عقيص: تعبنا من إجرام هذه الطبقة الحاكمة هل يتكرّر سيناريو تفجير 4 آب؟

02 : 00

في وقت لا يزال مشهد 4 آب حاضراً بقوة في اذهان اللبنانيين وهم يلملمون حتى اللحظة تداعيات تفجير مرفأ بيروت، وينتظرون آخر معطيات التحقيقات في شأنه، لاح شبح المواد الكيماوية الخطرة والمتفجرة قبالة السواحل اللبنانية من جديد، عبر فضيحة فجّرها عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص امس وتتحدث عن باخرة قادمة من الصين وتحمل مواد كيماوية من مادة الصوديوم سالفايد (كبريت الصوديوم) والشحنة مؤلفة من 10 مستوعبات من المقرّر أن تمرّ من أحد المرافئ اللبنانية إلى سوريا عبر البرّ اللبناني. فسارعت وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر الى لملمة الفضيحة عبر بيان توضيحي صادر عن مكتبها. وسبق ذلك، تطور امني "سوري"، سجّل في الساعات الاخيرة في بلدة يبرود السورية، وتمثّل بتعرض باسل حسواني ليل الثلثاء، لمحاولة اغتيال فاشلة بإطلاق النار عليه، بعد أيام على تداول معلومات تتحدث عن تورط والده رجل الأعمال السوري - الروسي جورج حسواني، في ملف شحنة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.

فضيحة كشفها عقيص

وكان عقيص أعلن أنّ سيناريو انفجار المرفأ قد يتكرر، وان هذه السلطة لا تريد ان تتعلم من مذبحة الرابع من آب. وقال في بيان: "ها هي الباخرة MSC MASHA 3 الآتية من الصين تتحضر للرسو في احد الموانئ اللبنانية (بيروت او طرابلس) لتفريغ مواد كيماوية من مادة الصوديوم سالفايد لنقلها بالترانزيت عبر الاراضي اللبنانية الى سوريا. 10 مستوعبات من هذه المادة ستكون في الساعات المقبلة قبالة احد المرافئ اللبنانية. وعلى ما يبدو وافقت وزيرة الدفاع بتاريخ 19/1/2021 على تفريغ الباخرة وطلبت من وزارة الاشغال العامة والنقل منع تفريغ مستوعبات المواد الكيماوية. وأضاف عقيص: "من حقنا ومن حق الشعب اللبناني ان يسأل:

1 - من يضمن لنا عدم تفريغ المواد الكيماوية وتخزينها داخل الاراضي اللبنانية في تكرار مرعب لمأساة نيترات الامونيوم؟

2 - لماذا لا يتم تفريغ الحمولة مباشرة في سوريا طالما ان هذه الاخيرة هي من طلب هذه المواد؟

3 - ألا يعتبر مرور هذه المواد عبر الاراضي اللبنانية الى سوريا خرقاً للقوانين الدولية السارية المفعول الذي قد يعرّض لبنان الى عقوبات اضافية؟

4 - هل سيتمّ تفتيش المستوعبات تحت اشراف الجيش اللبناني الذي لا نأتمن سواه على هذه المسألة؟

انها غيض من فيض الاسئلة التي تثيرها هذه الفضيحة. واذا لم يتم توضيح هذه المسألة سنصعّد اعلامياً ومؤسساتياً لأننا تعبنا من اجرام هذه الطبقة الحاكمة وانعدام مسؤوليتها تجاه شعبها.

للعلم مادة الصوديوم سالفايد هي من المواد المتفجرة بحسب الدراسات المتوفرة علناً على محركات البحث الالكترونية". في المقابل، اعلنت وزيرة الدفاع أنها "تسلمت مراسلة من وزارة الأشغال العامة والنقل بتاريخ 18 كانون الأول 2021 تتعلق "باستيراد مواد كيماوية إلى سوريا عبر المرافئ البحرية اللبنانية لنقلها الى أراضيها عبر الترانزيت" بواسطة الباخرة MSC MASHA 3 القادمة من الصين، والتي تحمل على متنها عشرة مستوعبات تحوي مادة الصوديوم سالفايد و350 مستوعباً محملة بضائع لتجار لبنانيين". وأفادت وزارة الأشغال والنقل بالآتي: "وحيث أن المديرية العامة للنقل البري والبحري قد أفادت بموجب إحالتها عدد 250/6 تاريخ 13/1/2021 أن شركة MSC هي من أهم الشركات البحرية في العالم، ولهذه الشركة رحلات منظمة الى مرفأ بيروت لإستيراد بضائع للتجار اللبنانيين، وبما أن عدم السماح بدخول السفينة لتفريغ حمولتها سيلحق الضرر بالتجار اللبنانيين وبسمعة لبنان ومرفأ بيروت، لذلك إقترحت المديرية المذكورة السماح للسفينة المعنية بالدخول الى مرفأ بيروت، وأن يقدم وكيل السفينة تعهداً بعدم إفراغ تلك الحمولة في مرفأ بيروت، وأن يقدم "مانيفست" جديداً لا يتضمن أي إشارة الى تلك البضائع.

بناء عليه أعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل وإدارة مرفأ بيروت "بعدم السماح بدخول الباخرة إلا بشرط تعهد من الوكيل البحري بعدم إنزال المستوعبات التي تحتوي مادة الصوديوم سالفايد"، و"بوقف العمل بمضمون إحالتها عدد 31/ن/2021، كما وتطلب من وزارة الدفاع بيان الرأي والإفادة بشأن إمكانية دخول الباخرة والشروط المطلوبة لذلك ليبنى على الشيء مقتضاه. بناء لما تقدم أعلاه، فإن وزارة الدفاع الوطني وقيادة الجيش اللبناني قد وافقتا على تفريغ حمولة الباخرة بناء على طلب وزارة الاشغال العامة والنقل، بإدخال الباخرة مع منع إنزال المستوعبات العشرة التي تحتوي المواد الكيماوية وإبقائها على متنها، وفق آلية تقوم على الطلب من الأجهزة الأمنية لا سيما، الجيش اللبناني والجمارك، تفتيش كل مستوعب سيتم إنزاله في مرفأ بيروت على حدة، للتأكد من خلوه من مادة الصوديوم سيلفايد أو أي مواد كيماوية أخرى ملتهبة أو خطرة، على أن يحضر أصحاب المستوعبات أو وكلاؤهم عملية فتح كل مستوعب وتفتيشه، وفي حال عدم حضورهم يبقى المستوعب على متن الباخرة ويعود مع حمولتها". ومساء، أوضح السفير الصيني في تغريدة له عبر «تويتر» تعليقاً على تصريح عقيص بأن السفينة التي تكلّم عنها عقيص ليست صينية، انما هي برتغالية، وتبحر رافعة علم ماديرا. وكان عقيص قد قال للـmtv: «نتمنّى أنّ يتمّ تفريغ الباخرة الصينيّة التي تحتوي على مواد لا نعرف مدى خطورتها بإشراف الجيش الذي نثق به وذلك لنطمئنّ كي لا يتكرر ما حصل في ٤ آب الماضي.»


MISS 3