واشنطن تحذّر طهران من "هجمات العراق" وتردّ على خامنئي: لن نُغيّر موقفنا

02 : 00

خامنئي متحدّثاً أمام مجلس خبراء القيادة في طهران أمس (أ ف ب)

بعدما هدّد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، متعهّداً بألّا ترضخ بلاده للضغوط، وملوّحاً بأنّ الجمهورية الإسلامية يُمكنها تطوير السلاح النووي لكنّها لا تُريد ذلك، و"لن تُغيّر نهجها" من الإتفاق النووي، جاءه الردّ سريعاً من البيت الأبيض على لسان المتحدّثة باسمه جين ساكي التي حسمت موقف واشنطن، مؤكدةً أنّ بلادها لن ترفع العقوبات عن طهران قبل نتائج الحوار معها، ومعتبرةً أن تصريحات خامنئي "لن تُغيّر من موقفنا تجاه إيران".

وإذ رأت ساكي أن "الديبلوماسية هي السبيل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي"، حذّرت في الوقت عينه من أن "اتخاذ خطوات خارج هذا الإطار خيار مطروح". وفيما أوقفت طهران رسمياً العمل بالبروتوكول الإضافي الذي يسمح بالزيارات المفاجئة لمفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حضّت الخارجية الأميركية إيران على "الإلتزام التام" بعمليات التفتيش لنشاطاتها النووية، مبديةً قلقها حيال "الإتفاق الموَقت" الذي تمّ التوصّل إليه بين طهران والوكالة الذرية.

كما حذّرت واشنطن من أنّها ستُحمّل إيران "المسؤولية" عن أفعال وكلائها في العراق، وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس بعد ساعات على إطلاق صواريخ في اتّجاه السفارة الأميركية في بغداد أمس: "سنُحمّل إيران المسؤولية عن أفعال أتباعها الذين يُهاجمون الأميركيين" في العراق، موضحاً في الوقت ذاته أن القوّات الأميركية ستتجنّب المساهمة في "تصعيد يصبّ في مصلحة إيران"، بينما اعتبر البنتاغون أن "الهجمات على سفارتنا في بغداد خطرة، ولدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا".

وفي سلطنة عُمان، كان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي قد دعا إيران في وقت سابق إلى عدم القيام بأي "استفزاز" راهناً، بينما تتكثف محاولات إحياء الإتفاق النووي. وقال لوكالة "فرانس برس" في مسقط: "أظنّ أن هذا وقت مناسب للجميع للتصرّف بحيطة وحذر، وترقّب ما سيحدث". لكنّه شدّد على أنّه "رغم ذلك، أظن أنّنا سنكون مستعدّين لأي احتمال".

من جهته، أبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "تفاؤلاً حذراً" إزاء احتمالات إحياء المفاوضات الرامية لإنقاذ الإتفاق النووي الإيراني. ورأى بوريل عقب اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن "الإتفاق الموَقت الذي تمّ التوصّل إليه بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يُتيح للوكالة المستوى الكافي من التفتيش والمراقبة خلال الأشهر المقبلة، ويُعطي فرصة لإحياء المسار الديبلوماسي".

وبعدما تمّ بحث "النووي" خلال محادثات عبر الفيديو أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظرائه الأوروبّيين أمس، قال بوريل: "أنا متفائل بحذر، لكنّي غير قادر على ضمان التوصّل إلى نتيجة في هذه المرحلة"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول فحوى المحادثات.

وكان بلينكن قد أكد في وقت سابق أمام مؤتمر الأمم المتحدة حول نزع السلاح أن بلاده تسعى إلى "إطالة وتعزيز" الإتفاق النووي مع إيران، وقال: "بالعمل مع الحلفاء والشركاء، سنسعى إلى إطالة وتعزيز خطّة العمل الشاملة المشتركة ومعالجة المجالات الأخرى المثيرة للقلق، بما في ذلك السلوك الإيراني الإقليمي المزعزع للإستقرار، وتطوير الصواريخ الباليستية وانتشارها"، فيما دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى "إنقاذ الإتفاق النووي".

تزامناً، صوّت البرلمان الإيراني بالإجماع على رفض اتفاق الرئيس الإيراني حسن روحاني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما هدّدت لجنة الأمن في البرلمان بمحاكمة روحاني إذا لم يُمزّق الإتفاق مع الوكالة الذرية، بينما رأت الخارجية الإيرانية أن الزيارة التي قام بها المدير العام للوكالة رافايل غروسي إلى طهران أفضت إلى تحقيق "انجاز ديبلوماسي مهمّ جدّاً وانجاز تقني مهمّ جدّاً".

يمنياً، توجّه المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى الخليج بهدف إنهاء الحرب الدامية، فيما يواصل المتمرّدون الحوثيون المدعومون من طهران هجومهم للسيطرة على مأرب، آخر موطئ قدم للحكومة المعترف بها دولياً في شمال البلاد.

وعلى صعيد آخر، خفّفت إيران عقوبة الرجل الإيراني - الأميركي باقر نمازي، وهو مسؤول سابق في اليونيسف، إلى المدّة التي قضاها بالفعل قبل عام بسبب مشكلاته الطبّية الخطرة. لكنّها منعته من مغادرة أراضيها، بحسب ما أفاد ابنه الذي حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن على إعطاء أولوية للقضية.

إلى ذلك، وقّعت شركة "نمر" الرائدة في إنتاج الآليات العسكرية المدولبة اتفاقية تعاون مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، وذلك بهدف إنشاء إطار عمل للتعاون المستقبلي لاستكشاف الفرص لآلية جيس ذات الدفاع الرباعي في السعودية. وجرى التوقيع على هامش معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس 2021)، الذي ينعقد حتّى 25 شباط في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك).