جاد حداد

تناول الأفوكادو يومياً للحفاظ على صحة أمعائك

20 كانون الثاني 2021

02 : 00

وفق دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة إلينوي في منطقة "أوربانا تشامبين"، يبدو أن الساعين إلى تجديد توازن صحتهم المعوية يستطيعون التلذذ بالأفوكادو!

كانت هذه الدراسة من تمويل مجلس "هاس" للأفوكادو، لكن يظن المشرفون عليها أن الأدلة باتت كافية لجعل هذه الفاكهة ذات النكهة الخفيفة جزءاً دائماً من الحمية الغذائية. نُشرت النتائج في عدد آب 2020 من "مجلة التغذية"، وهي توحي بأن تناول الأفوكادو يومياً قد يحسّن صحة الأمعاء بطريقة جذرية.

تقول المشرفة الرئيسة على الدراسة، شارون تومسون، إن الباحثين أرادوا الابتعاد عن الأفكار البديهية التي تشيد بهذه الفاكهة الشائعة. حاولت دراسات عدة أن تربط بين استهلاك الأفوكادو العادي وفقدان الوزن أو التحكم به. لكن ركّزت جامعة إلينوي هذه المرة على طريقة تأثير الأفوكادو على الجهاز الهضمي. تضيف تومسون: "نعرف أن تناول الأفوكادو يعطي شعوراً بالشبع ويخفّض مستوى الكولسترول في الدم، لكننا لم نكن نعلم طريقة تأثيره على الميكروبات المعوية والنواتج الأيضية التي تفرزها الميكروبات".

يذكر الباحثون في تقريرهم أن الأفوكادو غني أيضاً بالألياف وقد أثبتت الدراسات السابقة أن هذا النوع من الأغذية يفيد صحة الجهاز الهضمي.



تفاصيل الدراسة

شمل البحث 163 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 25 و45 عاماً. أراد الباحثون في جامعة إلينوي تقييم أثر تناول الأفوكادو يومياً على أصحاب الوزن الزائد والبدينين الأصحاء.

قسّم الباحثون المشاركين على مجموعتَين. على مر 12 أسبوعاً، استهلكت المجموعة الأولى وجبة تشمل الأفوكادو. كان كل مشارك يستطيع تناول وجبة بديلة على الفطور أو الغداء أو العشاء. لكن استهلك المشاركون الأفوكادو كجزءٍ من وجبة واحدة يومياً. وتناولت المجموعة المرجعية وجبات مماثلة لكنها كانت خالية من الأفوكادو.

أعطى المشاركون في المجموعتَين عينات دم وبول وبراز على مر الدراسة التي استمرت طوال ثلاثة أشهر. ذكر جميع المشاركين الكمية المستهلكة من الوجبة التي حصلوا عليها وقدموا لائحة كاملة بجميع المأكولات المستهلكة شهرياً.

نتيجة واعدة ولكن...

أثبتت الدراسة في النهاية أن تناول الأفوكادو مع وجبة طعام واحدة على الأقل يومياً يؤدي إلى زيادة أعداد الميكروبات الصحية في المعدة والأمعاء. كذلك، أفرز مستهلكو الأفوكادو كمية دهون في برازهم أكثر من المجموعة المرجعية بقليل. تقول المشرفة الأولى على الدراسة هانا هولشير، أستاذة مساعِدة في التغذية في قسم علم الغذاء والتغذية البشرية في جامعة إلينوي: "يعني إفراز دهون إضافية أن المشاركين في البحث كانوا يمتصون سعرات أقل من الأغذية المستهلكة. يحصل ذلك على الأرجح بسبب تراجع الأحماض الصفراوية: إنها جزيئات يفرزها الجهاز الهضمي وتسمح لنا بامتصاص الدهون. اكتشفنا أن كمية الأحماض الصفراوية في البراز انخفضت مقابل زيادة نسبة الدهون البرازية لدى مستهلكي الأفوكادو".

أراد الباحثون تحقيق هدف واضح وصريح من خلال هذه الدراسة، وهو اختبار الفرضية القائلة إن الدهون والألياف الموجودة في الأفوكادو تنعكس إيجاباً على البيئة الميكروبية في الأمعاء. أراد العلماء أيضاً استكشاف الروابط بين الميكروبات المعوية والنتائج الصحية.

كشفت دراسة سابقة من تمويل مجلس "هاس" للأفوكادو في العام 2019 أن استهلاك الأفوكادو ينعكس إيجاباً على فقدان الوزن. نُشرت نتائجها في مجلة "المغذيات" واستنتجت أن الأفوكادو يكبح الشهية، ما يسمح للناس بتخفيف الأكل وإنقاص الوزن.

لكن اقتصرت تلك الدراسة على 31 شخصاً. أما دراسة جامعة إلينوي، فقد اتكلت على أبحاث تتمحور حول أكثر من خمسة أضعاف ذلك العدد. كذلك، كشفت أبحاث أخرى أن الأفوكادو يعطي منافع صحية متنوعة.


ثق بأمعائك!


تكون نكهة الأفوكادو خفيفة بما يكفي لإضافتها إلى الأطباق الحلوة أو المالحة. تتعدد طرق التلذذ بهذه الفاكهة ويستطيع كل من يبحث عن منافع صحية إضافية أن يبتكر أساليب متنوعة للاستفادة منها.

لكن ثمة بدائل مختلفة لكل من لا يحب الأفوكادو ويبحث عن طرق أخرى للحصول على مغذيات غنية بالمحفزات الحيوية. اللبن مثلاً خيار ممتاز ومعروف إذا كنت تريد إضافة جراثيم مفيدة إلى جهازك الهضمي. حتى أن صحة الأمعاء تستفيد من تناول الخضار الغني بالألياف، بما في ذلك البروكلي والأرضي شوكي، أو البقوليات مثل الحمص والعدس.

باختصار، يمكنك أن تحافظ على سلامة أمعائك وعافيتها عبر اختيار حمية غنية بمجموعة من المغذيات المفيدة.