أوروبا تُطالب بوتين بـ"الإفراج الفوري" عن نافالني

موسكو تُطلق "حملة ترهيب" لإفشال تظاهرات المعارضة

02 : 00

روسيّة تُشاهد تحقيق نافالني حول مجمّع بوتين الفخم (أ ف ب)

بدأت موسكو حملة لترهيب المعارضين عشية تظاهرات دعا إليها غريم الرئيس الروسي اللدود أليكسي نافالني، إذ اعتقلت السلطات عدداً من أنصار الأخير متوعّدةً بقمع أي حراك شعبي.

ودعا فريق نافالني، الموقوف حتّى 15 شباط على الأقلّ والمستهدف بإجراءات قضائية عدّة، إلى التظاهر اليوم في 65 مدينة روسية ضدّ النظام وللمطالبة بالإفراج عن المعارض الأبرز للكرملين.

وحذّرت شرطة العاصمة الروسية، حيث تجري عادة التحرّكات الاحتجاجية الأكبر، من أن "كلّ محاولات تنظيم حدث عام غير مصرّح له وكلّ حركة استفزازية، ستُعتبر تهديداً للنظام العام وستُقمع من دون تأخير".

وعادةً ما تُفرّق قوّات مكافحة الشغب الروسية المشاركين في التظاهرات المناهضة للحكومة والذين حُكِمَ على بعضهم في الماضي بأحكام بالسجن أو غرامات متفاوتة الشدّة.

وفي الأثناء، وبعدما كانت أوقفت عدداً من المتعاونين مع نافالني الخميس، واصلت السلطات الروسية ملاحقاتها أمس بتوقيفها منسّقة مقرّ نافالني في فلاديفوستوك في أقصى الشرق كاترينا فيديرنيكوفا ومنسّقة مقرّ تيومين في سيبيريا الغربية ومتعاونة أخرى في مقرّه في نوفوسيبيرسك في سيبيريا الغربية، ومتعاوناً في كالينينغراد، بالإضافة إلى محامية في أوفا في الأورال ونشطاء في مدن أخرى.

وأفادت وسائل إعلام أيضاً عن توقيف سيرغي بويكو، الذي تحدّى تحالفه في منطقة نوفوسيبيرسك في سيبيريا حزب الكرملين في الإنتخابات المحلّية في أيلول. وكانت أوقفت الخميس الحليفة البارزة لنافالني، ليوبوف سوبول. كذلك، حُكِمَ على الناطقة باسم نافالني، كيرا يارميش، بالسجن 9 أيّام خلال محاكمة لم تدم أكثر من 5 دقائق. وفي غضون ذلك، أعلنت جوليا نافالنايا، زوجة أليكسي، نيّتها التظاهر اليوم في موسكو. وكتبت على "انستغرام": "سأنزل من أجل شخص شجاع لا يكلّ، لوحق وتعرّض لمحاولة قتل، ورغم ذلك لم يتراجع أبداً"، بينما حذّر الكرملين والنيابة العامة ووزارة الداخلية من المشاركة في التظاهرات، ما يؤشّر إلى احتمال حصول تفريق عنيف للمتظاهرين.

وفي الأيّام الأخيرة، انتشرت آلاف مقاطع الفيديو والمنشورات الداعمة لنافالني على منصّة "تيك توك"، التي تحظى بشعبيّة خصوصاً بين المراهقين، بينها رسائل تدعو إلى التظاهر ونصائح عن كيفية تفادي التعرّض للتوقيف، فيما تضمّنت مقاطع قام فيها مستخدمون باستبدال صورة بوتين بصورة نافالني في قاعات الدراسة.

وحظي نافالني أيضاً بدعم ممثلين وموسيقيين ورياضيين، بينهم شخصيّات غالباً ما تنأى بنفسها عن السياسة على غرار القائد السابق لفريق كرة القدم الروسي إيغور دينيسوف والمغنية المعروفة مونيتوتشكا، ذات الشعبية في أوساط الشباب.

وإثر اعتقاله الأحد عند عودته من ألمانيا، ردّ نافالني بنشره الثلثاء تحقيقاً حول مجمّع فخم يقول إنّه ملك لبوتين على ضفاف البحر الأسود، كلّف بناؤه أكثر من مليار يورو. وحتّى الجمعة، حظي التحقيق بأكثر من 56 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب".

توازياً، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّه اتصل ببوتين ليُطالبه بـ"الإفراج الفوري" عن نافالني. كما أبلغ المسؤول الأوروبي بوتين بـ"القلق الشديد" من جانب الاتحاد الأوروبي إزاء وضع المعارض، ودعا إلى "الاحترام الكامل وغير المشروط لحقوقه"، بحسب بيان نشر بعد المكالمة بين الرجلَيْن.

وبادر ميشال بالإتصال بالرئيس الروسي غداة قمّة أوروبّية، بهدف تجديد مطالبات قادة دول الاتحاد الـ27 بالإفراج الفوري عن المعارض الروسي. ويُطالب العديد من الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي بفرض عقوبات أوروبّية جديدة على موسكو.