كينشاسا اتّهمت المتمرّدين الهوتو الروانديين

مسلّحون يغتالون السفير الإيطالي في شرق الكونغو

02 : 00

استُهدف موكب برنامج الأغذية العالمي أثناء زيارة قرب غوما أمس (أ ف ب)

قُتِلَ سفير إيطاليا لدى كينشاسا لوكا أتانازيو وشخصان آخران بالرصاص خلال هجوم مسلّح مفاجئ استهدف موكب برنامج الأغذية العالمي، أثناء زيارة قرب غوما في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية المضطرب أمس.

وتوفي أتانازيو (43 عاماً) متأثراً بجروح أُصيب بها، حين تعرّض الموكب الأممي لإطلاق رصاص قرب غوما أثناء زيارة ميدانية، فيما أكّدت الحكومة الإيطالية مقتله وأشارت إلى مقتل الشرطي فيتوريو ياكوفاتشي بالإضافة إلى سائق.

واستنكر الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ما وصفه بـ"الهجوم الجبان"، معتبراً أن "الجمهورية الإيطالية في حداد على موظّفي الدولة الذين فقدوا حياتهم أثناء ممارسة مهامهم"، مندّداً بـ"عمل عنيف" نُفّذ ضدّ موكبهم، بينما طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من جمهورية الكونغو الديموقراطية "التحقيق بسرعة" في الهجوم.

كذلك، أعرب وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو عن "حزنه العميق واستيائه الشديد"، معلناً قطع مشاركته في اجتماع مع نظرائه الأوروبّيين في بروكسل ليعود إلى روما على وجه السرعة. وأضاف أنّ "ملابسات هذا الهجوم الوحشي لم تُعرف بعد ولن ندخر جهداً في تسليط الضوء على ما حدث".

من جهتها، قدّمت نظيرته الكونغولية ماري تيريز تومبا نزيزا تعازي حكومة بلادها إلى إيطاليا على هذه "الخسارة الكبيرة"، متعهّدةً في تسجيل فيديو تمّ توزيعه على وسائل الإعلام بأن تبذل الكونغو الديموقراطية "كلّ ما بوسعها للكشف عمّن يقف وراء هذه الجريمة المخزية".

ولاحقاً، اتهمت الداخلية الكونغولية المتمرّدين الهوتو الروانديين بالوقوف خلف الهجوم. وقالت في بيان: "تعرّض موكب لبرنامج الأغذية العالمي لهجوم مسلّح شنّه أفراد من القوّات الديموقراطية لتحرير رواندا"، في إقليم شمال كيفو، مشيرةً إلى خطف 4 أشخاص خلال الهجوم، تمّ العثور على واحد منهم.

وأضاف البيان أن جنوداً من الجيش الكونغولي عثروا على أحد المخطوفين، وهم "يواصلون تمشيط" المنطقة. ولفتت الوزارة كذلك إلى أنّ "أجهزة الأمن وسلطات الإقليم لم تتمكّن من توفير تدابير خاصة لضمان أمن الموكب، ولا مساعدته لعدم توافر معلومات حول وجوده في هذا القسم من البلاد، رغم أنّه معروف بأنّه مضطرب".

وأكد البيان مقتل أتانازيو في الهجوم، وكذلك حارسه الشخصي الإيطالي وسائق كونغولي يعمل لحساب برنامج الأغذية العالمي. وأوضح أن السفير الإيطالي "أُصيب بالرصاص في بطنه" و"أسعفه حرّاس المعهد الكونغولي للحفاظ على الطبيعة" في حديقة فيرونغا. ونُقِلَ بعدها إلى مستشفى بعثة الأمم المتحدة في الكونغو (مونوسكو) في غوفا، حيث توفي متأثّراً بجروحه.

وشغل أتانازيو منصب سفير إيطاليا في الكونغو الديموقراطية منذ تشرين الأوّل 2019، بعد أن وصل إلى البلاد في 2017 كرئيس بعثة، بحسب سيرته الذاتية الرسمية. وأكّد برنامج الأغذية العالمي أن أتانازيو كان في مهمّة لتقصّي الحقائق مع وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة.

والكونغو الديموقراطية بلد شاسع بحجم أوروبا الغربية القارية، وهي تشهد نزاعات عدّة، لا سيّما في شرقها النائي الغني بالمعادن. وتنشط عشرات الميليشيات في المقاطعات الشرقية الأربع، وكثير منها شكّلت إثر حروب في تسعينات القرن الماضي، اجتاحت دولاً حول وسط وجنوب أفريقيا وأودت بحياة الملايين.