، بينهم 16 عراقياً و11 عنصراً من لواء "فاطميون" الأفغاني، بينما أُصيب 37 آخرون بجروح، بعضهم في حالات خطرة، وفق المرصد.

وبحسب المرصد كذلك، فإنّ الضربات الإسرائيلية جاءت بعد أيّام من استقدام لواء "فاطميون" الأفغاني 4 شاحنات محمّلة أسلحة إيرانية من الجانب العراقي، تمّ تفريغ حمولتها في مستودعات في المواقع المستهدفة. وفي ضربات جويّة منفصلة الثلثاء، قُتِلَ 12 مقاتلاً موالياً لإيران وأُصيب 15 آخرون بجروح، من غير السوريين، في بادية البوكمال.

وعلى صعيد آخر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران شملت مؤسّستَيْن تابعتَيْن للمرشد الأعلى علي خامنئي، وهما مكتبة آستان قدس رضوي المركزية والمقرّ التنفيذي لتوجيه الإمام، التي "مكّنت النخبة الإيرانية من تملّك جزء كبير من الاقتصاد من خلال نظام فاسد". وأعلنت الخزانة الأميركية في بيان إدراج 16 كياناً و3 إيرانيين ضمن لائحتها السوداء، مشيرةً إلى أن مؤسّسة المقرّ التنفيذي لتوجيه الإمام، وهي شبه حكومية، "انتهكت بشكل ممنهج حقوق المعارضين السياسيين والأقليات الدينية من خلال مصادرة أراضيهم وممتلكاتهم".

كذلك، أعلنت وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتَيْن إضافة اسم رئيس أركان "الحشد الشعبي" العراقي عبد العزيز الملا مجيرش المحمداوي، الملقّب بـ"أبو فدك"، إلى لوائح الإرهاب، بسبب صلاته بـ"الحرس الثوري" الإيراني وميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، ومسؤوليّته عن مقتل واختطاف متظاهرين وسيطرته على مؤسّسات أمنية عراقية و"جعلها تعمل لخدمة إيران".

وأوضحت الخارجية أن "المحمداوي هو الأمين العام السابق لـ"كتائب حزب الله"، وهي منظّمة إرهابية تسعى إلى دعم أجندة طهران الخبيثة في المنطقة"، وقد أعلنت مسؤوليّتها عن "العديد من الأعمال الإرهابية في العراق".

وفي الأثناء، أطلقت البحرية الإيرانية مناورات صاروخية في خليج عُمان، حيث شاركت في المناورات سفينتان حربيّتان إيرانيّتان جديدتان، هما الفرقاطة "زره" الصاروخية، وحاملة المروحيات "ماكران" التي كشف التلفزيون الحكومي أن وزنها يبلغ 121 ألف طن، وهي "أكبر سفينة عسكرية إيرانية" بطول 228 متراً وعرض 42 متراً وارتفاع 21.5 متراً، فيما حذّر مفتّشو الأمم المتحدة في تقرير سرّي من أن إيران اتخذت خطوة جديدة نحو إنتاج محتمل للأسلحة النووية، بحيث بدأت العمل على خط تجميع لتصنيع مادة رئيسية في الرؤوس الحربية النووية، بحسب "وول ستريت جورنال".