في "رسالة ردع" جديدة هي الثانية هذا العام والخامسة من نوعها خلال الأشهر القليلة الماضية، أنهى فريق القاذفة "بي 52 ستراتوفورتريس" التابع للقوّات الجوّية الأميركيّة، "دوريّة جوّية" فوق الشرق الأوسط، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بأنّ قاذفتَيْن حلّقتا في الأجواء الإسرائيليّة في طريقهما إلى الخليج العربي، بينما علّق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على استعراض القوّة هذا، محذّراً من أن بلاده "لا تخجل من سحق المعتدين".
وإذ أكد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي في بيان أن "المهمّات التابعة لقوّة مهام القاذفات هي وسيلة ملحوظة تُظهر التزام الجيش الأميركي المستمرّ بالأمن الإقليمي"، شدّد على أن "نشر العتاد الإستراتيجي لمدّة قصيرة هو جزء هام من موقفنا الدفاعي في المنطقة"، معتبراً أن "فرصة التدريب والتكامل تبعث رسالة واضحة ومتّسقة في منطقة العمليّات إلى كلّ من الأصدقاء والخصوم المحتملين على حدّ سواء".
وتأتي هذه الطلعة وسط تصاعد للتوتر الجيوستراتيجي في المنطقة عقب سقوط صواريخ إيرانية بعيدة المدى السبت على بُعد نحو 100 ميل (160 كلم) من حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس نيميتز"، التي تتمركز في بحر العرب. كما كشف مسؤولون في البحرية الأميركية أن صاروخاً واحداً على الأقلّ سقط على بُعد 30 كيلومتراً من سفينة تجارية.
وفي غضون ذلك، أبلغ فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، مسؤولين إسرائيليين، بأنّه بدأ "اتصالات سرّية" مع مسؤولين إيرانيين للعودة إلى الإتفاق النووي، بحسب القناة 12 الإسرائيليّة، في حين يُجري رئيس "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين مباحثات في واشنطن مع مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريق بايدن.
نوويّاً، رأى ظريف أن قادة دول "الترويكا الأوروبّية"، أيّ بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لم يفعلوا أي شيء للحفاظ على الإتفاق النووي، معتبراً أن الإتفاق قائم بسبب إيران وليس بسبب "الترويكا". وبعدما ردّت منظّمة الطاقة الذريّة الإيرانية على طلب "الترويكا الأوروبّية" بالتوقف الفوري عن إنتاج معدن اليورانيوم، بأنّها "ستستمرّ بإنتاج معدن اليورانيوم كوقود متطوّر من دون توقف"، طالبت طهران الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة بعدم نشر تفاصيل "غير ضروريّة" عن برنامجها النووي.
