تايبيه تفتح مكتباً تجارياً في غويانا وواشنطن تُرحّب بالخطوة

مدمّرة أميركيّة تتحدّى بكين في مضيق تايوان

02 : 00

الولايات المتحدة تعتبر مضيق تايوان ممرّاً مائياً دولياً مفتوحاً للجميع (أرشيف)

في سياق تصاعد التوتّر الجيوستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، خصوصاً مع اتجاه الإهتمام الأميركي أكثر فأكثر نحو أقصى شرق آسيا، وللمرّة الأولى منذ تولّي الرئيس جو بايدن مهامه رسمياً في البيت الأبيض، أجرت المدمّرة الأميركية "جون أس ماكين"، وهي من طراز "أرليه بورك"، والمسلّحة بصواريخ موجّهة، عبوراً روتينياً في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة التي تتمتّع باستقلال ذاتي عن البرّ الصيني.

وإذ شدّد الأسطول الأميركي السابع في بيان على أن رحلة المدمّرة الأميركية "جون أس ماكين" "تُظهر التزام الولايات المتحدة ببقاء المحيطَيْن الهادئ والهندي منطقة حرّة ومفتوحة"، أضاف: "سيُواصل الجيش الأميركي التحليق والملاحة والعمليات في أي مكان يسمح به القانون الدولي"، فيما أكدت الدفاع التايوانية حصول الرحلة من دون تحديد السفينة.

ويأتي عبور السفينة الحربية في أعقاب تحليق طائرتَيْ استطلاع أميركيّتَيْن وطائرة تزويد بالوقود على مقربة من مجال تايوان الجوّي. وتقوم سفن حربية أميركية بشكل روتيني بتمارين ملاحية في المضيق، مثيرةً في كثير من الأحيان ردوداً غاضبة من الصين التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها.

وفي هذا السياق، أوضح المتحدّث باسم الديبلوماسية الصينية وانغ وين بين للصحافيين أمس أن "الصين تبقى يقظة وستردّ في كلّ الأوقات على التهديدات والاستفزازات"، مؤكداً أن بكين "تُتابع الوضع عن كثب". وتعتبر بكين عبور سفن أجنبية مضيق تايوان انتهاكاً لسيادتها، فيما تعتبره الولايات المتحدة ودول أخرى ممرّاً مائياً دولياً مفتوحاً للجميع. وصعّدت الصين ضغوطها العسكرية والديبلوماسية والاقتصادية على تايوان منذ انتخاب الرئيسة تساي إنغ وين العام 2016، وهي ترفض الإعتراف بأنّ الجزيرة جزء من "صين واحدة". وخرقت طائرات الجيش الصيني العام الماضي 380 مرّة منطقة الدفاع التايوانية مسجلة رقماً قياسياً. ويُحذّر بعض المحلّلين من أن التوتّر بين الطرفَيْن بلغ أعلى مستوياته منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.

تزامناً، أعلنت سلطات تايبيه أنّها فتحت مكتباً تجارياً في غويانا، في خطوة رحّبت بها الولايات المتحدة بينما تُحاول الجزيرة احتواء جهود الصين لعزلها على الساحة الدولية. وذكرت السلطات التايوانية أنّها وقّعت اتفاقاً مع غويانا، الدولة الصغيرة الواقعة في أميركا الجنوبية في كانون الثاني الماضي لفتح المكتب. ولا يتطلّب هذا الإتفاق تغييراً في التحالف الديبلوماسي لغويانا، التي تُواصل الإعتراف بالصين الشعبية ممثلاً شرعياً وحيداً للصين.

ورأت المسؤولة في الخارجية الأميركية جولي شونغ في تغريدة على "تويتر" أن "هذا الإنجاز سيُفيد الشريكَيْن وسيُساعد على تعزيز الأمن والقيم الديموقراطية والازدهار في المنطقة"، في حين أكدت السفارة الأميركية في غويانا في بيان أن "توثيق العلاقات مع تايوان سيُعزّز التعاون وتطوير غويانا على أساس القيم الديموقراطية المشتركة والشفافية والإحترام المتبادل".

وفي المقابل، أمل المتحدّث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين في أن "يمتنع الطرف المعني عن أي شكل من أشكال المبادلات الرسمية مع تايوان"، محذّراً السلطات التايوانية رسميّاً من "أي محاولة للحصول على دعم أجنبي أو القيام بأعمال انفصالية على الساحة الدولية"، واعتبر أنّه سيكون "محكوم عليها بالفشل".

وعلى صعيد آخر، خسرت القناة العامة الصينية الناطقة بالإنكليزية "سي جي تي إن" ترخيصها في المملكة المتحدة لاعتبارها خاضعةً للحزب الشيوعي الصيني، في إجراء من شأنه أن يزيد العلاقات بين لندن وبكين سوءاً.