"الحرس الثوري": خمسة جيوش إلى جانبنا في المنطقة

فرنسا تجهد لإنقاذ "النووي"

01 : 08

لافروف مصافحاً ظريف بعد اجتماعهما في موسكو أمس

في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، الذي لم يستفق بعد من اللكمة القويّة التي تلقّاها بانسحاب واشنطن الأحادي منه، تواصلت المحادثات بين خبراء فرنسيين وإيرانيين أمس في باريس، في وقت رحّبت موسكو بمساعي فرنسا في هذا الملف الحسّاس، الذي بات يُهدّد الاستقرار في الشرق الأوسط برمّته.

وأعرب وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف عن الأسف لـ"الأعمال المدمّرة" للولايات المتّحدة. وأكّد خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو، أن روسيا تدعم ما يقوم به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ما دام الهدف هو التمسّك بالاتفاق كما هو "من دون إضافات ولا استثناءات"، بينما كرّر الوزير الإيراني التهديد بأنّ طهران ستتوقف عن الالتزام ببنود الاتفاق في حال لم ينجح الأوروبّيون حتّى الخامس من أيلول في تعويض الجمهوريّة الإسلاميّة عمّا تتكبّده من خسائر بسبب العقوبات الأميركيّة.

ولاحقاً، أشار ظريف إلى أن بعض دول المنطقة تعتقد أنّه يُمكن شراء أمنها من الخارج، مشدّداً على أنّه "لا يُمكن من دون إيران حفظ الأمن في منطقة الخليج". واعتبر أن "إرسال قوّات عسكريّة إلى الخليج سيزيد من الخطر الذي يُهدّد الملاحة والسفن".

ويسعى ماكرون إلى اقناع واشنطن بتخفيف العقوبات التي تفرضها على إيران وتحول دون تمكّنها من تصدير نفطها، أو إلى فتح اعتمادات دوليّة تُسهّل التجارة مع طهران، التي أكّدت أمس أن وجهات نظرها تتقارب مع وجهات نظر فرنسا في شأن سُبل انقاذ الاتفاق النووي. وألمح المتحدّث باسم الحكومة الإيرانيّة علي ربيعي إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني قد يلتقي نظيره الأميركي دونالد ترامب، إذا كان ذلك يصبّ في مصلحة إيران. وفي سياق متّصل، لفت النائب الإيراني المحافظ علي مطهري إلى أن ماكرون اقترح تقديم تسهيلات ائتمانيّة بقيمة 15 مليار دولار، شرط عودة طهران للالتزام بالاتفاق النووي، في حين حذّرت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة من أن الخطوة الثالثة في إطار خفض التزامات إيران بالاتفاق النووي ستكون أقوى من الخطوتَيْن الأولى والثانية.

تزامناً، هدّد "الحرس الثوري" بأنّ إيران ستُوجّه ضربات مدمّرة لكلّ من يُشجّع أعداءها على أيّ حرب، مشيراً إلى أن خمسة جيوش في المنطقة تقف إلى جانبها عقائدياً ومعنوياً، من دون أن يُسميها. وقال اللواء علي شادماني، نائب قائد مقرّ "خاتم الأنبياء" في "الحرس الثوري": "طهران أبلغت دول الجوار بأنّها ستضرب أيّ موقع تتمّ مهاجمتها منه"، محذّراً من أن "السفن التجاريّة وناقلات نفط الأعداء وأصدقائهم ستكون تحت سيطرتنا في أيّ حرب، والقواعد العسكريّة الأميركيّة في المنطقة في مرمى نيراننا".

وفي هذا الإطار، كشف ضابط كبير في البحريّة البريطانيّة أن بلاده تدرس إمكان إرسال طائرات مسيّرة إلى الخليج، لتُساعد في عمليّات الاستطلاع، علماً بأنّ سفناً حربيّة بريطانيّة تُرافق ناقلات المملكة المتّحدة في مضيق هرمز الإستراتيجي.

وبخصوص ناقلة النفط الإيرانيّة "أدريان داريا 1"، فهي لا تزال عالقة في مياه شرقي المتوسّط بين لبنان وسوريا وقبرص، من دون أن تتّضح وجهتها حتّى الآن. وتحدّث وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو مساء الجمعة عن "معلومات موثوقة بأنّ الناقلة في طريقها إلى طرطوس السوريّة".

على صعيد آخر، أكّدت الجمهوريّة الإسلاميّة وقوع انفجار في إحدى منصّات إطلاق الأقمار الاصطناعيّة، مشيرةً إلى أنّه كان بسبب خطأ فني، وانتقدت تغريدة ترامب حول هذا الأمر كونها أظهرت "شغفاً" بذلك.


MISS 3