"أف بي آي" يدقّق بالجنود المنتشرين منعاً لأي خرق

واشنطن "قلعة" أمنية عشية تنصيب بايدن

02 : 00

خلال تدريبات حفل تولية بايدن أمام مبنى الكابيتول أمس (أ ف ب)

"حريق صغير" على بُعد مبان عدّة من مبنى الكابيتول كان كفيلاً بفرض حالة استنفار واسعة وتطبيق إجراءات أمنيّة صارمة عبر منع الدخول أو الخروج من أي من مباني الكونغرس وإخلاء المشاركين في تدريبات حفل تولية الرئيس المنتخب جو بايدن إلى مكان آمن. وجاء في إعلان لمسؤولي الاتصال الداخلي أن مبنى الكونغرس قيد الإغلاق بسبب "تهديد أمني خارجي"، لكن استبعد المسؤولون لاحقاً وجود أي تهديد أمني جرّاء الحريق، فيما فرضت الظروف الاستثنائيّة بسبب المخاوف الأمنيّة اتّخاذ قرارات حاسمة وسريعة لمنع أي تطوّر من الخروج عن السيطرة قبل يومَيْن من الموعد المنتظر.

وبات وسط العاصمة الأميركيّة أشبه بـ"قلعة أمنية" قبل المراسم التي ستُجرى تحت مراقبة أمنيّة مشدّدة، إذ كشف "البنتاغون" لقناة "الحرة" أنّه أجاز نشر قرابة 2750 فرداً من القوّات المسلّحة النظاميّة من مختلف الخبرات الأمنيّة، بحيث سيعمل ألفا عنصر من هذه القوّات على حماية الحفل، بينما يقوم نحو 750 عنصراً بمهام دعم الطوارئ، بينهم مجموعات من ذوي الخبرة في التعامل مع الأسلحة الكيماويّة والبيولوجيّة والنوويّة والإشعاعيّة والمتفجّرة.

وتضمّ العناصر الأمنيّة المتوفرة في حفل التولية خبراء في التخلّص من الذخائر المتفجّرة وفرقاً طبّية متخصّصة، إضافةً إلى ذلك تنتشر في واشنطن قوّات من "الحرس الوطني" سيصل عديدها إلى 25 ألفاً الأربعاء بهدف ضمان أمن "منطقة حمراء" شاسعة تمتدّ من حي "كابيتول هيل" الواقع ضمن نطاقه مقرّ الكونغرس، حيث سيؤدّي بايدن ونائبته كامالا هاريس القسَم، وصولاً إلى البيت الأبيض.

وأُغلق قطاع متنزه "ناشونال مول" الضخم، وبدت الطرق شبه مقفرة صباح الإثنين وهو يوم عطلة، إذ يُصادف ذكرى أيقونة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ. وأطلق بايدن تغريدة اعتبر فيها العمل التطوّعي في هذا اليوم "وسيلة ملائمة لمداواة البلاد التي نُحبّ وتوحيدها وإعادة بنائها"، في حين شارك في حملة توزيع مواد غذائيّة نظّمتها جمعية خيرية في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا.

ولضمان عدم تشكيل عناصر "الحرس الوطني" أي تهديد للأمن خلال مراسم التولية، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي أنّه يُدقّق في سيَر العناصر الذين سيكونون منتشرين الأربعاء. وخلال تصريح أدلى به لشبكة "فوكس نيوز"، قال الجنرال وليام ووكر: "نُريد أن نتأكد أنّنا ننشر الأشخاص المناسبين" ضمن الفريق الذي سيتولّى حماية أمن الرئيس ونائبته، بينما طمأن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر بأنّه لا يوجد أي معلومات استخباراتيّة تُشير إلى "تهديد داخلي" لمراسم التولية.

ومثلما بات معروفاً، لن يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب حفل التولية، بل سيُغادر البيت الأبيض باكراً الأربعاء إلى مقرّ إقامته في مارالاغو في فلوريدا، ليكون أوّل رئيس يرفض حضور هذه المراسم منذ آندرو جونسون في العام 1869، في حين يتهيّأ الرئيس الجمهوري لإصدار عفو عن شركاء له ومقرّبين منه مدانين في إطار التحقيق في احتمال حصول تواطؤ بين حملته الإنتخابية في العام 2016 وروسيا.

ولائحة الأسماء التي يُمكن أن تُعلن اليوم، قد تتضمّن مؤسّس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، ومغنّي الراب ليل واين، الذي يُواجه عقوبة الحبس لمدّة 10 سنوات لحيازته سلاحاً ناريّاً، وطبيباً شهيراً مداناً بالإحتيال. كما يُمكن لترامب إصدار عفو عن بعض مناصريه الملاحقين على خلفية اقتحام مقرّ الكونغرس.

توازياً، أوضح رودي جيولياني، المحامي الشخصي لترامب، أنّه لن يكون جزءاً من فريق الدفاع عن الأخير خلال محاكمته الثانية أمام مجلس الشيوخ، إذ إنّه لا يستطيع أن يكون المستشار القانوني لترامب كونه أصبح بمثابة "شاهد"، لأنّه تحدّث خلال تجمّع حاشد بالقرب من مبنى الكابيتول قبل اقتحامه.