واشنطن توقف مساعداتها المباشرة إلى بورما

02 : 00

اعتبرت الولايات المتحدة رسميّاً أمس أن ما حدث في بورما هو انقلاب عسكري يستدعي قانونيّاً إنهاء المساعدة الأميركية المقدّمة إلى الحكومة البورمية. وقالت مسؤولة في الخارجية الأميركية للصحافيين: "بعد درس دقيق للوقائع والظروف، توصّلنا إلى أن زعيمة الحزب الحاكم في بورما أونغ سان سو تشي والرئيس وين مينت، أُطيح بهما في انقلاب عسكري في الأوّل من شباط".

وأضافت أن هذا القرار القانوني "يفضي إلى بعض القيود على المساعدة العامة لحكومة بورما"، موضحةً أن المساعدة المباشرة للدولة البورمية توقفت تلقائيّاً، لكن هذا يُشكّل "قسماً يسيراً" من المساعدة كون "القسم الأكبر" يمرّ عبر "مؤسّسات المجتمع المدني"، من دون أن تُحدّد قيمة هذه المساعدة. وتابعت: "إضافةً إلى ذلك، سنُعيد النظر في كلّ برامجنا للمساعدة"، بحيث لا يستفيد منفّذو الإنقلاب منها في شكل غير مباشر. أمّا المساعدة الإنسانية، خصوصاً لمسلمي أقلية الروهينغا و"كامل المساعدة التي يستفيد منها الشعب البورمي مباشرةً"، فلن تشملها هذه القيود، وفق الخارجية الأميركية.

تزامناً، أجرى مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مغلقة ناقش خلالها مسودة نص يدعو إلى العودة للحكم المدني. ويحضّ النصّ الذي أعدّته بريطانيا واطّلعت عليه وكالة "فرانس برس" الجيش البورمي على "الإفراج فوراً عن المعتقلين خلافاً للقانون". كما يُطالب بإلغاء "حال الطوارئ" التي فرضت لمدّة عام، وبالتزام "القواعد الديموقراطية"، من دون أي إشارة إلى عقوبات. لكن الإجتماع انتهى من دون أي توافق. وكشف ديبلوماسي أن الصين وروسيا طلبتا مزيداً من الوقت، لافتاً إلى أن "الإعلان لا يزال قيد النقاش".

وفي الغضون، ذكر المكتب الصحافي لجيش ميانمار أن مين أونغ هلاينغ، قائد الإنقلاب العسكري، أبلغ حكومته الجديدة خلال أوّل اجتماع لها أن استيلاء الجيش على السلطة كان حتميّاً بعد احتجاجه على مزاعم بتزوير الإنتخابات العام الماضي، الأمر الذي نفته مفوضية الإنتخابات.

توازياً، دعا حزب سو تشي إلى "إطلاق سراح" زعيمته فوراً فيما أطلق السكان في المنطقة التجارية في رانغون مساء الثلثاء أبواق سيّاراتهم وقرعوا القدور احتجاجاً على الإنقلاب، وهتف بعضهم "تحيا الأم سو". ويؤشّر الإنتشار المحدود للجيش في رانغون عاصمة البلاد الاقتصادية إلى ثقة العسكريين في قبضتهم على البلاد.

ويُطوّق عسكريون مباني سكنية للنوّاب. وقالت نائبة عن حزب أونغ سان سو تشي لوكالة "فرانس برس": "إنّنا في مركز اعتقال في الهواء الطلق"، مشيرةً إلى أن أونغ سان سو تشي ورئيس الجمهورية وين مينت موضوعان "في الإقامة الجبرية" في العاصمة، في حين أوضح المتحدّث باسم الحزب الحاكم تشي تو أنّه لم يتمّ إجراء أي اتصال مباشر مع سو تشي، لكن الجيران رأوها تتمشى في حديقة مسكنها الرسمي المحاط بالجدران، لافتاً إلى أنّها "تسير لتُخبر الناس أنّها بصحّة جيّدة".