التظاهرات مستمرّة... وأعمال عنف في رانغون

لندن تستهدف قائد الجيش البورمي بالعقوبات

02 : 00

تظاهرة طلابية ضدّ الإنقلاب العسكري في رانغون أمس (أ ف ب)

فرضت بريطانيا أمس عقوبات على 6 مسؤولين من المجموعة العسكرية في بورما، بينهم قائد الجيش مين أونغ هلاينغ، لدورهم في الإنقلاب العسكري الذي نُفّذ في الأوّل من شباط وأطاح الرئيسة السابقة للحكومة المدنية أونغ سان سو تشي.

ويُضاف العسكريون الستة الذين باتوا ممنوعين من دخول الأراضي البريطانية وإبرام أعمال تجارية مع شركات بريطانية، إلى 19 مسؤولاً بورمياً آخر سبق أن فرضت الحكومة البريطانية عليهم عقوبات بسبب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان.

وأوضح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان أن هذه التدابير "تبعث رسالة واضحة للنظام العسكري البورمي: سيُحمَّل المسؤولون عن انتهاكات حقوق الإنسان المسؤولية وينبغي على السلطات أن تُعيد الحكم إلى الشعب البورمي".

وفي الأثناء، تواجه ناشطون موالون للمجموعة العسكرية في بورما كانوا يحملون خراطيم ومقاليع، مع سكان في رانغون في تصاعد مفاجئ للتوتر. وتظاهر في وسط أكبر مدينة في بورما مئات الناشطين الموالين للجيش، حاملين لافتات كُتب عليها "ندعم قوّاتنا الدفاعية".

وأعطتهم السلطات إذن الوصول إلى معبد "سولي" الرمزي، الواقع على تقاطع رئيسي تمّ إغلاقه في الأيام الأخيرة لمنع المتظاهرين المناهضين للإنقلاب من التجمّع فيه. واندلعت صدامات ظهراً في محيط محطّة القطارات المركزية في رانغون، حيث استهدف الناشطون الموالون للجيش، بعضهم كان يحمل خراطيم وسكاكين ويستخدم المقاليع لرشق الحجارة، السكان الذين يفوق عددهم عدد الناشطين الموالين للجيش. وردّ السكان على الإعتداءات وأوقفوا البعض من أنصار الجيش مِمَّن كانوا يحملون هراوت وسكاكين صغيرة ومقاليع.

وعندما وصلت الشرطة، أمسك مراهقون ونساء أذرع بعضهم لتشكيل درع بشري، خشية أن تُحاول قوّات الأمن توقيف بعض السكان. لكن بعدما ساد بعض التوتر، أبعدت الشرطة في نهاية المطاف المهاجمين.

وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرات مراقبة في المكان وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، رجلاً يحمل سكيناً يُطارد سكاناً في وسط المدينة. وفي محيط الشوارع الرئيسية، كان سكان رانغون يرفعون أوراقاً مالية عند مرور ناشطين موالين للعسكريين ويوجّهون إليهم الاتهامات بأنّهم يتلقون المال من الجيش للتظاهر. وداخل حرم جامعة رانغون، تظاهر طلابٌ بشكل سلمي حاملين الأعلام الحمراء، وهو لون رمزي للرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية، حزب الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي، التي لا تزال محتجزة منذ أن اعتُقلت خلال انقلاب الأوّل من شباط، في حين ارتفع عدد القتلى منذ الإنقلاب إلى 5 بعد وفاة رجل في العشرين من العمر متأثراً بجروحه في ماندالاي (وسط) الأربعاء.

توازياً، أعلنت شبكة "فيسبوك" أنها أغلقت كلّ الحسابات المتبقية المرتبطة بالجيش البورمي، بسبب استخدام المجموعة العسكرية "العنف الدامي" ضدّ المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية. لكن صفحات المؤسّسات الحكومية التي باتت تُديرها حالياً المجموعة العسكرية، لم تتأثر.