سجناء سابقون... نجوم "يوتيوب" الجُدد

02 : 00

السجين محمد مستظرف

يسرد السجين السابق محمد مستظرف مغامراته بائعاً للمخدرات داخل السجن أمام الكاميرا على حسابه على "يوتيوب" الذي وجد فيه، كما عدد من السجناء السابقين الآخرين، منصة للانطلاق في عالم النجومية وحصد ملايين المشاهدات بالمغرب.

وأمضى مستظرف الملقب بالسلاوي (48 عاماً) 23 عاماً في السجن بسبب بيع المخدرات. ويقول: "كنت أربح الكثير من المال داخل السجن كما خارجه، لكنني كنت محروماً من الحرية". أما اليوم فطوى صفحة السجن منذ الإفراج عنه آخر مرة بالعام 2016، ويكسب قوته اليوم بفضل عمله في شركة للأشغال العمومية.

ويجد السجين السابق إلياس قوراري (38 عاماً)، الذي تحصد فيديواته ملايين المشاهدات على يوتيوب، في الحديث بقلب مفتوح "نوعاً من العلاج النفسي". ويذكر كيف كان الناس يتجنبونه وينظرون اليه نظرة دونية ما ولّد لديه شعوراً بالكراهية والغضب لمجتمع لا يرحم من يقترف خطأ. ويشير الى أنه "شفي بفضل الكاميرا". ويتابعه حالياً أكثر من 240 ألف مشترك، وحصد حتى اليوم أكثر من 21 مليون مشاهدة.

وقد حفزه نجاحه ليؤسس شركة إنتاج سمعي بصري في مدينة القنيطرة حيث يعيش قرب العاصمة الرباط.

وتنتشر هذه الممارسة منذ فترة لدى عدد من السجناء السابقين في المغرب. إذ يعرض هؤلاء النجوم الجدد قصصهم في السجن، وبينها صراعات بين المساجين، ومواجهات مع موظفي السجون، وسوء معاملة ومعضلة الاكتظاظ. في الوقت نفسه، يحضون الشباب على أخذ العبرة، ويسعون الى توعيتهم بعدم السقوط في فخ الإجرام. وتمثل قنوات السجناء السابقين على يوتيوب، "متنفساً لملء الفراغ الذي خلفته وسائل الإعلام الرسمية"، على حدّ قول محمد بنتازوط. وبفضلها اكتشف الجمهور قصة ملاكم سابق غادر السجن العام الماضي إلى زنزانة أقامها على سطح بيته، رافضاً مغادرتها ما لم تفتح قضيته من جديد.

واختار بنتازوط (57 عاماً) هذا الأسلوب الحاد للاحتجاج على ما يعتبره حكماً ظالماً قضى بموجبه أكثر من 20 عاماً وراء القضبان بسبب جريمة قتل.

وحصدت الفيديوات التي يبثها من بيته أكثر من 13 مليون مشاهدة، ويظهر فيها عادةً بشعره الطويل ولباس رياضي وساعة مذهبة وذراع موشوم. وتحدثت تقارير رسمية في الماضي عن جوانب من المشاكل التي ترد في شهادات أولئك السجناء السابقين، مشيرةً الى أنّ متوسط المساحة المتاحة لكل سجين لا تتجاوز 1,8 متر مربع، وفق تقرير المجلس الأعلى للحسابات العام 2018. بينما وصفت مندوبية السجون في تقرير العام الماضي الازدحام داخلها "بالمشكلة المزمنة".

كما نبه تقرير لمرصد السجون، وهو منظمة غير حكومية، إلى أنّ معدل ملء بعض السجون يتجاوز 250 بالمئة، مشيراً الى "غياب النظافة والنقص في العاملين في القطاع الطبي وصعوبة الحصول على خدمات طبية"، مع تسجيل أكثر من 700 شكوى "سوء المعاملة" في 2019.