بعد تبرئته... هل يقود ترامب "المعارضة الجمهورية"؟

02 : 00

باستطاعة ترامب أن يُصبح "صانع رؤساء" جمهوريين في حال لم يترشّح من جديد (أرشيف - أ ف ب)

أثارت تبرئة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ في إطار محاكمته الثانية بغرض عزله، أسئلة حول ما ينتظر "الزعيم الجمهوري" البالغ 74 عاماً، وما إذا كان ترامب سيقود الحزب المحافظ للسيطرة على الكونغرس بعد سنتَيْن، تمهيداً لاستعادة البيت الأبيض في انتخابات العام 2024.

وبينما ندّد ترامب بما وصفه "حملة شعواء" ضدّه، تطرّق إلى "المستقبل"، قائلاً: "بدأت للتوّ حركتنا التاريخية والوطنية والرائعة لجعل أميركا عظيمة مجدّداً". وأضاف: "الكثير من العمل ينتظرنا وسنخرج قريباً برؤية لمستقبل أميركي مشرق ومتألّق ولا حدود له".

وبالفعل، لم يستبعد ترامب في السابق الترشّح مجدّداً للإنتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، وكان من شأن أي إدانة أن تمنعه من تولّي منصب فدرالي مرّة أخرى. لكن هناك خيارات عدّة مطروحة أمامه، أوّلها قيادة "المعارضة الجمهورية" لعهد الرئيس الديموقراطي جو بايدن للفوز بالإنتخابات النصفية بعد عامَيْن والسيطرة على الكونغرس لتطويق النصف الثاني من إدارة بايدن.

وفي هذا السياق، يتمتّع الرئيس السابق بالقدرة على دعم مرشّحين جمهوريين سيكونون الأوفر حظّاً لكسب تأييد حزبهم بعد دعم ترامب لهم، فيما يستطيع لاحقاً إعتماد المبدأ نفسه لدعم مرشّح رئاسي جمهوري قوي بدلاً منه، ما يوحّد الحزب أكثر لمواجهة الديموقراطيين في انتخابات العام 2024، إذ إنّ قضيّة اقتحام الكابيتول أغرقت ترامب في "دوّامة الإتهام" قد لا يكون الخروج منها بهذه السهولة.

وفيما يُعدّ تصويت الغالبية الساحقة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لصالح تبرئة ترامب مؤشّراً الى نفوذه الذي لا يزال يُحافظ عليه ضمن حزبه ووسط القاعدة الشعبية اليمينية، يرى متابعون أن أفضل سلاح للرئيس السابق حاليّاً هو إدارة اللعبة السياسية من "الخطوط الخلفيّة"، ما سيجعله أقوى مع الوقت من دون استفزاز شريحة واسعة من الناخبين الذين لا يؤيّدونه على الصعيد الوطني.

وهذه الإستراتيجيّة، إن نجحت، قد تجعل منه "صانع رؤساء" جمهوريين في المستقبل، في حين طرحت مجموعة من المسؤولين الجمهوريين السابقين المناهضين لترامب فكرة تأسيس حزب آخر "يميني وسطي"، لكن يُستبعد تبلور الخطوة على أرض الواقع. مما لا شكّ فيه، أن القرار في نهاية المطاف موجود في يد ترامب، الذي سيكون من الصعب عليه تقبّل فكرة الهزيمة الإنتخابية من دون خوض غمار التحــدّي الرئـاسي مرّة جديدة.

وبعدما خيّمت المحاكمة الرامية إلى عزل ترامب على بداية عهد بايدن الرئاسي، سيكون الآن بإمكان مجلس الشيوخ التحرّك سريعاً لتثبيت الشخصيات التي عيّنها بايدن في إدارته والعمل على أجندته التشريعية، فيما تُواجه البلاد الأزمة الناجمة عن "كوفيد 19" وتداعياتها الاقتصادية الشديدة.


MISS 3