طلاب جامعات فرنسا فريسة الإحباط

02 : 00

بعد أشهر طويلة من التعلّم عن بعد، يبدو طلاب كثر في فرنسا "خائري القوى" وسط تغلب مشاعر الوحدة والاحباط وضيق الآفاق المستقبلية أمامهم.

تقول ساره الطالبة بكلية الهندسة في مدينة ليل شمال فرنسا والتي حرمتها جائحة كوفيد - 19 فرصة متابعة الدروس حضورياً: "في الصباح، أشغّل جهاز الكمبيوتر لكني أعجز عن متابعة الحصص. لم أعد أقوى على ذلك".

ومنذ إغلاق كليّتها في تشرين الأول إثر الارتفاع المتجدد بأعداد الإصابات، تسجّل حماسة ساره على الدراسة تراجعاً ملحوظاً. في البداية، كنت مواظبة على المتابعة، وكنت أقنع نفسي بأن الأمور ستتحسن. لكن في كانون الأول، باتت المواضيع صعبة للغاية، لذا أصبحت منفصلة ذهنياً عن أجواء الدراسة"، تقول.

وفي الحجر المنزلي بصحبة صديقها "داخل حجرة بمساحة ثلاثين متراً مربعاً"، تعاني الطالبة بالسنة الجامعية الأولى حالاً من العزلة، مشيرة إلى أنّ حصص التعليم الإلكترونية "تسبّب ضغطاً نفسياً كبيراً" مع "العدد الكبير من الفروض الواجب تسليمها".

وتعتبر ليا وهي طالبة تاريخ في السنة الثانية بمدينة أنجيه الفرنسية، أنّ "الإنهاك المعنوي والجسدي" مستمر منذ آذار ويتفاقم وسط المصاعب الاقتصادية". وتقول: "كنت أعمل نادلة كي لا أشكّل عبئاً على عائلتي. لكن مع تدابير الإغلاق توقف كل شيء". وتتقاضى الطالبة المستفيدة من منحة دراسية مساعدة بقيمة 150 يورو، لكنها غير كافية.

وفي كلية التجارة بمدينة ليل، ينبّه داميان أن "50% من زملائه يشكون من أوجاع جسدية يومية، فيما يفوّت ربعهم أكثر من نصف الحصص أسبوعياً".

ووجّه ائتلاف نقابات طلابية بتولوز شرق فرنسا، رسالة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون ناشده فيها السماع إلى "نداءات المساعدة" و"عودة التعليم الحضوري في أسرع وقت".

وسادت بأوساط الطلاب في ليون أجواء حزينة أخيراً بعد محاولة انتحار طالب بالحقوق رمى بنفسه من نافذة سكنه الجامعي، من دون معرفة الأسباب.

MISS 3