ليلة العشق بلا طرب... والفنانون في بيوتهم لأوّل مرّة

02 : 00

هو شهر الحب والعشق. شهر يمضيه عادة الفنانون متنقلين من سهرةٍ الى أخرى طوال الليل ويدرّ عليهم بالإجمال أرباحاً طائلة. وهو كذلك شهر يتنافس فيه النجوم على إطلاق ألبومات رومنسية وأغانٍ تحكي مغامراتٍ عاطفية وجولاتٍ وصولات لشراء "عيدية" تليق بالحبيب، وقضاء أوقاتٍ حالمة في مطاعم مميزة أو ملاهٍ ليلية ذائعة الصيت. ولكن عيد العشاق هذه السنة حلّ بنكهة "كورونا" السقيمة، فلا المحلات فتحت ليشتري الحبيب "العيدية" بالطرق التقليدية ولا المطاعم والملاهي الليلية سُمح لها بفتح أبوابها لتحتضن العشاق. الكلّ "محجور" في صومعته خوفاً من جائحةٍ تصطاد الآلاف حوّلت نعيم البشر الى جحيم مستعر وجعلت المستهتر يندم حيث لا ينفع الندم. وإذا كان معظم المواطنين متقوقعين في بيوتهم في ليلة الحب هذه، فماذا يفعل الفنانون والمشاهير؟ كيف يشعرون بليلةٍ لن يعتلوا فيها المسرح لإسعاد العشاق وإطرابهم؟ أم تراهم يرون في الأمر سانحةً ثمينة قُدّمت لهم على طبقٍ من فضة لقضاء أوقات حميمة مع الحبيب أو الشريك، وهي فرصة ما كانوا ليحلموا بها لولا الفيروس اللئيم؟

جولة بسيطة على الفنانين تعلمنا بأن معظمهم تكيّف قدر المستطاع مع المأساة القسرية محاولاً النظر الى النصف الملآن من الكأس ريثما تنجلي الأزمة وتستقيم الأمور.



إليسا


إليسا

ملكة الإحساس إليسا ستمضي عيد الحب في منزلها مع أحبتها وأصدقائها المقرّبين، علماً أنها أوقفت مشاريعها الفنية كافة بسبب الظروف الحالية واقتصر نشاطها على عودتها إلى "أنغامي" بأسلوب الـ"بودكاست" الفريد الذي انطلق الأربعاء الفائت. ورغم وطأة الجائحة وانعكاسها السلبي على حياة الناس وفرحهم بالأعياد تبقى إليسا متفائلة: "على الرغم من العزلة والتباعد الاجتماعي سنبقى أقرب الى بعض وسنغني "كمان وكمان" ونتشارك بأفكارنا وآرائنا ومخاوفنا ونتبادل الحبّ، فلا شيء أقوى من الحبّ!"، تصرّ الفنانة.



سيرين عبد النور



سيرين عبد النور

النجمة سيرين عبد النور اعتبرت أن البلاد ما زالت تحت صدمة انفجار الرابع من آب والاغتيالات المتتالية وسط عجزٍ شديد للدولة. الأجواء إذاً بالنسبة إليها غير ملائمة لإقامة الحفلات وإصدار الألبومات فكيف نحتفل إن كان «فرح الناس وعيدهم في تأمين الدواء والغذاء؟». أما الحب الحقيقي فتهديه بالفم الملآن الى لبنان، الى الأحمر القاني في علمه الممزوج بدماء الشهداء الخالدين في الذاكرة، فالغدر «ترك جرحاً لن ينسى»، تقول بأسى. ولا يغيب عن بالها إهداء تمنياتها في هذا العيد «لقلوب الثكالى أمهات الشهداء»، سائلةً الله أن يمنحهن الصبر.



ملحم زين



ملحم زين

ابن البقاع ملحم زين سيمضي العيد عند أهل زوجته في أبو ظبي. «مش بالي بالحفلات أو الأغنيات»، يؤكد، فهو لا يحضّر لجديدٍ حالياً وسيغيب عن الحفلات لفترة.

كل ما يتمناه هو مرور المحنة الصحية وأن تعود المياه الى مجاريها، «فكيف نعيش الحب مع خطر يحدق بالاحباء»؟ همّه الأوحد الآن عدم تعريض والديه أو أهل زوجته وعائلته للفيروس اللعين: «تقصدت الإبتعاد عن الناس لحماية نفسي وعائلتي من هذا الوباء ولا أفكر بأي شيء آخر حالياً»، يعلّق بإصرار.




هيفا وهبي



راغب علامة



نوال الزغبي



هيفا وراغب ونوال

الفنانة هيفا وهبي تقضي المناسبة في الولايات المتحدة الأميركية. لن تقدّم أية حفلة. الحبّ الذي يجمعها بجمهورها يتجاوز، وفق قولها، التواريخ والمناسبات. وتعد وهبي معجبيها بالتعويض عن غيابها من خريطة الحفلات ومسلسلات رمضان (انسحبت من مسلسل الحرب الاهلية الذي كان سيجمعها بالفنانة يسرا)، بسلسلة حفلاتٍ مميزة. وهي بذلك القرار الحكيم لا تفكر بصحتها فحسب، تقول، بل بسلامة محبيها كذلك: «لا أريد تعريض جمهوري لأي خطر. تلك مسؤولية كبرى»، تؤكد.

الفنان راغب علامة سيقضي عيد الحب مع عائلته في دبي. كان يحضّر لألبومه الجديد المتضمّن أغنيات باللهجتين المصرية واللبنانية، بالإضافة إلى أغنية خليجية قبل الإقفال العام. لن يقدّم إذاً أيّة حفلة، سيكتفي بالتمتع بدفء جيهان وولديه: «العائلة هي الحضن الأدفى والأحبّ والأصدق»، يقول المطرب الذي لا يترك مناسبة لا يتغنى فيها بصفاته «البيتوتية» وعائلته الأقرب الى قلبه.

النجمة الذهبية نوال الزغبي تعتبر الموسيقى والغناء انجع السبل لتحدي الآفات والمصائب، ولهذا السبب حرصت على إهداء جمهورها في عيد الحب أغنيتها الجديدة «عقلي وقف» من كلمات أحمد حسن راؤول وألحان أحمد زعيم. «انها عيديتي للناس وجرعة حبّ وأمل للبنانيين والشعب العربي في هذه الظروف الأليمة». «فلنواجه الفيروس بإيماننا بنفسنا وبيقيننا بأنّ الغد أفضل من اليوم».



نقولا الأسطا



عامر زيان




الأسطا وزيان

بدوره يشير الفنان نقولا الأسطا الى أنّ فكرة تقديم حفلة في عيد الحب كانت مطروحة لديه، لكنّ شروط الإغلاق وما حصل بعد عيد رأس السنة من ارتفاع مروّع لعدد الاصابات علّق المشاريع كلّها، فالحفلات والمهرجانات تتطلّب تدابير صحية مشدّدة وقد أخفق اللبنانيون في هذا المجال. وأسوة بزملائه يمضي الاسطا ليلة فالنتاين مع عائلته على أمل مرور الغيمة السوداء واســـتعادة الحياة الطبيعية.

الفنان عامر زيّان موجود مع عائلته في كندا ويعتبر الظروف غير مؤاتية لإقامة حفلات لعيد الحب فالسلامة الصحية تحتل الأولية. «أنا ضد السهرات الفنية والتجمعات. ألا يكفينا ما حصل من إصابات كارثية بعد سهرات رأس السنة؟»، يعلّق معترضاً. ولا يترك زيان اليأس يتحكم به فهو يحلم بغدٍ أفضل: «أتمنى الخير للبنان وشعبه وبأن تمرّ هذه المصيبة بأسرع وقت وسأعود قريباً الى لبنان لاستكمال تحضيرات ألبومي الجديــــــد مع «روتانا».