حذّر من تهديدات روسيا والصين

بايدن يُعلن عودة التحالف العابر للأطلسي

02 : 00

بايدن خلال إلقاء خطابه أمام مؤتمر ميونيخ للأمن أمس (أ ف ب)

في خطاب سعى من خلاله إلى إعادة ترسيخ موقع الولايات المتحدة في القيادة الدولية ضدّ ما وصفه بالهجوم العالمي على الديموقراطية، تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن أمام مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن أمس بـ"عودة التحالف بين ضفتَيْ الأطلسي". وشدّد بايدن، الذي أدلى بأوّل خطاب دولي كبير له حول السياسة الخارجية منذ أن أصبح رئيساً في كانون الثاني، على أنّ حلفاء الولايات المتحدة التقليديين يجب أن يثقوا مرّة أخرى في قيادة واشنطن. وترافق خطابه الذي ألقاه عبر الإنترنت بسبب الأزمة الوبائية، مع ترحيب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالعودة إلى "التعددية".

وقال الرئيس الأميركي بلغة حازمة من البيت الأبيض: "أتحدّث إليكم اليوم كرئيس للولايات المتحدة، في بداية إدارتي، وأبعث برسالة واضحة إلى العالم: الولايات المتحدة عادت، لقد عاد التحالف العابر للأطلسي"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة مصمّمة وعازمة على إعادة التعامل مع أوروبا والتشاور معكم واستعادة مكانتنا المتمثلة في القيادة الموثوقة".

وإذ أوضح بايدن، الذي تحدّث في وقت سابق إلى قادة "مجموعة السبع"، أنه لا ينوي "العودة إلى تكتّلات الحرب الباردة الجامدة"، لفت إلى ضرورة عمل الأسرة الدولية سوياً على مسائل مثل الجائحة والتغيّر المناخي، حتّى مع وجود اختلافات عميقة حول قضايا أخرى. كما أشار إلى أن عودة الولايات المتحدة، اعتباراً من الجمعة، إلى اتفاقية باريس للمناخ دليل على نوايا واشنطن.

كذلك، حذّر بشدّة من التهديدات التي تُشكّلها روسيا والصين، وقال: "الكرملين يُهاجم ديموقراطيّاتنا... يستخدم الفساد كسلاح لمحاولة تقويض نظام حكمنا"، مضيفاً: "يسعى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إلى إضعاف المشروع الأوروبي وحلف شمال الأطلسي".

وتابع في السياق ذاته: "يُريد تقويض الوحدة عبر الأطلسي وعزيمتنا، إذ إنّه من الأسهل بكثير بالنسبة إلى الكرملين الترهيب وتهديد الدول وحيدة، بدلاً من التفاوض مع مجتمع عابر للأطلسي قوي وموحّد"، فيما حضّ حلفاء بلاده على العمل معاً أيضاً لمواجهة التحدّيات السياسية والاقتصادية الصينية.

وفي هذا الصدد، قال بايدن: "علينا الإستعداد معاً لمنافسة استراتيجية بعيدة الأمد من الصين... علينا ضمان أن تتمّ مشاركة فوائد النمو بشكل واسع وبالتساوي، ليس من قبل البعض فقط"، معتبراً أنّه "يُمكننا مواجهة انتهاكات الحكومة الصينية الاقتصادية والإكراه وتقويض أُسس النظام الاقتصادي العالمي". وأكّد كذلك أنّ "الشركات الصينية يجب أن تخضع لنفس المعايير" الشديدة التي تُواجهها الشركات الأميركية والأوروبّية الموجودة في الصين. وحظي النهج الذي طرحه بايدن بردّة فعل جيّدة في أوروبا.

من جهته، طالب الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ الحلفاء الغربيين وشركاءهم بإقامة علاقات أقوى في مواجهة "عواقب" صعود الصين على الأمن عبر الأطلسي، وقال خلال المؤتمر إن "صعود الصين يُعدّ مسألة مصيرية بالنسبة إلى المجتمع الأطلسي مع عواقب محتملة على أمننا وازدهارنا وأسلوب حياتنا".

من ناحيته، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن على أوروبا أن تُكثف جهودها لضمان أمنها، قائلاً: "إذا كنّا نعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة داخل "حلف شمال الأطلسي"، فيُمكننا أن نضع أنفسنا في موقف أنّنا لم نعُد نتمتّع بالحماية على حدودنا".


MISS 3