البابا يُعرب عن تضامنه مع الشعب

التظاهرات ضدّ الإنقلاب العسكري تعمّ بورما

02 : 00

في أكبر تظاهرات تشهدها بورما منذ "ثورة الزعفران" التي قُتِلَ خلالها العشرات على أيدي العسكريين العام 2007، تظاهر عشرات آلاف البورميين أمس في أنحاء البلاد كافة ضدّ الإنقلاب العسكري الذي أطاح الرئيسة الفعلية للحكومة المدنية أونغ سان سو تشي.

وفي رانغون، تجمّع المتظاهرون الذين يبلغ عددهم نحو 100 ألف، بحسب تقديرات عدّة، أمام مبنى بلدية العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث نُشِرت شرطة مكافحة الشغب بكثافة. وهتف المتظاهرون في رانغون وسط ضجيج الأبواق: "لا نُريد ديكتاتورية نُريد الديموقراطية!".

وقام متظاهرون بتقديم ورود إلى رجال الشرطة، بينما رفع آخرون لافتات كُتِبَ عليها "أطلقوا سراح الأم سو"، في إشارة إلى سو تشي. وحصلت تجمّعات كبيرة أخرى كذلك في مدن عدّة في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 54 مليون نسمة.

وفي العاصمة نايبيداو الواقعة على بُعد 350 كلم شمال رانغون، نزل الآلاف إلى الطرقات مطلقين أبواق سيّاراتهم، لا سيّما في الجادات الكبيرة في المدينة التي بنتها الطبقة العسكرية الحاكمة، وهي غالباً ما تكون خالية من المارة.

وردّد متظاهرون في كاوثونغ، المدينة الواقعة في أقصى جنوب البلاد فيما رفعوا التحية بالأصابع الثلاثة، شارة المقاومة، "احترموا صوتنا. لتسقط الديكتاتورية!". كما هتف طلاب: "لا أخاف من القمع" و"سنُكافح حتى النهاية". ولم يبلغ عن وقوع أيّ مواجهات.

وأُعيد الإنترنت جزئياً في البلاد أمس بعد فترات من الإنقطاع، بحسب ما أفادت منظّمة "نيت بلوكس" غير الحكومية. ونُقِلت التظاهرات بالبث المباشر عبر "فيسبوك"، حيث انتشرت رسائل دعم من العالم أجمع. وكُتِبَت عبارات دعم من الولايات المتحدة وسنغافورة واليابان مثل "أنتم أبطالنا" و"احترموا المتظاهرين".

وعلى الرغم من الخوف في بلد اعتاد على القمع الدموي، كما حدث في 1988 و2007، نزل السكّان مرّة أخرى إلى الشوارع منذ الساعات الأولى من الصباح "لطرد الشياطين" أي العسكريين عبر الطرق على القدور. وعاشت بورما منذ استقلالها العام 1948 تحت حكم الجيش.

وكان عشرات الآلاف من البورميين قد تظاهروا السبت في مدن عدّة للتنديد بانقلاب الأوّل من شباط، الذي وضع حدّاً لإنتقال ديموقراطي هش دام 10 سنوات. وفرض الجيش "حال الطوارئ" لمدّة عام واعتُقلت سو تشي ومسؤولين آخرين في "الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية".

وفي الأثناء، ذكرت "جميعة مساعدة السجناء السياسيين" المتمركزة في رانغون أنه تمّ اعتقال أكثر من 160 شخصاً. واعتُقل الأسترالي شون تورنيل (75 عاماً)، وهو المستشار الاقتصادي لسو تشي، في فندقه. وقال الأستاذ في جامعة ماكواري الأسترالية لشبكة "بي بي سي" السبت: "أنا محتجز حالياً وقد اتهم بأمر ما". وهي أوّل عملية اعتقال تُعرف لمواطن أجنبي منذ الإنقلاب.

دوليّاً، أعرب البابا فرنسيس عن "تضامنه مع الشعب البورمي"، وحضّ الجيش على العمل من أجل "تعايش ديموقراطي". وأكد الحبر الأعظم، الذي زار بورما العام 2017، أنّه يُتابع "بقلق شديد" انقلاب العسكريين البورميين الذين أطاحوا بحكومة سو تشي.

وقال عقب تلاوته صلاة التبشير الملائكي في الفاتيكان: "في هذه المرحلة الدقيقة، أرغب في أن أؤكد مجدّداً قربي الروحي وصلاتي وتضامني مع شعب بورما". وأضاف البابا، الذي كان يتحدّث من نافذة القصر الرسولي المطلّة على ساحة القديس بطرس: "أُصلّي لكي يضع أصحاب المسؤولية في البلاد أنفسهم بجهوزيّة صادقة في خدمة الخير العام، ويُعزِّزوا العدالة الاجتماعية والإستقرار الوطني من أجل تعايش ديموقراطي متناغم".


MISS 3