قصيدة أماندا غورمان في تنصيب بايدن

التلّة التي نتسلّقها

02 : 00

إليكم قصيدة أماندا غورمان، شاعرة الشبيبة الأميركية، بحفل تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، في 20 من الشهر الحالي وقد عرّبها جوزف ضو.

سوف يأتي اليوم الذي نسأل فيه أنفسنا:

متى نجد النور وسط هذه الظلال اللامتناهية؟

ونحن اذ نحمل خسارتنا،

علينا أن نعبر بحراً بتثاقل

ونواجه أحشاء الوحش؛

تعلمنا أن الهدوء لا يعني السلام دائماً

وأن العادات والأفكار لما هو قائم

ليست في كل حين عادلة.

لكن الفجر فجرنا

حتى قبل أن ندركه؛

وسنحققه بطريقة ما،

كوننا عانينا وشاهدنا بطريقة ما

أمة لا تنكسر،

أمة لا تنتهي، ببساطة!

نحن أبناء زمن وطن

حيث باستطاعة فتاة سوداء نحيلة،

تتحدر من العبيد

ونشأت على يد أم عزباء،

أن تحلم لتكون رئيسة للجمهورية،

فتجد نفسها تلقي شعرها للرئيس.

نعم، نحن أبعد من أن نكون ناصعين أنقياء،

وهذا لا يعني أننا نناضل لنكون اتحاداً مثالياً؛

بل اننا نكافح كي نكون اتحاداً ذا هدف،

وكي نكون وطناً ملتزماً بكل الثقافات والألوان والشخصيات،

وبكل الحالات الانسانية.

وهكذا نرفع أبصارنا ليس الى ما يفرقنا

بل نحو ما يمثل أمامنا!

ونحن نقفل على ما يقسمنا لأننا ندرك

أنه كي نكسب مستقبلنا أولاً

علينا أن نضع خلافاتنا جانباً.

لنلقِ اذاً بأسلحتنا أرضاً

ونمد سواعدنا نحو بعضنا.

فنحن لا نضمر الأذى لأحد بل الانسجام مع الجميع.

وليعلن كوكبنا، ان سكت الآخرون، أن ما سأقوله صحيح:

فحينما حزنا، نمونا؛

وحينما أذينا، أملنا؛

وحينما تعبنا، حاولنا.

وسنكون مترابطين معاً الى الأبد، ومنتصرين،

ليس لأننا لن نعرف الهزيمة مرة ثانية،

ولكن لأننا لن نزرع الانقسام مرة أخرى.

يطلب الكتاب المقدس منا أن نتخيل

كل امرئ جالساً تحت كرمته وشجرة تينه،

دون أن يخيفه أحد.

اذا عشنا الى زمننا ذاك

الذي لا يكمن النصر فيه للنصل،

وجد على الجسور التي نبنيها،

فذاك هو الوعد،

أن نفرح على التلة التي نتسلقها

اذا تجرأنا على ذلك!

ونحن (إن تجرأنا على ذلك)،

كوننا أميركيين، نكن أكثر من عنفوان نرثه؛

انه الماضي الذي ندوسه،

وكيف نصلحه.

واجهنا قوة كادت تطيح بأمتنا،

بدل أن تشاركنا فيها؛

وكادت أن تدمر وطننا

لو أنها عطلت الديموقراطية

وتلك المحاولة كادت أن تنجح.

لكن اذا تعطلت الديموقراطية موقتاً،

فإنها لن تنهزم أبداً!

بهذه الحقيقة

وبهذا الايمان نثق،

وحينما تشخص أعيننا الى المستقبل،

يراقبنا التاريخ بعينيه.

هذا هو عهد الفداء العادل،

الذي خشيناه في نشأته،

ولم نشعر أننا مستعدون لنكون ورثته،

في ساعة مروعة كهذه.

لكننا في تلك الساعة امتلكنا القوة

كي نكتب فصلاً جديداً

ونقدم لذواتنا أملاً وضحكة.

وفي حين أننا سألنا مرة

كيف يمكن أن تنتصر علينا المصيبة؟

نؤكد الآن

ان لا مجال لها لتنتصر علينا!

لن نسير الى الوراء، الى ما كان،

بل سنسير الى ما سيكون:

الى وطن مجروح لكنه مكتمل،

وخيّر لكنه شجاع

وشرس وحر أيضاً !

لن نعود القهقرى بسبب التخويف

ولن يعترضنا الترهيب،

لأننا ندرك أن جمودنا

قد يصبح ميراث الأجيال القادمة

وستصبح أخطاؤنا الفادحة عبئاً عليهم.

لكن المؤكد شيء واحد:

اذا مزجنا الرحمة مع القوة

والقوة مع الحق،

عندها يصبح الحب ميراثنا

وسيصبح التغيير حق أولادنا الطبيعي!

فدعونا اذاً نترك من بعدنا وطناً

أفضل من الذي ترك بذمتنا

مع كل تنهيدة من صدري البرونزي المكلوم

سنرتقي بهذا العالم المجروح

الى مستوى عالم مدهش،

سننهض فوق تلال الغرب المذهبة الأطراف،

سننهض من الشمال الشرقي مع الرياح العاصفة

حيث حقق آباؤنا الأوائل الثورة،

سننهض مع المدن المحاطة بالبحيرات في ولايات الغرب الأوسط،

وسننهض في الجنوب الذي كوته الشمس!

سوف نعيد البناء ونتصالح ونتعافى

في كل ركن من أمتنا

وفي كل زاوية في وطننا!

وسينبعث شعبنا متنوعاً جميلاً،

محطماً وجميلاً !

آتٍ هو اليوم الذي سنخطو فيه

خارج الفيء،

تشعلنا الشجاعة،

وسيزهر الفجر الجديد حينما ننعتق أحراراً!

ان الضوء لا يندثر أبداً،

اذا كنا حكماً شجعاناً كفاية كي نراه،

اذا كنا حتماً شجعاناً كفاية كي نكونه...



MISS 3