بكين و"الصحة العالميّة" في قفص الاتهام

02 : 00

الوباء يُخلي بعض شوارع انكلترا مجدّداً (أ ف ب)

مرّة جديدة، تُواجه السلطات الشيوعيّة في بكين ومنظّمة الصحة العالميّة اتهامات شديدة لبطئهما في التحرّك لمواجهة الوباء الذي أودى حتّى الآن بأكثر من مليونَيْ شخص حول العالم، بحسب ما ورد في تقرير خبراء مستقلّين يُقدم اليوم خلال اجتماع لمنظّمة الصحة العالمية. وخلص الخبراء المستقلّون المكلّفون تقييم الإستجابة العالميّة للأزمة الوبائيّة إلى أنّه كان بإمكان "الصحة العالميّة" وبكين التحرّك بشكل أسرع في بداية التفشّي الوبائي، معتبرين أن "الوباء الذي كان مخفياً إلى حدّ كبير أسهم في الإنتشار العالمي" للفيروس.

وفي تقريرها الثاني أشارت لجنة الخبراء إلى أنّه "بالعودة إلى التسلسل الأوّلي للمرحلة الأولى من الوباء، نستنتج أنّه كان بالإمكان التحرّك بشكل أسرع بناءً على المؤشّرات الأولى"، لافتةً إلى أنّه من "الواضح أنّه كان يُمكن للسلطات الصحية المحلّية والوطنيّة في الصين تطبيق تدابير الصحة العامة بمزيد من الحزم في كانون الثاني" 2020.

كذلك، ذكر التقرير أنّه "ليس من الواضح سبب عدم اجتماع" منظّمة الصحة العالميّة حتّى الأسبوع الثالث من كانون الثاني، كما أنّه "ليس من الواضح سبب عدم تمكّنها من الإتفاق على إعلان "حال طوارئ صحية عالميّة" عندما عُقِدَ اجتماعها الأوّل، في وقت طالبت فيه الولايات المتحدة الصين بمشاركة عيّنات أخذت من البشر والحيوانات والبيئة في ووهان، مع فريق خبراء الصحة العالميّة. ودعت واشنطن بكين أيضاً إلى السماح لفريق الخبراء بالوصول إلى المرضى السابقين في ووهان وبيانات المختبرات والسجلات الطبّية.

تزامناً، أشارت وكالة "فرانس برس" إلى اتفاق بين إسرائيل وشركة الأدوية الأميركية العملاقة "فايزر"، يُفسّر حصول الدولة العبريّة على مخزون كبير من جرعات اللقاح إذ إنّ تل أبيب تعهّدت في المقابل بتزويد الشركة ببيانات سريعة حول تأثير المنتج. وتحتفظ إسرائيل، بحسب خبراء، بواحدة من أكثر قواعد البيانات الطبّية تطوّراً حول العالم، وعليه لم تُخفِ حقيقة أنّها وافقت على مشاركة ثروة البيانات التي لديها مع الشركة الأميركية - الألمانية للأدوية "فايزر - بايونتيك" خلال حملة التطعيم.

وبحسب الإتفاق، فإنّ وزارة الصحة الإسرائيليّة "تعتمد على تلقي جرعات المنتج وعلى معدّل تسليم المنتج من قبل الشركة للسماح بالحفاظ على معدّل تطعيم كاف لتحقيق مناعة جماعيّة، وبيانات كافية في أسرع وقت ممكن". ويُشير الإتفاق إلى "إقرار الطرفَيْن بأنّ جدوى المشروع ونجاحه يعتمدان على معدّل التطعيمات في إسرائيل ونطاقه".

وفي سياق الحديث عن اللقاحات، كشف مصدر في معهد الدراسات العلميّة للإنفلونزا في سان بطرسبورغ خلال حديث لوكالة "تاس" أن اللقاح ضدّ "كورونا" الذي صمّمته هذه المؤسّسة الحكوميّة على شكل رذاذ، أظهر استجابة مناعية وأمناً خلال التجارب قبل السريريّة. وكانت لندن قد بدأت منذ نحو أسبوع تجارب الجيل القادم من اللقاحات مع إعطاء الجرعة الأولى من لقاح جديد عبارة عن بخاخ للأنف طوّرته شركة "كوداجينيكس" الأميركيّة، وذلك في منشأة للحجر الصحي في لندن.

وفي الغضون، حذّر المدير العام لمنظّمة الصحة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن العالم سيكون على "شفير إخفاق أخلاقي كارثي" في حال استأثرت الدول الغنية باللقاحات ضدّ الفيروس التاجي، مندّداً بسلوك الدول الغنية التي تُطبّق نهج "أنا أوّلاً"، وهاجم في الوقت عينه مصنّعي لقاحات يسعون إلى الحصول على موافقة الهيئات الناظمة في الدول الغنيّة، بدلاً من تقديم بياناتها لمنظّمة الصحة من أجل إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام اللقاح عالميّاً.


MISS 3