روي أبو زيد

هبة القوّاس: إغتيال لقمان سليم قتلنا جميعاً

25 شباط 2021

02 : 00

رائدة أوبرالية تقدّم أعمالاً فنية تمزج بين إبداع الموسيقى الغربية وشجن اللحن الشرقي. "نداء الوطن" تواصلت مع السوبرانو د.هبة القواس في حوار تناول مواضيع مختلفة، وصولاً الى إغتيال المفكّر لقمان سليم ووضع الفن الحالي في لبنان والعالم العربي.

ما رأيك بالوضع الفني الحالي في لبنان؟

ظاهرياً هناك انهيار فكري وثقافي واستخفاف بالرأي العام إزاء ما يتمّ تقديمه. لكن باطنياً، هناك إبداع نوعي يحصل في أنواع الإبداع كافة من موسيقى وغناء وتمثيل ومسرح ورسم وغيرها في لبنان وحتى عالمياً. هناك نوابغ تبرز أخيراً وستظهر مواهبها مع مرور الأيام. لذا يجب المحافظة على إرثنا الفني وإنقاذه.

لكن كيف يمكننا إيقاف هذا الإنهيار الفني في لبنان؟

علينا أن نتعاون في المجالات كافة أن نجلس مع بعضنا البعض كمطربين ورسامين ومسرحيين، يجب أن نمدّ جسور التواصل مع بعضنا البعض، إذ كلّ منا يشعر بالوحدة لدرجة أنّه قطع خيوط التواصل والإتصال. علينا كلّما زاد البعد أن نقرّب المسافة ولو تكنولوجياً في زمن "الكورونا"، قبل تعزيز العلاقة المباشرة بين بعضنا البعض. يجب دقّ ناقوس الخطر بتقديم الأعمال الجديدة والمليئة بالفرح والإيجابية. أهمية لبنان في المنطقة أنّ القدرات الفردية مرتفعة نسبة لعدد السكان، لذا هذا الإنفتاح على المنطقة يغنيها بقدراتنا ويغنينا بقدراتها. أعتقد أننا يجب أن نمدّ يدنا لمصر، سوريا، الإمارات، السعودية، الكويت، قطر وبالطبع المغرب العربي موروث الأندلس قمة حضارتنا العربية. يجب صهر هذه العوامل كافة من خلال التعاون والإبداع.





لماذا لا تطلقين هذه المبادرة؟

أطلقها عبر منبركم، إذ يجب أن نرفع الصوت لنقترب من بعضنا البعض. علينا أن نمسك بهذه الشعلة لنكون يداً واحدة تعزّز الفن والثقافة والإبداع. ويجب أن نسخّر التكنولوجيا كي نتفاعل مع بعضنا ونكون أحراراً بدلاً من تحويلها الى متحكّم بمصيرنا.

ما هو موقفك من الإغتيالات الثقافية ورحيل المفكّر لقمان سليم؟

نعيش إحباطاً بإغتيال سليم الصديق وشقيقته رشا قريبة جداً مني. نشعر بهذا الإغتيال الثقافي حين تتقلّص أساليب وصول الفكر الى الناس بشكل عام. شعرت بأنه إغتيال لي ولكلّ مثقّف ومفكّر. مقتل سليم ليس سياسياً فحسب، فالسياسة متحرّكة وآنية ومتبدّلة بين ليلة وضحاها، لكنّ إجهاض الفكر يقتل مستقبلاً إنسانياً بأكمله وفي العالم أجمع!

نحن كنا مطبعة الشرق وأصبحنا اليوم ملهى الشرق، صدّرنا الفكر للعالم لنصبح اليوم بلد السيليكون! هذه علامات حسيّة على إضمحلال الثقافة من مجتمعنا المحلي. شعرت مع إغتيال لقمان بالخطر الكامل، إذ يعمد البعض الى تحويل الإنسان لعبد ولكن بإسم الحرية!

نحن لم نحزن على وفاة شخص فحسب بل المشهدية صعبة جداً لما آل إليه الإنسان في عمقه. حان الوقت كي نتعاون ونجعل الفكر هو الناطق الوحيد بإسمنا ونطلق العنان لحرية ثقافتنا كي نبدع أكثر فأكثر. تجدر الإشارة الى أنّ إنفجار الرابع من آب، مقتل لقمان، الإنهيار الإقتصادي هي وسائل تسرّع الإنفجار الذي سيولّد المعجزة! أنا أشكر المسؤولين لمساهمتهم باحتقان الشعب كي ينفجر وينقلب السحر على الساحر.

لمن تتوجهين لتغيير الوضع الحالي؟

أتوجّه الى المثقفين والمبدعين، فالمفاتيح معنا كي نتغيّر إذ كما تكونون يولّى عليكم. على كلّ لبناني أن يتغيّر، فكيف يمكنك مثلاً أن تعرف أنّ الـIvermectin، وهو الدواء الذي قد يعالج المُصاب بفيروس "كورونا" سعره 70 ألف ليرة لبنانية في السوق السوداء بعدما كان بـ6000 ليرة ولا تحرّك ساكناً؟ ماذا سنفعل لو أصبحنا في موقع المسؤولية؟ قد يفرح اللبناني بدخوله دائرة الفساد هذه، ولا يتنبّه أنّ العقبة تنعكس على حياته وعمره وأولاده. أيها اللبنانيون تَغيّروا كي تُغيّروا واجعلوا ولاءكم للبنان والإنسانية!