دياب يجول في ذكرى تشكيل حكومته بحثاً عن خلاص من "تصريف الأعمال"

02 : 00

دياب من بعبدا: لقاء قريب بين الحريري وعون (دالاتي ونهرا)

في ذكرى مرور عام على تأليف حكومة "الأقنعة"، شاء رئيسها حسان دياب ان يدير محركاته في مسعى منه لخرق الجمود القائم في حركة التأليف، واستكشاف امكانية القيام بأي دور إيجابي يمكن أن يؤديه لإعادة تشغيل ماكينة تشكيل الحكومة سريعاً. ولهذه الغاية، تنقّل على وجه السرعة بين المقار الرئاسية. هذا في ظاهر الامور، اما في بواطنها، فيبدو أن حركة دياب تندرج في إطارين: شخصي وسياسي.

ففي الاطار الشخصي، فلا بد من ان دياب الذي وصلت اليه اصداء انتقادات الشارع السني لتغاضيه عن القيام بأي ردة فعل على وصف رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس المكلف سعد الحريري بـ"الكاذب"، وفق ما تسرب من شريط الفيديو الشهير، ما عُدّ اهانة لموقع رئاسة الحكومة، وجد انه لا بد من زيارة "بيت الوسط" خصوصاً وان الحريري وقف الى جانبه "في محنته" عندما زاره في السراي الحكومي متضامناً معه، في وجه ما تعرّضت له الرئاسة الثالثة من قصر بعبدا.

أما في الاطار السياسي، فيبدو ان دياب الذي يستعجل التأليف وجد ان حكومة تصريف الاعمال ليست على استعداد لتحمل مسؤوليات اكثر في المرحلة المقبلة، خصوصاً وان لبنان على عتبة مخاطر سياسية واقتصادية ومالية وصحية اكبر امام تفشي الوباء والاستعداد لبدء مرحلة استقدام اللقاحات.

لكن المعلومات الاولية تشي بان حركة دياب ستبقى في اطارها الشخصي إذ لا يبدو ان اي طرف من الاطراف المعنية بالتأليف مستعدّ ليخطو خطوة تجاه الآخر، فنداء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاخير لم يجد حتى الآن صداه في بعبدا، كما ان الحريري يجد صعوبة بمكان ان يخطو الخطوة الاولى لاحداث خرق في ملف التأليف بعد الفيديو المسرّب من بعبدا، في المقابل لا يبدو ان عون سيتزحزح عن موقفه وموقف النائب جبران باسيل في اعتبار ان امام الحكومة المقبلة مسؤوليات جسام غير المسؤوليات الاقتصادية والمالية، فهي مرشحة لان تبقى حتى في مرحلة الشغور الرئاسي، علماً ان تكتل "لبنان القوي" جدد دعوته امس الحريري "للخروج من حال المراوحة والتواصل مع رئيس الجمهورية ليشكلا معاً الحكومة الاصلاحية الموعودة وفقاً لثوابت الميثاق وقواعد الدستور".

اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فلم يشغل محركات وساطته لادراكه ان لا معطيات نجاح، خصوصاً وان الضوء الأخضر أمامها مفقود، وطالما "حزب الله" على موقفه فانه لن ينجح في تقريب وجهات النظر.

جولة دياب بدأت من بيت الوسط، وأكد بعد زيارته الحريري أن "البلد بأمس الحاجة الى وفاق سياسي بين الجهات المعنية"، مشيراً إلى أن "هناك توافقاً مع الحريري على أن الأولوية هي لتشكيل حكومة بأسرع وقت لمواجهة تداعيات الأزمات المتتالية، التي أثرت على لبنان واللبنانيين سلباً".

من جهته، قال الحريري: "أبديت الانفتاح لتشكيل حكومة، والرئيس دياب مشكور على ما يحاول القيام به"، ودعا المواطنين إلى التزام إجراءات الحكومة للوقاية من "كورونا".

ورداً على سؤال، أكد الحريري أنه يعمل لتأمين اللقاحات ضد "كورونا"، وقال: "سأسافر أكثر وأنا مصرّ على الإتيان باللقاح".

ومن عين التينة، أوضح دياب بعد زيارته بري ان الاخير "أبدى كل استعداد للمساعدة كما يقوم دائماً لحل العقد القليلة المتبقية في موضوع تشكيل الحكومة، وهذا مطلب وطني من الجميع لمعالجة الأمور اليومية والحياتية التي يعاني منها لبنان واللبنانيون". أضاف: "الأيادي البيض موجودة ولا بد من البناء على الايجابيات وهي كثيرة، وعلينا ان نرى كيف يمكن تدوير الزوايا لتذليل الثغرات التي تعوق تشكيل الحكومة".

ومن قصر بعبدا، صرّح الرئيس دياب للاعلاميين انه لمس كل الاستعداد لدى عون "لإعادة تفعيل عملية التشكيل، كما لمست ذلك لدى الرئيس الحريري والرئيس بري، وأعتقد أنه سيكون هناك لقاء قريب إن شاء الله بين عون والحريري في الوقت الذي يجدانه مناسباً، لمتابعة هذا الموضوع والوصول الى الحل المناسب لولادة الحكومة في اسرع وقت ممكن، وبحسب ما لمست من الجميع فإن النقاط المنجزة والايجابية أكثر بكثير من بعض العقد التي لا تزال بحاجة لتدوير زوايا سياسية، ولكن لقد لمست نية لدى الجميع لمتابعة هذا الموضوع في اسرع وقت ممكن، لأنه، كما ترون، إن الاولوية للبنان وللبنانيين هو معالجة كل المواضيع الحياتية واليومية، إن كان على الصعيد الاجتماعي او الاقتصادي او المالي، وهذا يحصل عندما يتم تشكيل حكومة".


MISS 3