روي أبو زيد

أنا والكورونا

باتريسيا قسيس شماس تحكي معاناتها مع "كورونا"

20 كانون الثاني 2021

02 : 00

هي الممثلة باتريسيا قسيس شماس، إبنة نقيب الممثلين السابق جان قسيس وزوجة مصمم الأزياء وسام شماس وأم لصبي وفتاة. أصيبت شماس وعائلتها أخيراً بفيروس "كورونا" المستجدّ. كيف تعيش التجربة خصوصاً أنّ زوجها يعاني أمراضاً مزمنة في القلب؟

"منذ أسبوعين، شعر زوجي وسام ووالده بعوارض الرشح العادية. لم يعيرا الأمر اهتماماً بما أنهما مقلّان في الخروج من المنزل ولا يلتقيان أحداً" تشرح شماس. وتضيف: "ساءت حالة زوجي ما دفعني الى الاتصال بطبيب القلب الذي يعاينه، فطلب منه الخضوع لفحص للـPCR على وجه السرعة وأتت النتيجة إيجابية".

وتتابع: "خفنا كثيراً. خضعت مع والديه للفحص عينه. كانت النتائج محيّرة: والد زوجي نتيجته إيجابية أما والدته وأنا فسلبية. بدأت عوارض الكورونا بالظهور على وسام ووالده. وبعد يومين من النتيجة انتابتني آلام مبرحة في الجسم والعضلات مصحوبة بحرارة قوية. شعرتُ الثلثاء الفائت بتحسّن طفيف، لكنني استيقظتُ في اليوم التالي على صوت زوجي متأوّهاً من الألم مع ارتفاع حرارته بشكل جنوني. دخلتُ غرفة أولادي لاكتشف أنّ ابنتي كلايا تعاني كذلك ارتفاعاً في الحرارة.

تصمت لفترة تلتقط فيها أنفاسها ثم تكمل: "اتّصلتُ بالصليب الأحمر بعدما ساءت حالة زوجي كثيراً. أشار العنصر المتطوّع الى أنّ المستشفيات امتلات بالكامل بمرضى كورونا وبالتالي قد لا نجد مكاناً له ولكن لا ضير من المحاولة. وهكذا حصل.

وضعت الكمامة وقادت السيارة مسرعة نحو أقرب مركز صحي. خضع زوجها لصورة الـCT SCAN، ووفق النتيجة طلب منها الأطباء تأمين جهاز أوكسيجين والعودة الى البيت، لأن لا مكان في المستشفى!

وبدأت رحلة العذاب. وبعد جهودٍ مضنية عثرت أخيراً على جهاز للأوكسيجين.

مضى 14 يوماً على إصابة زوجها بالجائحة، لكنّ وضعه الصحي لم يتحسّن. تشعر بالضعف لكنها تحاول قدر المستطاع الاهتمام بولديها وزوجها وأهله والحفاظ على نظافة البيت وإعداد الطعام. إبنها يوان في الخامسة من عمره. لم يشعر بأيّ عوارض حتى الآن لحسن الحظ. ما زال في الحضانة (12eme) ويتلقّى دروسه "أونلاين" وحيداً إذ لا يستطيع أحد الاقتراب منه لتدريسه أو حتى اللّعب معه.

هي مرحلة بالغة الصعوبة وقاسية على الصعيدين الجسدي والنفسي. فهي شديدة الخوف على ولديها وتتخذ كافة التدابير الوقائية لدى تعاملها معهما من استحمامٍ وما شابه.

"آمل أن نجتاز هذا الوضع الدقيق والصعب، فالوجع لا يُحتمل خصوصاً حين تقف عاجزاً أمام من تحبّ وترى معاناتهم من دون أن تستطيع المساعدة".

تختم منبهةً اللبنانيين: "إنتبهوا على انفسكم. لا تستخفوا بالكورونا. اتّخذوا الإجراءات الصحية كافة فالجائحة ليست مزحة، وقد تصابون به من حيث لا تدرون. إنه وباء قاتل. لا تكونوا أنانيين. فكّروا بأهلكم وأحبابكم وأقاربكم".