حِيَل بسيطة تحافظ على ذاكرتك

02 : 00

يعرف جميع الناس أنهم يستطيعون الحفاظ على ذاكرة سليمة بفضل الأكل الصحي ومتابعة التحرك وحل الألعاب العقلية. لكن نكشف في ما يلي مجموعة من العادات المفيدة رغم عدم شيوعها...

اجلس باستقامة

حين نشعر بالحزن أو الخوف، نميل طبيعياً إلى إرخاء جسمنا. لكن تكشف الدراسات أن العكس يحصل أيضاً: حين يرتخي جسمنا أو ينكمش، تؤدي هذه الوضعية الانهزامية إلى تأجيج مشاعر القلق أو الكآبة، ما يُصعّب التفكير الصافي وتذكّر المعلومات. شملت إحدى الدراسات 125 طالباً جامعياً، وقد لاحظ 56% منهم أنهم يستطيعون حل المسائل الرياضية حين يجلسون باستقامة أكثر مما يفعلون عندما ترتخي أجسامهم. يبدو أن هذه الوضعية المستقيمة تُحسّن أداء الذاكرة لأنها تقوي تدفق الدم والأوكسجين إلى الدماغ، وقد تصل نسبة التحسّن إلى 40% وفق أحد التقديرات.

مارس الرياضة

هل تجد صعوبة في تذكّر الوجوه؟ ابدأ بممارسة الرياضة! في دراسة صغيرة، عرض باحثون من جامعة أيوا صور وجوه أمام مشاركين من كبار السن (بلغ متوسط أعمارهم 67 عاماً) خلال يومَين منفصلَين وبعد نوعَين مختلفَين من التمارين الجسدية. في اليوم الأول، مارس المشاركون تمارين الدوس على دراجة رياضية ثابتة طوال 20 دقيقة وبإيقاع مكثّف بما يكفي كي تزداد صعوبة تنفّسهم لكنهم بقيوا قادرين على التكلم. وفي اليوم الثاني، اكتفى المشاركون بالجلوس طوال 20 دقيقة على دراجة ذاتية الحركة.

في المتوسط، تذكّر المشاركون الوجوه بشكلٍ أفضل بعد ممارسة التمارين المكثفة. كذلك، كانت المنافع المُحققة على مستوى الذاكرة بعد حصة رياضية واحدة مشابهة لتلك التي حصدها المتطوعون بعد ثلاثة أشهر من التمارين المنتظمة.


خفّف مدة مشاهدة التلفزيون


يعرف جميع الأهالي أن الإفراط في مشاهدة الشاشات قد يؤذي التطور المعرفي لدى الأولاد. لكن ماذا عن تداعيات هذه العادة لدى كبار السن؟


لاكتشاف الجواب، حلل باحثون من جامعة "كوليدج لندن" بيانات أكثر من 3500 شخص شاركوا في دراسة طويلة الأمد، وبلغت أعمارهم 50 سنة وما فوق، وما كانوا مصابين بالخرف عند بدء التقييم. أخذ العلماء بالاعتبار مستوى النشاط الجسدي، والوضع الصحي، وعوامل ديمغرافية مثل التعليم، فاكتشفوا أن المجموعة التي كانت تشاهد التلفزيون لأكثر من ثلاث ساعات ونصف يومياً طوال ست سنوات سجلت أكبر تراجع في علامات اختبار الذاكرة اللفظية (تراوحت نسبة التراجع بين 8 و10%)، مقارنةً بمن شاهدوا التلفزيون لمدة أقل (تراوحت نسبة التراجع في هذه الحالة بين 4 و5%).

في السياق نفسه، ذكرت دراسة أخرى أن مشاهدة برامج فيها لقطات عنيفة ترفع مستوى هرمونات الضغط النفسي، ما يؤدي إلى إضعاف الذاكرة.

ارسم الخربشات

إستعان باحثون من جامعة "ووترلو" بمجموعة راشدين شباب ومجموعة أخرى من كبار السن وأعطوهم سلسلة من 30 كلمة وطلبوا منهم أن يرسموها أو يكتبوها. بعد استراحة قصيرة، طُلِب من المجموعتين أن تتذكّرا أكبر عدد ممكن من الكلمات. في الفئتين العمريتَين معاً، تذكرت المجموعة التي رسمت الكلمات أكبر عدد منها. كان هذا الأثر بارزاً لدى كبار السن تحديداً.

برأي أحد المشرفين على هذه الدراسة، قد يتدهور عدد من المناطق الدماغية المرتبطة باسترجاع الذاكرة مع التقدم في السن، لكن لا تتأثر المناطق المرتبطة بمعالجة العوامل البصرية في العادة. نتيجةً لذلك، قد تساعد الخربشات الراشدين من أي عمر على حماية ذاكرتهم والحفاظ على أداء يضاهي طلاب الجامعات.


ارجع إلى الخلف


حين تحاول تذكّر أي معلومة، لا تكتفِ بالتفكير بالماضي، بل تحرك نحو الخلف أيضاً. في سلسلة تجارب، شاهد المشاركون فيديو لجريمة مفتعلة أو لائحة كلمات أو مجموعة صور. ثم تخيلوا أنهم يمشون نحو الأمام أو إلى الخلف، أو شاهدوا فيديو فيه حركات نحو الأمام أو الخلف، أو ساروا بأنفسهم في هذين الاتجاهَين. في الوقت نفسه، جلس البعض بلا حركة.

ساعد التحرك نحو الخلف (سواء كانت الحركة حقيقية أو خيالية أو جزءاً من فيديو) المشاركين على تذكّر المعلومات أكثر من الجلوس الجامد، وكانت هذه الحركة أفضل من الاندفاع إلى الأمام في معظم الحالات. ربما يساعدنا الرجوع إلى الوراء، جسدياً أو عقلياً، على العودة إلى اللحظة التي نشأت فيها تلك الذكرى في الماضي.