تحقيق باحتمال انطلاق "صاروخ الرياض" من العراق

هل ينجح بايدن في لجم إيران سلميّاً؟

02 : 00

خامنئي متحدّثاًأمام أفراد من عائلة العالِم النوويمحسن فخري زاده في طهران أمس(أ ف ب)

دخلت المنطقة في مرحلة "نوويّة" جديدة، لكنّها تبقى مفتوحة على سيناريوات عدّة، بحسب ما تفرضه التطوّرات والتحوّلات المتسارعة على اللاعبين الإقليميين والدوليين من خطوات في هذا الإتجاه أو ذاك، خصوصاً مع تضارب الجهود والرؤى إقليميّاً لكيفيّة مقاربة الملف النووي لإيران وصواريخها البالستية وتدخّلها في شؤون الدول في الشرق الأوسط، يُقابلها على الصعيد الدولي سعي دؤوب من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى توحيد الجهود الديبلوماسية مع حلفاء الولايات المتحدة، وتحديداً الأوروبّيين، لحلّ اشكالية هذا الملف ضمن "جبهة واحدة". وبينما أشارت تقارير إلى مبادرة ستُطلقها إدارة بايدن عبر وسطاء أوروبّيين لفتح حوار مباشر مع طهران، ستترافق مع اتصالات بحلفاء واشنطن في المنطقة وتحديداً الدول الخليجية وإسرائيل، لفتت تقارير أخرى إلى أن أي تسوية إقليمية جديدة لن تنضج إلّا بعد انتهاء الإنتخابات الإيرانية منتصف هذا العام، في حين أكد متابعون للملف الإيراني أن بايدن يُحاول "قطف ثمار" سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عبر مدّ اليد للجمهورية الإسلاميّة المنهكة اقتصاديّاً واجتماعيّاً وماليّاً بشروط صارمة فرضتها المعطيات المستجدة والتي تبلورت مع الإدارة الجمهورية السابقة.

ويُحاول بايدن عبر هذه السياسة "لجم إيران" بالطرق السلميّة، مع عدم استبعاد أي خيار في حال لم تلتزم طهران بالشروط الأميركية والدوليّة في ما خصّ برنامجيها النووي والبالستي، وزعزعتها للإستقرار الإقليمي، في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى توضيح مطالبها وتأكيد خطوطها الحمر ووضع ملاحظاتها على طاولة الإدارة الديموقراطيّة في واشنطن، عبر اللقاءات المتتالية التي ستجمع المسؤولين من البلدين في تل أبيب وواشنطن خلال الأيّام والأسابيع المقبلة.

وفي سياق هذه الأجواء، رأى قائد القيادة الأميركية الوسطى كينيث ماكينزي أن العلاقات بين بلاده وإيران تمرّ بـ"مرحلة من الفرص"، كاشفاً أن طهران أبلغت وكلاءها في العراق والمنطقة بأنّ الوقت غير مناسب لإثارة الحرب. كما أعرب الجنرال الأميركي عن قناعته بأنّ النظام الإيراني يُعيد رسم الحسابات السياسية بعد وصول إدارة أميركية جديدة، للتعامل مع أي تغيّر محتمل.

وشدّد ماكينزي أيضاً على أن الولايات المتحدة تمكّنت من الحفاظ على "قوّة الردع" في تعاملها مع الملف الإيراني، مؤكداً أن القوّات الأميركية في المنطقة سعت إلى منع أي حرب مع طهران، فيما من المتوقع أن يزور قائد القيادة الوسطى إسرائيل نهاية الأسبوع الحالي، في "رحلة" هي الأولى من نوعها إلى الدولة العبرية، وتأتي بعد قرار إدارة ترامب السابقة إدراج إسرائيل ضمن منطقة عمل القيادة الوسطى.

وفي المقابل، أعلنت إيران على لسان المتحدّث باسم وزارة خارجيّتها سعيد خطيب زاده أنّها لا تعتزم طرد مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في أعقاب صدور قانون مثير للجدل عن مجلس الشورى الشهر الماضي، في حين أكدت السلطات الإندونيسية أنّها احتجزت ناقلتَيْ نفط واحدة إيرانية والأخرى بنمية للاشتباه في قيامهما بنقل خام غير قانوني في مياهها.

على صعيد آخر، كشفت مصادر ديبلوماسيّة أن السعودية لا تزال تتحقّق لغاية اللحظة من مصدر انطلاق الصاروخ الذي دُمِّرَ فوق الرياض السبت، وسط شكوك متنامية بأنّه انطلق من الأراضي العراقيّة وليس من اليمن، خصوصاً بعد تنصّل المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران من أي صلة لهم بـ"صاروخ الرياض". وأمس دانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بحزم، "محاولات شنّ هجمات جوّية" على الرياض، في بيان مشترك لوزارات الخارجية في الدول الثلاث. وجاء في البيان: "انتشار الصواريخ والطائرات المسيرة واستخدامها يُقوّضان أمن واستقرار المنطقة اللذَيْن التزمنا بهما بشدّة"، وأضاف: "نُكرّر تمسّكنا بأمن وسلامة الأراضي السعودية".


MISS 3