بايدن: لن نقبل بضمّ روسيا "العدائي" للقرم

الاتحاد الأوروبي يُعزّز "استقلاليّته الدفاعية"

02 : 00

ستولتنبرغ متحدّثاً خلال قمّة عبر الفيديو في بروكسل أمس (أ ف ب)

في مواجهة التحدّيات الجيوستراتيجية والتهديدات الجديدة، قرّر القادة الأوروبّيون خلال قمّة في بروكسل أمس تعزيز استقلالية تحرّك الاتحاد الأوروبي للسماح له باثبات أنّه "شريك قوي" لـ"حلف شمال الأطلسي" والولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في ختام مؤتمر عبر الفيديو دام 3 ساعات مع قادة الدول الـ27 والأمين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ أن "التكامل هو الحلّ"، مضيفاً: "نُريد تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي للتحرّك بشكل مستقلّ، مع الرغبة بأن نكون شريكاً موثوقاً به للحلف الأطلسي والولايات المتحدة". واعتبر أن "شراكة قوية تتطلّب شركاء أقوياء".

من جهته، رأى الأمين العام للحلف الأطلسي أنّه "علينا أن نُواجه نفس التهديدات ولا أوروبا ولا الولايات المتحدة قادرتَيْن على القيام بذلك لوحدهما"، فيما أوضح مسؤول أوروبي كبير أنّ "قدرة الاتحاد الأوروبي على التصرّف بشكل مستقلّ تُقلق الدول الأعضاء الواقعة على خطّ المواجهة مع روسيا، لأنّها تخشى فك ارتباط أوروبي حيال الحلف الأطلسي".

وكرّر قادة ليتوانيا ولاتفيا وبولندا الإعراب عن قلقهم خلال النقاش، لكن "لا أحد عارض الحاجة إلى التحرّك باستقلالية"، بحسب وكالة "فرانس برس"، في حين شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة أن تقوم أوروبا "باستباق الأشكال الجديدة من التهديدات، معلوماتية أو بحرية أو فضائية أو جوّية".

والخطر أيضاً مصدره الإرهاب، بحيث أفاد ديبلوماسي أوروبي رفيع المستوى بأنّ "مستوى التهديد اليوم مرتفع أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة، وليس من روسيا فقط". كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لاين: "علينا الحدّ من تبعيّتنا وتنويع إمداداتنا وهذا لا ينطبق فقط على القدرات العسكرية".

وفي السياق، قدّمت المفوضية الأوروبّية في الآونة الأخيرة إطاراً مع خطّة عملها للتنسيق بين الصناعات المدنية والفضائية والدفاعية. وتُخصّص الموازنة الأوروبّية ما قيمته مليار يورو سنوياً على مدى 7 سنوات لتمويل صندوق الدفاع الأوروبي. وسيُتيح "تسهيل السلام" توفير أسلحة لشركاء الاتحاد الأوروبي ويُمكنه الآن تدريب وتجهيز قوّات عسكرية في أفريقيا.

ورأى ديبلوماسي مخضرم أن "الاتحاد الأوروبي كشف التهديدات ووسائله. عليه الآن التحرّك". وتابع: "عليه تعزيز قدراته على تنفيذ مهمّات عسكرية بشكل مستقلّ وتطوير استقلالية تكنولوجية والتمكّن من مواجهة الهجمات الإلكترونية، وأن يكون حاضراً في الأجواء والبحار دفاعاً عن حرّية سفنه في الملاحة". واعتبر أيضاً أن "لدى الأوروبّيين الإمكانات اللازمة للتحرّك. هم بحاجة إلى الإرادة السياسية. للأسف لم يحصل ذلك بعد".

وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة "لن تقبل إطلاقاً" ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، الأمر الذي حصل قبل 7 سنوات. وشدّد بايدن في بيان بمناسبة ذكرى اجتياح روسيا للقرم على أن "الولايات المتحدة لم ولن تعترف إطلاقاً بضمّ روسيا المفترض لشبه الجزيرة، وسنقف مع أوكرانيا ضدّ أعمال روسيا العدائية".

وأضاف بايدن أن "الولايات المتحدة تواصل الوقوف مع أوكرانيا وحلفائها وشركائها اليوم، كما كانت منذ بداية هذا النزاع. في هذه الذكرى الحزينة، نؤكد تمسّكنا بحقيقة بسيطة: القرم هي أوكرانيا". وفي ملف قضية المعارض الروسي الأبرز للكرملين والذي عقّد العلاقات بين موسكو والغرب، أفاد رئيس إدارة السجون الروسية ألكسندر كلاشنيكوف بأنّه تمّ نقل نافالني إلى معسكر للعمل القسري، حيث سيقضي حكماً مدّته أكثر من عامَيْن. ولم يكشف كلاشنيكوف عن اسم المعسكر، لكنّه شدّد على أن نافالني سيقضي عقوبته في "ظروف طبيعية تماماً". وأضاف: "يُمكنني تقديم ضمانة بعدم وجود أي تهديد على حياته وصحته".

وأمرت المحكمة الأوروبّية لحقوق الإنسان روسيا الأسبوع الماضي، بإطلاق سراح نافالني، مشيرةً إلى أن حياته معرّضة للخطر في السجن، لكن موسكو رفضت الدعوة. أمّا على خطّ العلاقات الصينية - الأوروبّية، فقد ناقش الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ العلاقات الاقتصادية التي تربط فرنسا والصين ومسألة بورما وتوزيع لقاحات مضادة لـ"كورونا"، وفق بيانَيْن نشرهما البلدان لا يُشيران إلى التطرّق إلى قضية الأويغور.

وبحسب قصر الأليزيه، شدّد ماكرون لشي على "مواصلة إعادة توازن الشراكة بين أوروبا والصين لايجاد شروط منافسة منصفة وتحسين المبادلة بالمثل للوصول إلى الأسواق"، بينما ذكرت وكالة الصين الجديدة أن شي دعا إلى "تطبيق سريع" لإتفاق الاستثمار الموقّع نهاية 2020 بين الاتحاد الأوروبي والصين.