باشاغا ينجو من محاولة اغتيال قرب طرابلس الليبيّة

02 : 00

إسم باشاغا متداول لتولّي حقيبة الداخلية في حكومة دبيبة (أرشيف - أ ف ب)

في هجوم يُثير مخاوف من تجدّد العنف في خضم مسار انتقال سياسي، نجا وزير الداخلية الليبي النافذ فتحي باشاغا من محاولة اغتيال قرب العاصمة طرابلس أمس. وتعرّض موكب الوزير لرصاص أطلقه "3 مسلّحين من سيارة دفع رباعي" أثناء مروره في منطقة جنزور على مسافة 10 كلم غرب طرابلس، وفق ضابط في وزارة الداخلية.

وقال الضابط لوكالة "فرانس برس": "قام حرّاس الموكب بقطع الطريق الساحلي، وتبادلوا إطلاق النار معهم، ما أدّى إلى إعطاب سيارتهم ومقتل مسلّح، فيما تم القبض على اثنين آخرَيْن".

وتابع: "لم يتعرّض الوزير باشاغا لأي أذى، وسجّلت إصابة أحد الحرّاس وهو بحالة جيّدة". كما أوضح أن الوزير كان في طريق العودة من زيارة روتينيّة إلى مقرّ وحدة أمنية جديدة تتبع وزارته، بينما أشارت وزارة الداخلية من جانبها إلى أنّه كان متوجّهاً إلى مقرّ إقامته في جنزور.

وإذ كشف مصدر مقرّب من باشاغا أن المهاجمين الثلاثة يتحدّرون من مدينة الزاوية الواقعة على مسافة 50 كلم غرب طرابلس، لفت إلى أن المسلّح الذي قُتِلَ يُدعى رضوان الهنقاري. وسُمِعَ تبادل إطلاق نار كثيف بوضوح لمدّة دقائق في الطريق الساحلي لمدينة جنزور قرابة الساعة الثالثة ظهراً بالتوقيت المحلّي، أعقبه هدوء. وفي ردود الفعل، دانت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا محاولة الإغتيال، وأعرب السفير ريتشارد نورلاند عن "غضب الولايات المتحدة من الهجوم". وأشارت إلى أن نورلاند تحدّث مع باشاغا هاتفياً، موضحةً أن "تركيز الوزير باشاغا على إنهاء نفوذ الميليشيات المارقة يحظى بدعمنا الكامل"، ودعت إلى "إجراء تحقيق سريع لتقديم المسؤولين إلى العدالة". واستنكر المجلس الرئاسي الجديد ورئيس الحكومة الليبية المكلّف عبد الحميد دبيبة حادث إطلاق النار على موكب باشاغا، وطالبا بضبط النفس وضرورة إجراء تحقيق شفاف لمحاسبة المتورّطين بإطلاق النار على الموكب.

وباشاغا وزير في حكومة "الوفاق الوطني" التي يرأسها فايز السراج وتتّخذ من طرابلس مقرّاً لها، وقد انتهت ولايتها إثر انتخاب سلطة تنفيذية انتقالية. واسم باشاغا متداول لتولّي حقيبة الداخلية في الحكومة التي يعكف عبد الحميد دبيبة على تشكيلها بعد تكليفه في 5 شباط في إطار مسار تسوية سياسية برعاية الأمم المتحدة.

وتدلّ محاولة الإغتيال على استمرار هشاشة الوضع الأمني، وقد جاءت في وقت تتزايد فيه الآمال بتجاوز الإنقسامات والعنف. وعُيّن باشاغا البالغ 58 عاماً على رأس وزارة الداخلية العام 2018، وتبنّى مقاربة تقوم على مكافحة الفساد والإنخرط في ديبلوماسية نشيطة.

ويُعاني الليبيون نتيجة حال الفوضى من تدهور أوضاعهم المعيشية، لا سيّما بعد توقف تصدير النفط الذي يُمثل المورد الرئيسي للبلاد، لأشهر عدّة. ويوجد نقص في السيولة والبنزين وانقطاعات مطوّلة للكهرباء، إضافةً إلى التضخّم النقدي المتسارع.