"حملة ديموقراطيّة" للتخلّص من إرث ترامب

بايدن يُطلق عهده بالأوامر التنفيذيّة

02 : 00

أمام بايدن استحقاقات داخليّة وخارجيّة كبيرة (أ ف ب)

على الرغم من خروج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من البيت الأبيض، إلّا أن إرثه لا يزال حاضراً مع بداية عهد الرئيس الديموقراطي جو بايدن الذي أطلق حملة باكرة، ستستمرّ لأيّام، للتخلّص من تلك "التركة الثقيلة"، تجسّدت بأوامر تنفيذيّة طالت مختلف السياسات الداخليّة والحدوديّة والدوليّة، فيما كشف بايدن أنّ ترامب "كتب رسالة ودّية للغاية"، مؤكداً أنّها رسالة شخصيّة لن يتحدّث بشأنها قبل التحادث مع الرئيس الجمهوري السابق.

وفور توليته، وقع بايدن سلسلة من الأوامر التنفيذيّة من شأنها أن تُبطل أوامر سابقة لترامب حول الهجرة والمناخ وقضايا أخرى. وألغى بذلك الحظر الذي فرضته إدارة ترامب على دخول رعايا دول ذات غالبيّة مسلمة، وأعاد واشنطن إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظّمة الصحة العالمية، وأقرّ سياسات حول مكافحة "كورونا" من خلال فرض إجراءات صحية في المباني الفدرالية كارتداء الكمامات.

ومن بين الأوامر التنفيذيّة، إلغاء تصريح خط أنابيب "كيستون إكس إل"، وتعليق قرار بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، الذي خصّص البنتاغون له أكثر من 3 مليارات دولار لإنشائه. ورؤساء الولايات المتحدة يلجأون عادةً إلى القرارات التنفيذيّة لسرعة تطبيق سياساتهم من دون المرور عبر الكونغرس، لكنّها تبقى معرّضة للتعطيل بقرار قضائي.

توازياً، رفضت رئيسة مجلس النوّاب الأميركي نانسي بيلوسي إعطاء إطار زمني لموعد محاكمة ترامب، بتهمة "التحريض على التمرّد" على خلفيّة اقتحام أنصاره مقرّ الكونغرس، لافتةً إلى أن إرسال بنود الاتهام إلى مجلس الشيوخ مقترنةً بمدى استعداد المجلس لتلقيها من عدمه.

أمّا على صعيد المواقف الخارجيّة بعد تولية بايدن رئيساً، فقد أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله عن تفاؤل بلاده بعلاقة ممتازة مع واشنطن تحت إدارة بايدن، معتبراً أن التعيينات في الإدارة الجديدة تدلّ على تفهّمه للملفات. كما أشار إلى العلاقة التاريخية التي تربط السعودية بالولايات المتحدة، وقال: "تعاملنا بشكل ممتاز مع إدارات من الجمهوريين والديموقراطيين"، مضيفاً: "علاقتنا مع أميركا علاقة مؤسّسات، ومصالحنا المشتركة لم تتغيّر".

وبخصوص الملف النووي الإيراني، قال الوزير السعودي: "سنتشاور مع أميركا بخصوص الاتفاق مع إيران ليكون ذا أساس قوي"، لافتاً إلى أن الدول الأوروبّية تتفهّم أن الاتفاق السابق مع طهران يحوي نواقص.

وكانت لافتة دعوة ممثلة تايوان في الولايات المتحدة رسميّاً لحضور حفل تولية بايدن، في خطوة اعتبرت تايبيه أنّها سابقة منذ أن قرّرت واشنطن العام 1979 الاعتراف ببكين. ونشرت المبعوثة التايوانية شاو باي كهيم صورة لها أثناء مراسم التولية الأربعاء، وكتبت أنها "تشرّفت بتمثيل شعب وحكومة تايوان هنا أثناء تنصيب الرئيس (جو) بايدن ونائبة الرئيس (كامالا) هاريس". وأضافت أن "الديموقراطية هي لغتنا المشتركة والحرّية هي هدفنا المشترك".

وأكدت الخارجية التايوانية أنّها المرّة الأولى منذ عقود التي تتمّ فيها دعوة الموفد التايواني "رسميّاً" من جانب لجنة تنظيم هذا الحفل. كما تحدّث الحزب الديموقراطي التقدّمي الحاكم في تايوان عن "اختراق جديد منذ 42 عاماً". وأثار حضور ممثلة تايببه لدى واشنطن حفل التولية، غضب بكين التي ذكّرت بلسان المتحدّثة باسم الخارجية الصينية هوا تشانيينغ، بأنّها "تُعارض بحزم كلّ أشكال التواصل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان".

وطالبت هوا الولايات المتحدة "بإلحاح" بـ"احترام مبدأ الصين الواحدة جدّياً ومعالجة المسائل المتعلّقة بتايوان بحذر وبشكل مناسب، بهدف تجنّب إلحاق الضرر بالعلاقات الصينية - الأميركية والسلام في مضيق تايوان". كما هنّأت بايدن على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، وقالت هوا: "لاحظت أن الرئيس بايدن شدّد مرّات عدّة في خطابه على كلمة "وحدة". أعتقد أن هذا تحديداً ما نحتاجه حاليّاً في العلاقات الصينية - الأميركية".

أوروبّياً، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن "هناك نطاقاً أوسع بكثير"، خصوصاً في مجال المناخ، للتعاون مع بايدن منه مع ترامب. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي: "إذا نظرتم ببساطة إلى المراسيم التي وقّعها (بايدن)، يُمكنكم ملاحظة أن بإمكاننا العمل معاً من جديد في مجالات مثل المناخ والهجرة". واعتبرت أنّه في الوقت عينه "نُدرك أنه مع تنصيب الرئيس الأميركي الجديد ستحصل أيضاً مناقشات حول طريقة القيام بالأمور بشكل جيّد للبلدَيْن"، مشيرةً إلى أنّه لا ينبغي توقع تفاهم حول المواضيع كافة.

وتابعت المستشارة الألمانية: "يُقال في كلّ مكان، وعن وجه حقّ، إنّ أوروبا يجب أن تتحمّل مزيداً من المسؤوليات، ليس فقط على الصعيد العسكري إنّما أيضاً على الصعيد الديبلوماسي، وفي الكثير من المجالات الأخرى، لكن الخبر السار هو أنّنا في ألمانيا، مستعدّون للقيام بذلك وأن الاتحاد الأوروبي كذلك".