مواقف "نوويّة" لمسؤولي الإدارة الجديدة

بايدن يتسلّم مفاتيح البيت الأبيض اليوم

02 : 00

بايدن يبكي متأثّراً خلال خطابه في ولاية ديلاوير أمس (أ ف ب)

بخطاب عاطفي ودموع امتزج فيها الفرح بالحزن، ودّع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ولاية ديلاوير أمس وتوجّه إلى واشنطن، حيث سيؤدّي ونائبته كامالا هاريس القسَم اليوم خلال مراسم تولية ستُقام في مبنى الكابيتول الذي تحوّل حصناً منيعاً. وقد تحدّث بايدن بكثير من التأثر عن حبّه لهذه الولاية وعن ذكرى ابنه المتوفى، في وقت تعيش فيه بلاد "العم سام" لحظات تاريخيّة محفوفة بالمخاطر داخليّاً ودوليّاً، بحيث تنتظر الرئيس الديموقراطي المنتخب استحقاقات سياسيّة وجيوستراتيجيّة قد تُغيّر وجه النظام العالمي القائم.

وإذ أكد بايدن أن الولايات المتحدة تمرّ "بأوقات حالكة"، اعتبر أن "بصيص النور يبقى موجوداً"، بينما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأميركيين، خلال كلمة لمناسبة انتهاء ولايته، إلى "الصلاة" من أجل نجاح الإدارة المقبلة في إبقاء أميركا آمنة ومزدهرة، مذكّراً بأنّه "وحّد العالم" في وجه الصين ولم يشنّ حرباً جديدة خلال ولايته، في حين تلقى ترامب "سهاماً سياسيّة" من زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي اعتبر أن ترامب "حرّض الحشود" التي اقتحمت مبنى الكونغرس و"شحنها بالأكاذيب".

وكان لافتاً كلام المرشّح لمنصب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال جلسة المصادقة على تعيينه في مجلس الشيوخ، إذ أكد أن إدارة بايدن ملتزمة بعدم حيازة إيران السلاح النووي، مشيراً إلى أنّها ستُشرك دول الخليج وإسرائيل بأي مفاوضات نوويّة في شأن إيران. وقال: "الرئيس المنتخب يعتقد أنّه إذا عادت إيران للتقيّد (بالإتفاق)، فنحن أيضاً سنتقيّد به. سنلجأ إلى ذلك كنقطة انطلاق، مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مجدّداً إلى جانبنا، سعياً إلى اتفاق أقوى ويستمرّ وقتاً أطول"، معتبراً أن هذا الأمر يفترض أن يشمل "البرنامج الإيراني للصواريخ البالستية"، كما "أنشطتها المزعزعة" للشرق الأوسط.

من جهتها، شدّدت المرشّحة لمنصب وزيرة الخزانة جانيت يلين أمام "الشيوخ" على أن الإدارة الجديدة ستستخدم كلّ الأدوات المتاحة لمواجهة "ممارسات الصين غير العادلة وغير القانونية" التي تُقوّض الاقتصاد الأميركي. وفي حين وافقت يلين على أن "الصين هي بالتأكيد أهم منافس استراتيجي لنا"، أكدت أنه سيكون من المهمّ "العمل مع حلفائنا" لمواجهة التحدّي.

وعلى الضفة الأخرى من الأطلسي، أكد "حلف شمال الأطلسي" والاتحاد الأوروبي أنّهما يتطلّعان إلى العمل مع بايدن لتعزيز الروابط بين أوروبا وواشنطن. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في ختام عشاء عمل مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "نحن نتطلّع للعمل مع الرئيس المنتخب جو بايدن لتعزيز الروابط بين الولايات المتحدة وأوروبا، في وقت نُواجه فيه تحدّيات عالميّة لا يُمكن لأي طرف أن يُواجهها بمفرده".

وحول التحضيرات لحفل التولية اليوم، كشف البنتاغون عن ارتفاع عدد عناصر "الحرس الوطني" المستبعدين من مهمّة الحماية إلى 12 عنصراً لارتباطهم بجماعات متطرّفة، مؤكداً استعداد "الحرس" لاستقبال فريق بايدن وتأمينه خلال المراسم. وانتشرت صور لعناصر من "الحرس الوطني" وهم في أهبّة الإستعداد، كما لو أن حرباً تُدق طبولها في البلاد، فيما أفاد تقرير استخباراتي أميركي نقلت تفاصيله صحيفة "واشنطن بوست"، بأنّ مجموعات يمينيّة متطرّفة بحثت تخريب مراسم تنصيب الرئيس المنتخب.