لجنة دوليّة تتّهم المتحاربين بارتكاب "جرائم مروّعة" في سوريا

02 : 00

معارضون سوريّون يتظاهرون في إدلب أمس تحت عنوان "لا شرعية للأسد وانتخاباته" (أ ف ب)

فيما لا يزال الملف السوري يشغل بال المنظّمات الأممية والحقوقية حول العالم، خلص تقرير للأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 10 سنوات من الحرب في سوريا قد وسمت الصراع الدموي بأبشع الإنتهاكات للأعراف الدولية وقوانين حقوق الإنسان، بما في ذلك حدوث أنواع من "الإبادة الجماعية".

وبحسب موقع "صوت أميركا"، فقد أكد التقرير الذي أعدّته لجنة التحقيق الدولية المستقلّة في شأن سوريا، عدم امتلاك أي طرف من أطراف الصراع "أيادي نظيفة" في الحرب الطاحنة، التي تستعدّ لدخول عامها الحادي عشر في منتصف آذار المقبل.

واتهمت لجنة التحقيق كلّ القوى المتحاربة بارتكاب "جرائم مروّعة" لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأجل أو بذريعة محاربة الإرهاب، مشيرةً إلى أن معظم الضحايا هم من المدنيين السوريين، في حين أوضح رئيس اللجنة باولو بينهيرو أن الأطفال والنساء والرجال دفعوا ثمن دموية حكومة استبدادية وحشية أطلقت العنان لعنف ساحق بغرض قمع المعارضة.

وإذ اعتبر بينهيرو أن "التمويل الأجنبي الإنتهازي وتزويد الأطراف المتحاربة بالأسلحة وأشكال أخرى من الدعم، قد أدّى إلى تأجيج نيران المحرقة التي يراها ويُراقبها العالم بصمت"، رأى أن "غياب الإجراءات الحاسمة من قبل المجتمع الدولي أدّى إلى تغذية ثقافة الإفلات من العقاب التي انتشرت وتطوّرت داخل سوريا".

كما ندّد التقرير باللجوء إلى أساليب وتكتيكات غير إنسانية من قبل كلّ الأطراف المتحاربة، لتحقيق مكاسب إقليمية على حساب الشعب السوري، موثقاً الحملات الجوّية العنيفة التي شنّها النظام السوري وحليفه الروسي، ولافتاً إلى أنه جرى تأكيد استخدام قوّات الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية 38 مرّة.

وأشار التقرير أيضاً إلى حدوث هجمات عشوائية بقذائف الهاون والصواريخ ضدّ المدنيين من قبل بعض فصائل المعارضة، بالإضافة إلى هجمات إرهابية نفّذتها جماعات إسلامية متطرّفة أودت بحياة الكثير من الأبرياء. كذلك، دعت اللجنة إلى بذل جهود دولية أكبر لإنهاء الصراع ووضع البلاد على طريق السلام والعدالة، لكنّها حذّرت في الوقت عينه من أن السلام الدائم في سوريا لن يكون ممكناً إذا لم تجرِ تلبية مطالب الضحايا بالعدالة والمساءلة.

وفي الأثناء، خرجت تظاهرة ضمّت المئات من أهالي إدلب والمهجّرين إليها في ساحة "السبع بحرات" وسط مدينة إدلب تحت عنوان "لا شرعية للأسد وانتخاباته"، وهتف المتظاهرون بشعارات تمسّكت بمبادئ الثورة السورية وطالبت بإسقاط النظام السوري، كما بإسقاط "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، واتهموه بـ"الصعود على أكتاف الشعب السوري"، بحسب ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وعلى صعيد آخر، وصلت الشابة الإسرائيلية التي اعتقلتها قوّات النظام السوري إلى الدولة العبرية قادمة من موسكو، عقب صفقة لتبادل الأسرى بين تل أبيب ودمشق، فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شكره على استجابة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مرّة أخرى للجهود لاستعادة مواطنين إسرائيليين إلى البلاد"، مؤكداً أن "إسرائيل قامت دائماً وستقوم دائماً بكلّ ما بوسعها من أجل استعادة مواطنيها".


MISS 3