القرار الإتهامي بحق ترامب يُسلّم إلى "الشيوخ"

المصادقة على تعيين بلينكن وزيراً للخارجية

02 : 00

نوّاب يعبرون الأروقة الطويلة المؤدية إلى "الشيوخ" لتسليم القرار الإتهامي بحق ترامب (أ ف ب)

بعد نحو أسبوع على تسلّم جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض، وبينما تتراكم الملفات على مكاتب وزراء الإدارة الجديدة، خصوصاً الملفات الشائكة المرتبطة بالسياسة الخارجية، صادق مجلس الشيوخ بغالبية كبيرة أمس على تعيين أنتوني بلينكن وزيراً للخارجية.

ونال وزير الخارجية الجديد تأييد 78 عضواً مقابل 22، في غالبية تجاوزت إلى حدّ بعيد ما سبق أن ناله سلفاه الجمهوريان ريكس تيلرسون (56) ومايك بومبيو (57).

وأعلن رئيس كتلة أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية جيم ريش قبل التصويت، رفضه عودة واشنطن إلى الإتفاق النووي الإيراني، موضحاً أنّه "في ما يتجاوز هذا الملف الشائك، لم تُسجّل سوى تباينات قليلة وربّما معدومة في شأن العديد من المواضيع التي ناقشناها".

كما أكد أنه سيُصوّت لصالح بلينكن، لافتاً إلى أنّنا "بحاجة إلى وزير للخارجية، إنّه الشخص المناسب"، في حين اعتبر زعيم الغالبية الديموقراطية في "الشيوخ" تشاك شومر أن بلينكن هو "الشخص المناسب لتعزيز موقع أميركا على الساحة العالمية".

وكان "الشيوخ" قد صادق الإثنين على تعيين الرئيسة السابقة للاحتياطي الفدرالي جانيت يلين وزيرة للخزانة، لتُصبح بذلك أوّل امرأة في تاريخ الولايات المتّحدة تتبوّأ هذا المنصب.

وفي غضون ذلك، سلّم الديموقراطيون القرار الاتهامي في حق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مساء الإثنين إلى مجلس الشيوخ، في خطوة تُشكّل رسميّاً بدء محاكمته التاريخية ضمن آليّة إقالة لاتهامه بـ"التحريض على التمرّد". لكنّ المحاكمة لن تبدأ قبل التاسع من شباط.

وحمل النوّاب التسعة، الذين عيّنتهم رئيسة المجلس النيابي نانسي بيلوسي "مدّعين عامّين"، بيان الاتهام وعبروا به وسط صمت مهيب الأروقة الطويلة المزيّنة باللوحات والتماثيل المؤدية إلى مجلس الشيوخ والتي اقتحمها متظاهرون مؤيّدون لترامب قبل أقلّ من 3 أسابيع. ثمّ تلا رئيسهم جايمي راسكين التهمة الموجّهة إلى الرئيس السابق.

وإدانة ترامب أمام "الشيوخ" في هذه المرحلة تبدو غير مرجحة، إذ لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لدى ناخبيه، وبدعم أعضاء أساسيين في مجلس الشيوخ، فيما علّق الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مقابلة قصيرة مع شبكة "سي أن أن" على الأمر، مؤكداً أنّه "يجب على المحاكمة أن تأخذ مجراها". لكن بايدن استبعد إدانة ترامب لتعذّر الحصول على الأصوات الكافية لإدانته والبالغة 67، قائلاً: "لا يعتقد أن 17 سيناتوراً جمهوريّاً سيُصوّتون لإدانة ترامب".

وفي الأثناء، أعلن البنتاغون أنّ الآلاف من جنود "الحرس الوطني" الذين تمّ نشرهم في واشنطن لحماية حفل تولية بايدن، سيبقون في مواقعهم حتّى منتصف آذار بسبب "تهديدات مستمرّة". ولم يُقدّم البنتاغون معلومات محدّدة حول هذه التهديدات، مشيراً إلى أنّ المعلومات جاءت من مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي".

توازياً، أسّس ترامب مكتباً رسميّاً في مقاطعة بالم بيتش في ولاية فلوريدا للإشراف على علاقاته، وفق ما نقلته شبكة "فوكس نيوز". وذكر بيان صادر عن "مكتب الرئيس السابق" أنّه سيُدير مراسلات ترامب والبيانات العامة وظهوره العلني والنشاطات الرسمية الأخرى. وسيعمل المكتب أيضاً على "دعم مصالح الولايات المتحدة... ومواصلة الدفع بأجندة ترامب من خلال حشد التأييد والتنظيم والنشاطات العامة".

من جهتها، أعلنت المتحدّثة السابقة باسم ترامب سارة هاكابي ساندرز ترشّحها لمنصب حاكمة أركنساس، الولاية التي كان والدها مايك هاكابي حاكماً لها على مدى أكثر من 10 سنوات. وقالت ساندرز في التسجيل المصوّر الذي نشرته على "تويتر": "مع سيطرة اليسار الراديكالي على واشنطن، فإنّ حاكمكم هو خط دفاعكم الأخير".

وأضافت: "بصفتي حاكمة، سأُدافع عن حقّكم في التحرّر من الإشتراكية والإستبداد". وسارع ترامب إلى إعلان تأييده لترشّحها، وأكد في بيان أنّ "سارة صلبة في ملف الحدود، وقوية في مكافحة الجريمة، وتدعم بالكامل التعديل الثاني للدستور وقوّاتنا الأمنية العظيمة"، معتبراً أنّ سارة ستكون "حاكمة عظيمة، ولديها دعمي الكامل والشامل!".


MISS 3