في سياق سلسلة اغتيالات وتصفيات تطال شخصيّات سياسيّة وأمنيّة وحقوقيّة واجتماعيّة في الآونة الأخيرة، اغتيلت قاضيتان تعملان في المحكمة الأفغانية العليا بالرصاص في كابول صباح الأحد، فيما سارع الرئيس الأفغاني أشرف غني والقائم بالأعمال الأميركي في كابول روس ويلسون إلى اتهام حركة "طالبان" بالعمليّة.
وإذ قال المتحدّث باسم مؤسّسة القضاء أحمد فهيم قويم لوكالة "فرانس برس": "للأسف، فقدنا قاضيتَيْن في هجوم اليوم وجرح سائقهما"، مشيراً إلى أن "مسلّحين هاجموا سيّارتهما"، عندما "كانتا في طريقهما إلى مكان عملهما". وأوضح أن "أكثر من 200 قاضية يعملنَ في المحكمة العليا".
ونسب ويلسون الإعتداء الدموي إلى المتمرّدين، داعياً إلى فتح تحقيق. وكتب في تغريدة أن متمرّدي "طالبان" يجب أن "يفهموا أن هذا النوع من الأفعال التي هم مسؤولون عنها، تُفجع العالم ويجب أن تتوقف كي يحلّ السلام في أفغانستان". كما دفع الإعتداء السفارة الصينية لدى كابول إلى إصدار بيان نادر قدّمت فيه تعازيها إلى عائلات الضحيّتَيْن.
بدوره، اتّهم الرئيس الأفغاني "طالبان" بشنّ "حرب غير مشروعة". واعتبر في بيان أصدره القصر الرئاسي أن "العنف والإرهاب والوحشية والجرائم لن تؤدّي إلّا إلى إطالة أمد الحرب في البلاد"، في حين ندّدت رئيسة اللجنة الأفغانية المستقلّة لحقوق الإنسان شهرزاد أكبر بالإعتداء، وكتبت على "تويتر": "أفغانستان تخسر أحد أهمّ مكاسبها، موظّفيها المهنيين والمتعلّمين، في ما يُشبه مذبحة منهجيّة، ويبدو أن العالم يكتفي بالمشاهدة. هذا الأمر يجب أن يتوقف".
ويأتي اعتداء أمس بعد بضع ساعات على اجتماع بين وفد "طالبان" والموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد وقائد القوّات الأميركية في البلاد الجنرال سكوت ميلر، بحسب ما جاء في تغريدة للمتحدّث باسم "طالبان" محمد نعيم، الذي أوضح أن المتمرّدين طالبوا بشطب حركتهم عن اللائحة السوداء لمجلس الأمن الدولي، وسحبوا طلبهم الإفراج عن آخر سجناء تابعين لهم.