نتنياهو وغانتس يُحذّران إيران و"حزب الله"

واشنطن: طهران تستخدم وكلاءها لممارسة الإرهاب

02 : 00

غانتس يرد على تهديدات نصرالله من شمال إسرائيل: "النتيجة ستكون مؤلمة" (أ ف ب)

في الوقت الذي لا تزال فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنتهك تعهّداتها "النوويّة" وتُرسل رسائلها "المسيّرة" و"الصاروخية" في أكثر من اتجاه في الشرق الأوسط لتحسين شروطها التفاوضية على مائدة الكبار، أعرب المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي عن قلق وزارة الدفاع الأميركية من استخدام طهران وكلائها في المنطقة لزعزعة الإستقرار والأمن وممارسة الإرهاب، معتبراً أن لدى إيران سجلاً حافلاً من الأنشطة الخبيثة.

وإذ أكد المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة لا تزال ترغب في التعامل مع هذه الأنشطة الخبيثة بالطرق المناسبة ولا تتهرّب من التحدّيات الأمنية التي تفرضها إيران في المنطقة، رفض تحميل أي جهة مسؤولية الإعتداءات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت أربيل والمنطقة الخضراء في العراق. لكنّه أشار في الوقت عينه إلى أن الميليشيات التي تدور في فلك إيران استخدمت أسلحة وصواريخ إيرانية في اعتداءات سابقة في العراق.

وفي الأثناء، دعت الخارجية الأميركية إيران إلى التنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دون تأخير، معبّرةً عن ثقتها بإجراءات الوكالة الدولية. وشدّدت على أنّه يجب تضمين قضايا أخرى، بما فيها الصواريخ الباليستية، على طاولة الحوار مع إيران، مشيرةً إلى أن هذا يأتي "بعد تشاورنا مع الأوروبّيين"، بحيث "أصبحنا ننطلق من أرضية مشتركة واحدة في الملف النووي الإيراني".

وفي الغضون، عبّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير عن قلقها الشديد حيال إمكانية وجود مواد نووية في موقع غير مصرّح به في إيران. وكتبت الوكالة في التقرير أن "وجود جزئيات من اليورانيوم الناجمة عن نشاط بشري، غير مصرّح بها من جانب إيران، يعكس بشكل واضح وجود مواد نووية و/أو معدّات ملوّثة بمواد نووية في هذا المكان".

وأضافت الوكالة: "بعد 18 شهراً، لم تُقدّم إيران بعد التفسيرات اللازمة والكاملة والتقنية الموثوقة"، مشيرةً إلى أن مديرها العام رافايل غروسي أعرب مجدّداً عن "قلقه حيال غياب التقدّم" في هذه المسألة. والموقع هو مستودع في توركز آباد في العاصمة الإيرانية.

أوروبّياً، أعربت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك عن "أسفها العميق" لقرار إيران الحدّ من زيارات مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشدّدةً على "طابعه الخطر". ودعا وزراء خارجية الدول الثلاث طهران إلى "وقف كلّ التدابير التي تُقلّص الشفافية والرجوع عنها والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". كما أكد الوزراء أن هدفهم "يبقى الحفاظ على الإتفاق ودعم الجهود الديبلوماسية التي تُبذل (للتوصّل) إلى حلّ تفاوضي يُتيح عودة إيران والولايات المتحدة إلى الإحترام الكامل لإلتزاماتهما".

توازياً، وقّع أعضاء جمهوريّون في مجلس النوّاب الأميركي رسالة يُطالبون فيها إدارة الرئيس جو بايدن بعدم رفع العقوبات عن إيران. وقاد النائب جون كاتكو، العضو المنتدب في لجنة مجلس النوّاب للأمن الداخلي، أعضاء اللجنة في مناشدة بايدن لإعادة النظر في رفع العقوبات عن إيران.

وجاء في الرسالة الموقّعة من 20 نائباً، أن طهران قدّمت دعماً متكرّراً لأعمال الإرهاب وأظهرت تجاهلاً صارخاً لأي إجراءات تقييدية تفرض على البرنامج النووي. وحذّرت الأعضاء من "الآثار الخطرة لمحاولة استرضاء نظام إرهابي على حساب الأمن الوطني والقومي". وتابعت الرسالة: "إنّ سياسة الولايات المتحدة هي عدم السماح لإيران بتطوير أو امتلاك أسلحة نووية... وتُشكّل العقوبات نقطة ضغط مهمّة لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي".

أمّا على الجبهة الإسرائيلية، فقد وجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رسالة شديدة اللهجة إلى طهران، معتبراً أن "النظام الإيراني سيفشل في القضاء على الشعب اليهودي كما فشل أسلافه في تحقيق ذلك". وقال: "عشية حلول عيد المساخر (بوريم) أقول للذين يلتمسون القضاء علينا، أي إيران وأتباعها في الشرق الأوسط... قبل 2500 عام سعى عدوّ فارسي آخر لإبادة الشعب اليهودي، وكما فشل آنذاك، فإنّكم ستفشلون في أيّامنا هذه".

وأضاف نتنياهو: "لن نسمح لنظامكم المتطرّف والعدواني بامتلاك الأسلحة النووية، إذ لم نقطع مشواراً استغرق آلاف السنين عبر الأجيال المتعاقبة للعودة إلى أرض إسرائيل، لنسمح لنظام الملالي الواهم بأن يقضي على قصّة نهضة الشعب اليهودي"، مشدّداً على أن حكومته "لا تُعوّل على أي اتفاق مع نظام متطرّف كنظامكم، وقد شاهدنا بالفعل مدى جدوى الإتفاقات التي أُبرمت مع الأنظمة المتطرّفة أمثال نظامكم". وتابع: "بغض النظر عمّا إذا كان هناك اتفاق من عدمه، فإنّنا سنبذل كلّ ما في وسعنا من جهود في سبيل منع تزوّدكم بأسلحة نووية".

وحول الوجود العسكري الإيراني في سوريا، أكد نتنياهو أنّه لن يسمح للجمهورية الإسلامية بالتموضع في سوريا ولن يقبل بصواريخ دقيقة في سوريا ولبنان، مهدّداً بأنّ "الردّ سيكون ساحقاً آلاف الأضعاف على أي تهديد"، في وقت حذّر فيه وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس "حزب الله" من القيام بـ"أفعال عدائية"، لأنّ نتيجتها ستكون وخيمة.

وخلال جولة تفقدية على الفرقة 91 المرابطة على الحدود مع لبنان، حذّر غانتس من أنّه "إذا تحوّلت تهديدات (السيد حسن) نصرالله و"حزب الله" إلى أفعال، فإنّ النتيجة ستكون مؤلمة للحزب وقادته، وللأسف أيضاً على مواطني لبنان الذين يستخدمهم "حزب الله" دروعاً بشرية، ويُخفي الأسلحة والصواريخ تحت منازلهم". كما تفقّد غانتس البلدات الحدودية، مؤكداً لرؤساء هذه البلدات أن "تعزيز هذه المنطقة الجميلة من البلاد، ستُعطى الأولوية لحماية الشمال الذي هو جزء من قوّتنا في مواجهة أعدائنا".

وفي المقابل، هدّد قائد مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوّي الإيراني اللواء غلام علي رشيد بأنّ إسرائيل "ستدفع ثمن الخطأ في حساباتها الإستراتيجية"، معتبراً أنّ "الكيان الصهيوني يسعى إلى زعزعة الإستقرار بتحريضه أميركا على الحرب وقتل جنود أميركيين في المنطقة".

وعلى صعيد آخر، اتفقت كوريا الجنوبية وإيران على اتخاذ خطوات من شأنها أن تُفسح المجال للإفراج عن مبالغ مالية مرتبطة بالنفط تُقدّر بمليارات الدولارات، وفق ما أفادت سيول، لكنّها أشارت إلى أن الإتفاق سيحتاج إلى موافقة واشنطن، في حين اتّهمت المقرّرة الأممية الخاصة المعنية بالقتل خارج نطاق القانون والإعدام التعسّفي أنييس كالامار، إيران، بإطلاق أكاذيب في شأن أخطاء ارتُكبت في كانون الثاني 2020 أدّت إلى إسقاط طائرة مدنية أوكرانية قرب طهران بصاروخَيْن.


MISS 3