لوسي بارسخيان

مستشفيات مدينة زحلة الخاصة خارج الحملة الوطنية للتلقيح

23 شباط 2021

02 : 01

لم يعد أبناء زحلة يشعرون بتمايزها

كشف الجدل الذي أثاره وصول لقاحات "فايزر" الى مستشفى رياق الخاص في منطقة البقاع، واستخدمت خلافاً لجدول الأولويات المحدّدة في مواجهة فيروس "كورونا"، عن لائحة صارت سارية بالنسبة للمستشفيات الخاصة التي ستعتمد كمراكز تلقيح في منطقة قضاء زحلة، الى جانب مستشفى الياس الهراوي الحكومي.

ووِفقاً لهذه اللائحة، فإنّ مستشفى البقاع في تعلبايا هو المستشفى الخاص الوحيد الذي سيشارك بالحملة الوطنية للتلقيح في منطقة قضاء زحلة خلال المرحلة المقبلة، في مقابل إسقاط مستشفيات "زحلة المدينة" من معادلة تحصين المجتمع، وذلك على رغم مسعيين أُجريا مع وزير الصحة، لإدراج أقدم مستشفيات البقاع وأعرقها في مدينة زحلة، أي مستشفى تل شيحا الخاضع لإدارة أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع الكاثوليكية، من ضمن المواقع المحدّدة للحصول على اللقاحات.

الطلب يبدو منطقياً، ليس فقط لما تشكّله زحلة كمركز للمحافظة من نقطة وسطية بالنسبة لمختلف أبناء القرى المجاورة، وإنّما أيضاً لكون المدينة بحدّ ذاتها تضمّ أكبر تجمّع سكاني في المحافظة، يمكن أن يتسبب إقبال أبنائها وحدهم على اللقاح في المراحل المقبلة، بأزمة إستيعاب في المراكز المعتمدة كمراكز تلقيح.

تعيد مصادر مواكبة للخطة الوطنية للتلقيح أحد أسباب إسقاط تل شيحا من لائحة مراكز التحصين، الى الجدل الذي أثاره توجّه ثلاثة من نواب البقاع بكتاب لوزارة الصحّة كي تشمل الحملة مستشفى تل شيحا، والذي ووجه بإعتراض من إدارة المستشفى على توجيه الكتاب من دون العودة إليها أولاً.

هذا في وقت كشف المستشفى في بيان ردّ فيه على النواب المتحمّسين لإعتماد مركز تلقيح في تل شيحا، عن تواصل جرى من قبل المطران عصام درويش، رئيس مجلس إدارة المستشفى، مع وزير الصحّة لإعتماد تل شيحا كمركز تلقيح.

إلا أنّ تل شيحا عادت عن مساعيها التي تحدّث عنها البيان، وبحسب مدير المستشفى غابي بريدي فإنّ السبب الحقيقي لعدم إبداء المستشفى حماساً آنياً للمشاركة من ضمن حملة التلقيح الوطنية، يعود الى عدم جهوزيته لوجستياً حالياً. وقال: "عتبنا على النواب أنّهم على رغم حسن نواياهم، لم ينسّقوا معنا أولاً للإطلاع على مدى جهوزيتنا".

وبحسب بريدي "موضوع إنضمامنا الى الحملة مؤجّل حالياً، وقد ارتأينا أننا نحتاج لدراسته بشكل أفضل، خصوصاً أنّ بعض المواصفات الموضوعة لتأمين اللقاح، ستتطلّب تخصيص مساحات وغرف خاصة لعملية التلقيح، والى تفريغ أعداد من الممرّضات والممرّضين بالقسم، بالإضافة الى الحاجة لوجود دائم للأطباء".

أحد أسباب تراجع هذا الحماس قد يكون أيضاً الإقبال المحدود للبقاعيين على منصّة وزارة الصحة للحصول على اللقاح. ووِفقاً للأرقام الأخيرة التي كشفها وزير الصحّة عن أعداد المسجّلين لتلقّي اللقاح في منطقة البقاع، من بين فئة المسنّين المستهدفة بالدرجة الأولى، لم تتجاوز الخمسة بالمئة من مجمل المسجّلين على منصّة اللقاح على مختلف الأراضي اللبنانية، ممّا يبقي المهمّة سهلة على مستشفى زحلة الحكومي ومستشفى البقاع الذي انضمّ الى الحملة ايضاً.

إلا أنّ الأسف في زحلة هو على الفراغ الذي يخلّفه غياب المدينة بالنسبة لتبنّي هذه الحملة وإحتضانها في زحلة، والذي برأي البعض يمعن بنقل دور زحلة الى خارجها، بحيث لم يعد أبناء المدينة يشعرون بتمايزها كما في السابق، ويخشون من تبدّد هذا التمايز كلّما تراجع البحث عن تقديم "قيمة مضافة" في الخدمات التي توفّرها صروح المدينة. فيما الظرف برأيهم يتطلّب تكثيف الجهود للحفاظ على الأدوار والمواقع.


MISS 3