تمرين بحري أميركي - سعودي لدعم الأمن الإقليمي

إسرائيل "تُدشّن" عهد بايدن بضرب إيران في سوريا

02 : 00

من آثار الضربات الإسرائيليّة في محيط حماة في سوريا أمس (سانا)

لم يتغيّر شيء بالنسبة إلى إسرائيل في ما خصّ استمرار توجيهها ضربات للتموضع العسكري الإيراني في سوريا، ومنع نقل صواريخ دقيقة إلى "حزب الله"، كما تؤكد الدولة العبريّة، كان آخرها أمس مع انطلاق عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ قصفت إسرائيل الأراضي السورية، مستهدفةً 5 مواقع على الأقلّ يتواجد فيها عناصر من الميليشيات الموالية لإيران و"حزب الله" ضمن مراكز النظام العسكريّة في محيط مدينة حماة وقربها في المنطقة الوسطى من سوريا، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وتسبّبت الضربة الجوّية الإسرائيليّة بتدمير المواقع المستهدفة بشكل كامل، فيما تسبّبت بقايا الصواريخ التي أطلقتها وحدات الدفاع الجوّي التابعة للنظام السوري في محاولة منها للتصدّي للصواريخ الإسرائيليّة، بمقتل عائلة مكوّنة من امرأة وزوجها وطفلَيْن، بالإضافة إلى إصابة 4 مدنيين آخرين، وذلك بعد سقوط بقايا إحداها على حي كازو الواقع في القسم الشمالي الغربي من مدينة حماة.

وعلى جبهة إقليميّة أخرى، كشف التحالف العربي بقيادة السعودية إحباطه "عمليّتَيْن إرهابيّتَيْن" حاول المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من طهران تنفيذهما صباح أمس، لافتاً إلى أن قوّاته دمّرت طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون في اتجاه المملكة، وزورقاً مفخّخاً للجماعة في جنوب البحر الأحمر، في وقت أكدت فيه القيادة المركزية الأميركية أن تمرين "المدافع البحري 21" بين البحريّتَيْن الأميركية والسعودية صُمّم لبناء القدرات القتالية والحفاظ عليها ودعم الأمن الإقليمي على الأمد الطويل.

والتمرين البحري المختلط "المدافع البحري 21"، انطلق الخميس ويستمرّ لمدّة أسبوعَيْن بين القوّات البحرية الملكية السعودية والقوات البحرية الأميركية، بمشاركة قانصة ألغام بريطانية، وذلك في قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في الأسطول الشرقي في الجبيل، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس". ويهدف التمرين إلى رفع الجاهزية القتالية وتوسيع التعاون الأمني البحري بين القوّتَيْن، من خلال تعزيز الأمن البحري وتأمين حماية المياه الإقليمية وتبادل الخبرات القتالية.

وبينما تُفيد تقارير صحافيّة بأنّ إدارة بايدن دخلت على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية في محادثات مع الإيرانيين للتحضير لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، وفيما نفى وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف هذه الأنباء، نشر الأخير مقالاً في مجلّة "فورين أفيرز" الأميركية حول نظرة بلاده لطريقة إنقاذ الاتفاق النووي، منبّهاً إلى أن الوقت ضاغط.

وفي هذا الإطار، قال ظريف: "على الحكومة الجديدة في واشنطن حسم خيار أساسي. يُمكنها تبنّي سياسات إدارة (الرئيس السابق دونالد) ترامب الفاشلة ومواصلة السير على طريق ازدراء التعاون والقانون الدوليين... أو يُمكن أن يختار بايدن طريقاً أفضل عبر إنهاء سياسة "الضغوط القصوى" الفاشلة التي تبنّاها ترامب والعودة إلى الإتفاق الذي تخلّى عنه سلفه".

وأضاف أنّه في هذه الحالة "ستعود إيران بدورها إلى التطبيق الكامل لإلتزاماتها الواردة في الاتفاق النووي"، لكن "إن أصرّت واشنطن على انتزاع تنازلات، فإنّ هذه الفرصة ستضيع"، معتبراً أنّه "لا يزال بإمكان الإدارة الأميركية الجديدة إنقاذ الإتفاق، لكن ذلك سيحصل فقط في حال قدرتها على توفير إرادة سياسية حقيقية في واشنطن تسمح بإظهار أن الولايات المتحدة مستعدّة لتكون شريكاً موثوقاً به في مسعى جماعي".

وتابع الوزير الإيراني: "على إدارة بايدن أن تبدأ برفع غير مشروط لكلّ العقوبات المفروضة والتي أُعيد فرضها منذ تسلّم ترامب السلطة"، محذّراً من محاولة بايدن العمل على "انتزاع تنازلات" من إيران. وشدّد ظريف في مقاله على رفض مطالبة طهران بالتزامات إضافية، وهو ما ورد في العنوان الذي جاء فيه: "إيران تُريد الإتفاق النووي الذي أبرمته. لا تطلبوا من طهران الإلتزام بمطالب جديدة"، لافتاً أيضاً إلى أن "صبر الإيرانيين بدأ ينفد".

وفي إشارة إلى أن التوتر لا يزال كبيراً بين طهران وواشنطن، نشر حساب على "تويتر" مرتبط بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي دعوة للإنتقام من المسؤولين عن اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني. وجاء في تغريدة نشرها حساب "خامنئي سايت" أن "قاتل سليماني ومن أمر بقتله سينالان الإنتقام"، وأُرفقت بصورة مركّبة لترامب وهو يُمارس لعبة الغولف على ضفة البحر ويظهر على الملعب الأخضر ظلّ طائرة حربية. وجرى تعليق الحساب بعد أكثر من 17 ساعة لأنّه ينتهك "قواعد تويتر".

تزامناً، دوّى انفجار كبير في مجمّع خراسان للبتروكيماويات في إيران، ما تسبّب بهزّات شديدة في منازل القرى المجاورة. وبحسب وكالات إيرانية، فإنّ سبب الإنفجار هو خلل في خطوط الغاز داخل المنشأة.


MISS 3