"رسالة نووية" حازمة من إسرائيل إلى الولايات المتحدة

بايدن للملك سلمان: ملتزمون الدفاع عن المملكة

02 : 00

صورة ملتقطة من قمر اصطناعي لمنشأة ديمونا النووية الإسرائيلية (أ ب)

فيما بدأت واشنطن رحلة العودة إلى الديبلوماسية في مقاربة الملف الإيراني في الشرق الأوسط، شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اتصال هاتفي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن السعودية، في وقت بحثا فيه "السلوك الإيراني في المنطقة وأنشطته المزعزعة للإستقرار ودعمه للجماعات الإرهابية"، بحيث أكد بايدن لخادم الحرمين عدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي.

وأكدت وكالة "واس" السعودية أن الملك سلمان شكر الرئيس الأميركي على التزام الولايات المتحدة الدفاع عن المملكة تجاه التهديدات، في حين أثنى بايدن على دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى هدنة ووقف إطلاق النار في اليمن. من جهته، أوضح البيت الأبيض أن بايدن بحث مع الملك سلمان "الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والسعودية"، و"التزام واشنطن بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها". وعلى خطّ العلاقات الأميركية - السعودية كذلك، ناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان "الجهود المشتركة لتعزيز الدفاعات السعودية"، بحسب الخارجية الأميركية، بينما أفادت وكالة "واس" بأنّ الجانبَيْن بحثا "الشراكة الإستراتيجية" و"العلاقات الثنائية" بين البلدَيْن، واستعرضا "أوجه التعاون في شأن التحدّيات الإقليمية والدولية".

وتتصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية تجاه إيران ووكلائها في المنطقة في الآونة الأخيرة بالتزامن مع الجهود الديبلوماسية التي يقودها الأوروبّيون لإعادة إحياء الإتفاق النووي مع إيران. وفي آخر التصريحات الإسرائيلية، كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقناة 13 أمس أنه أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّه سيمنع إيران من حيازة سلاح نووي "بإتفاق أو من دونه".

وبحث ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مع نتنياهو خلال اتصال هاتفي "أهمّية مشاركة دول المنطقة في أي مفاوضات في شأن الملف النووي الإيراني، على أن تشمل مواضيع أوسع بما لذلك من دور هام في ترسيخ أُسس الأمن والإستقرار في المنطقة"، بحسب وكالة أنباء البحرين الرسمية. وأبلغ نتنياهو الأمير سلمان بنقل تحيّاته إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فيما كرّر ولي العهد البحريني دعوته إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة البحرين، وتمّ الإتفاق على أن يزور نتنياهو المملكة في أوّل فرصة وفقاً لوضع تفشّي "كورونا".

نووياً أيضاً، رأى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "أن أتش كي" أنّه "إذا لم تتفق إيران والقوى العالمية بما في ذلك أميركا على برنامج طهران النووي، فإنّ المجتمع الدولي سيُواجه وضعاً جديداً"، في وقت قدّم فيه السيناتور الجمهوري توم كوتون و43 مشرعاً جمهورياً قراراً يُعارض أي تحرّك لرفع العقوبات عن إيران، وفق وكالة "بلومبيرغ".

وينصّ القرار على رفض ومعارضة إعادة تخفيف العقوبات على إيران، كما يُعرب عن رفضه أي تحرّك لإلغاء الحظر الذي يمنع إيران من الوصول إلى النظام المالي الأميركي. لكن يُعتبر القرار رمزياً ولا توجد فرصة لإقراره، نظراً لأنّ الديموقراطيين يُسيطرون على مجلسَيْ الكونغرس. ومع ذلك، فهو تحذير لكلّ من إدارة بايدن وإيران من أن الإلتفاف على الكونغرس لن يؤدّي إلّا إلى تعريض أي اتفاق مستقبلي للخطر.

توازياً، أنهت شركة "رافائيل" الدفاعية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة تطوير النسخة الأرضية لصاروخ "جو-جو" من طراز "ER Derby-I" المصمّم لمسافات تزيد عن 100 كيلومتر. ويأتي ذلك في سلسلة من تجارب أُجريت في جنوب البلاد، حيث أكملت الشركة تطوير النسخة الأرضية للصاروخ، في حين هدّد الجيش الإسرائيلي بأنّه في حال تجاوز عدد الصواريخ الدقيقة التي بحوزة "حزب الله" كمّية معينة تُقدّر بما بين 500 و1000 صاروخ، فإنّه سيضطرّ عندها للتحرّك واستهداف تلك الترسانة، بحسب ما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن قائد لواء أساليب القتال والحداثة في الجيش الإسرائيلي عيران نيف.

وفي الأثناء، تخضع منشأة ديمونا النووية الإسرائيلية السرّية، والتي تُعدّ مركزاً لبرنامج أسلحة نووية غير معلن، لأكبر مشروع إنشائي منذ عقود، بحسب تقرير لوكالة "أسوشييتد برس". وكشفت صور الأقمار الإصطناعية حفراً بحجم ملعب كرة قدم، على بُعد أمتار من المفاعل النووي القديم بالقرب من مدينة ديمونا. وأوضح التقرير أن تصميم منشأة ديمونا ظلّ لعقود من الزمان كما هو، إلّا أنه في الأسبوع الماضي، أشار الفريق الدولي المعني بالمواد الإنشطارية في جامعة "برينستون" إلى أنه شهد "إنشاءات جديدة مهمّة".

وعلى صعيد آخر، كشف مسؤول كبير في ميليشيا مدعومة من إيران في بغداد، ومسؤول أميركي لوكالة "أسوشييتد برس"، أن 3 طائرات مسيّرة محمّلة بالمتفجرات، استهدفت قصراً ملكياً سعودياً في عاصمة المملكة الرياض الشهر الماضي، انطلقت من منطقة عراقية قريبة من الحدود السعودية. وذكر مسؤول الميليشيا أن الطائرات بلا طيّار "جاءت في أجزاء من إيران وتمّ تجميعها في العراق وإطلاقها إنطلاقاً منه".

وفي الغضون، كشفت إيران عن طائرتها الجديدة من دون طيار "كمان-22" التي يبدو أنها صُمّمت على غرار الطائرة الأميركية "إم كيو-1 بريداتور"، مع مميّزات أخرى من "إم كيو-9 ريبر" الأكثر تقدّماً، بحسب موقع "ذا درايف" الأميركي.

وفي الداخل الإيراني، أطلق آلاف الإيرانيين الغاضبين حملة احتجاج على "تويتر"، بعد مقتل نحو 10 من ناقلي الوقود في سراوان في بلوشستان جنوب شرقي البلاد على أيدي "الحرس الثوري" الإيراني، وسط مطالب حقوقية بتدخّل دولي للتحقيق في الواقعة. كما نظّمت عائلات الضحايا وسكان المدينة الحدودية، وقفة احتجاجية استولوا خلالها على مبنى قائمقام سراوان، وأضرموا النيران في سيّارات حكومية.


MISS 3