توثيق نشر طهران لـ"طائرات انتحاريّة" في اليمن

إسرائيل تُعدّ "خطة عسكريّة" ضدّ "النووي الإيراني"

02 : 00

إطلاق الصاروخ المضاد للسفن "نصر 1" خلال مناورات بحريّة إيرانيّة في خليج عُمان أمس (أ ف ب)

تُحاول كلّ من إسرائيل وإيران القيام بكلّ ما يلزم من "خطوات" في الأيّام الأخيرة من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحسين وضعيّتهما التفاوضيّة والجيوستراتيجيّة قبل تسلّم الرئيس المنتخب جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض في العشرين من الحالي. وبينما لا تزال طهران تنتهك التزاماتها النوويّة وتُطلق المناورات العسكريّة وتُرسل الأسلحة إلى جماعاتها في المنطقة، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" طلب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إعداد 3 خيارات عسكريّة ضدّ البرنامج النووي الإيراني، سيلجأ المستوى العسكري إلى عرضها على المستوى السياسي قريباً.

ويعمل الجيش الإسرائيلي، وفق "إسرائيل هيوم"، على إعداد خطّة عملية جديدة تتعامل مع التهديدات في الشرق الأوسط، وتتطلّب ميزانية إضافية لوزارة الدفاع تُقدّر بمليارات عدّة إضافيّة، فيما حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس خلال مقال موسّع حول مشروع إيران النووي من أن طهران "تتقدّم في السنوات الأخيرة في مجال الأبحاث والتطوير وجمع المواد المخصّبة، وأيضاً بالقدرات الهجومية، ويُديرها نظام يرغب حقيقة بالحصول على السلاح النووي"، معتبراً أنّه "من الواضح أن على إسرائيل أن تمتلك خياراً عسكريّاً، وهذا الأمر يتطلّب موارد واستثماراً، وأنا أعمل على تحقيق ذلك".

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإنّ طهران قد حصلت على 3 أطنان من اليورانيوم منخفض التخصيب ولديها قدرة على صنع "قنبلة نووية" خلال عام، في وقت ينوي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين مبعوث خاص لمعالجة الملف النووي الإيراني والاتصالات مع إدارة بايدن. وصاحب أعلى الحظوظ في تولي هذه المهمّة هو رئيس "الموساد" يوسي كوهين، الذي يُنهي مهامه في حزيران المقبل.

وفي المقابل، أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تتقدّم في انتاج معدن اليورانيوم ليُشكّل وقوداً لأحد المفاعلات، ما يُعتبر انتهاكاً جديداً لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وأوضحت الوكالة في بيان أن طهران أبلغتها بأنّ "تعديل ونصب الجهاز المناسب للنشاطات المذكورة في مجال البحث والتطوير قد بوشرا"، في إشارة إلى مشروع إيران إجراء أبحاث حول انتاج معدن اليورانيوم في مصنع في أصفهان (وسط). والأبحاث تهدف، بحسب السلطات الإيرانية، إلى توفير الوقود المتقدّم لمفاعل بحث في طهران.

وهذه المسألة حسّاسة جدّاً، إذ إن معدن اليورانيوم قد يُستخدم أيضاً في انتاج أسلحة نووية، في حين يمنع الاتفاق النووي الإيراني "انتاج أو امتلاك معادن البلوتونيوم أو اليورانيوم". وفي هذا الصدد، ينصّ الاتفاق على إمكان السماح لإيران مباشرة البحث في شأن انتاج وقود يستند إلى اليورانيوم "بكمّيات صغيرة متّفق عليها" بعد 10 سنوات، لكن فقط بموافقة الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق.

توازياً، أفاد تقرير لمجلّة "نيوزويك" الأميركية بأن إيران أرسلت طائرات بلا طيّار متطوّرة إلى المتمرّدين الحوثيين في اليمن. وكشفت "نيوزويك" أن صوراً اطّلعت عليها وأكدها خبير يُتابع الأنشطة الإيرانية في المنطقة، تُشير إلى نشر الطائرات الإيرانية المسيّرة، وهي من طراز "شهيد 136"، التي يُطلق عليها أيضاً "الطائرات الانتحارية" في محافظة الجوف في شمال اليمن.

وإذ لفت الخبير إلى أنّهم "ينشرون هذه الطائرات بلا طيّار أو يضعونها مسبقاً من أجل شنّ هجوم ضدّ مجموعة متنوّعة من الأهداف الموجودة في نطاقهم"، اعتبر أن "ما يُحاولون تحقيقه هو القدرة على ضرب هدف أميركي أو سعودي أو خليجي أو إسرائيلي، ومن ثمّ إرجاع مصدر الضربة إلى اليمن، على أمل إنكار ذلك في مواجهة أي نوع من الإنتقام".

وكان لافتاً ما أعلنته الداخلية اليمنية أن "نظام إطلاق الصواريخ لدى الحوثيين يقف وراءه خبراء إيرانيون ولبنانيون"، مؤكدةً أن "الصواريخ التي استهدفت مطار عدن باليستية وأُطلقت من مسافة نحو 100 كيلومتر، وهي ذات الصواريخ التي ضربت رئاسة الأركان في مأرب". كما أوضحت أن "الصواريخ التي ضربت مطار عدن أُطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين".

بالتزامن، أطلقت وحدات القوّة البحرّية التابعة للجيش الإيراني أنواعاً من صواريخ "كروز" في إطار المرحلة النهائية من مناورات "الإقتدار البحري 99" في خليج عُمان، "أصابت أهدافها بدقّة"، بحسب طهران. كما أطلقت الغوّاصة المحلّية الصنع "فاتح"، للمرّة الأولى، "طوربيداً بحريّاً أصاب هدفه"، في وقت كشف فيه "المرصد السوري" أن القوّات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، عمدت إلى إعادة الانتشار ضمن المناطق السوريّة التي تعرّضت لقصف إسرائيلي هو الأكثر كثافة على الإطلاق، وتحديداً ضمن مدينة دير الزور بالإضافة إلى مدينتَيْ البوكمال والميادين شرقي المحافظة.