قطر تدعو دول الخليج إلى الحوار مع طهران

الإتفاق النووي الإيراني عند "منعطف حرج"

02 : 00

خلال المناورات العسكريّة الإيرانيّة قرب سواحل مكران في جنوب البلاد أمس (أ ف ب)

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن الإتفاق النووي الإيراني عند "منعطف حرج"، في وقت تُهدّد فيه خروقات طهران له الجهود الرامية لإعادة الولايات المتحدة إليه، فيما رأت مرشّحة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمنصب مديرة جهاز الإستخبارات الوطنية أفريل هاينز أمام أعضاء من مجلس الشيوخ، أنّنا "على مسافة بعيدة" من عودة إيران إلى الإلتزام التام بالإتفاق النووي، مشدّدةً على أنّه "لا يُمكن السماح لإيران بحيازة سلاح نووي".

وكتب بوريل في رسالة إلى وزراء خارجية أوروبّيين اطّلعت عليها وكالة "فرانس برس": "رأينا تطوّرات مقلقة جدّاً في ما يتعلّق بالجانب النووي، وكذلك جولات جديدة من العقوبات الأميركية". وأضافت الرسالة التي بعث بها الإثنين قبل اجتماع للديبلوماسيين الكبار أن "ذلك يُهدّد بتقويض الجهود الديبلوماسيّة، ومنها جهودنا، لتسهيل عودة الولايات المتحدة لخطّة العمل الشاملة المشتركة... وإعادة إيران لتطبيق كامل لإلتزاماتها في خطّة العمل الشاملة المشتركة".

تزامناً، دعت قطر الدول الخليجية إلى إجراء محادثات مع إيران، بحسب ما أعلن وزير خارجيّتها، في خطوة تأتي بعد مصالحة أنهت قطيعة ديبلوماسية بين الدوحة و3 دول خليجية استمرّت لأكثر من 3 سنوات. وأمل وزير الخارجيّة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ" في أن "يحدث هذا وما زلنا نعتقد أن هذا يجب أن يحدث". وأضاف: "هذه أيضاً رغبة تُشاركها دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي".

وبحسب الوزير القطري فإنّ الدوحة "ستقوم بتسهيل المفاوضات"، حال طلبت منها الأطراف المعنيّة ذلك، مؤكداً أن بلاده "ستدعم من يتمّ اختياره للقيام بذلك"، في حين اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال اجتماع مجلس الشورى الإيراني أن طهران تمكّنت من "هزيمة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب" في السياسة الخارجية عبر أدوات الحوار وبدعم من الشعب الإيراني.

بالتوازي، أوضح القائد العام لـ"الحرس الثوري" الإيراني اللواء حسين سلامي أن إجراء المناورات الأخيرة يُظهر "القوّة الرادعة" للجمهوريّة الإسلاميّة "حتّى لا يُخطئ أعداء هذه البلاد في حساباتهم تجاه القوّة الدفاعيّة الإيرانيّة"، في وقت أطلقت فيه القوّات البرّية في الجيش الإيراني مناورات عسكريّة قرب سواحل مكران في جنوب البلاد.

وبدأت مناورات "الاقتدار 99" للقوّات البرّية للجيش الإيراني بحضور قادة ومسؤولين في هيئة الأركان العامة للقوّات المسلّحة، وبمشاركة الوحدات المجوقلة والقوّات الخاصة والردّ السريع بدعم من الإسناد الجوّي للجيش، في إطار استعراض القوّة قبل يوم من تولي بايدن مقاليد السلطة في واشنطن، فيما دانت السلطات الإيرانيّة رجل الأعمال الإيراني - الأميركي عماد إدوارد شرقي بتهمة التجسّس، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أميركيّة. وحُكِمَ على شوقي بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسّس وجمع معلومات عسكريّة. وثمّة 3 مواطنين أميركيين آخرين مسجونين في إيران.

إلى ذلك، فرضت إيران عقوبات على ترامب ووزراء ومستشارين من إدارته شاركوا في حملته لممارسة "الضغوط القصوى" عليها. وتشمل هذه العقوبات منع السفر وتجميد أصول ماليّة لترامب ومسؤولين أميركيين آخرين مستهدفين، يُحتمل أن يكونوا يمتلكونها في إيران. واتُّخذت هذه التدابير بموجب قانون صادر العام 2017 تحت عنوان "محاربة انتهاكات الحقوق الإنسانيّة ونزعة المغامرة والأعمال الإرهابيّة للولايات المتحدة في المنطقة"، وفق ما جاء في بيان أصدرته وزارة الخارجيّة الإيرانيّة.

وبالإضافة إلى ترامب، الذي يُغادر البيت الأبيض اليوم، تستهدف العقوبات خصوصاً وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوتشن وكذلك وزير الدفاع مارك إسبر. وتضمّ اللائحة أيضاً مديرة وكالة الإستخبارات المركزية "سي آي ايه" جينا هاسبل ومستشار ترامب السابق لشؤون الأمن القومي جون بولتون، والمبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك وخلفه إليوت أبرامز.